تم سهرة أمس الأول بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة ، تزامنا مع الذكرى 62 لاندلاع الثورة الجزائرية، بث الفيلم الوثائقي «القطاطشة» للمخرج علي عيساوي، الذي سلط الضوء على أحد أهم مراكز عبور المجاهدين و المعروفة باسم المجاهد قطوش الطاهر و التي جمعت بين المناطق الأربعة الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة. الفيلم قدم في مدة لا تزيد عن 56 دقيقة، شهادات حية لمجاهدين و مجاهدات حول الدور الفعال الذي لعبه مركز الطاهر قطوش بالمسيلة، في نقل الإعانة و الذخيرة للمجاهدين و دعم الثورة، و الذي يبقى من الشواهد التاريخية المهمة على همجية المستعمر. الفيلم الذي شارك فيه عدد من الممثلين، على غرار حسان بن زراري و جمال دكار، إلى جانب عدد من أبناء قرية القطاطشة، فضلا عن الشهادات الحية التي أدلى بها عدد من المجاهدين الذين عايشوا فترة الخمسينات، و بشكل خاص سنة 1955 التي شهدت مرور 55 مجاهدا عبر المركز، من أجل التزود بالذخيرة و الإعانات، و كذا توعية المواطنين بأهمية دعم الثورة. من بين المجاهدين الذين أدلوا بشهاداتهم قادة أحمد و علاوة مريني و حمداوي فتيحة و كذا أرملة شايب الطاهر الذي فتح بيته للمجاهدين و أدخل المستعمر في حالة غضب، بعد اكتشاف المركز الذي استضاف ما يقارب 1200جندي و وفر لهم الأكل و المبيت و الأمان. للإشارة، لا يزال مركز العبور الشايب الطاهر معلما تاريخيا مهما و قبلة للمجاهدين، و فخرا لقرية القطاطشة التي أنجبت عددا من المجاهدين، منهم البطل جلول بن سليمان زهير المدعو جلول لبلاندي، من فرقة أولاد مبارك عرش أولاد نجاع بلدية برهوم، الذي التحق بالثورة منذ انطلاق شرارتها الأولى بمنطقة القطاطشة. العرض الذي يدخل في إطار الأيام السينمائية”سينما و ذاكرة”الذي نظمته جمعية نوميديا فنون، حضره مخرج الفيلم و ابن المجاهد الطاهر قطوش و عدد من الفنانين و قد أعقبه نقاش ثري و حميمي بين هواة و محترفي الفن السابع.
مريم/ب
