"أثر الفراشة" موضوع ورشـة لإعـادة رسم لوحــات نصر الدين دينيــه
اكتظت مساء أول أمس أروقة المتحف الوطني نصر الدين دينيه ببوسعادة بالزوار والشغوفين بالفن التشكيلي، لدى افتتاح ورشة لإعادة رسم ست لوحات لهذا الفنان العالمي لم يعاد رسمها من ذي قبل، حيث استقطبت العملية، على غير العادة، جمهورا غفيرا لمتابعة مختلف مراحل إعادة رسم اللوحات و التعرف على الخطوات التي يقوم بها الفنان التشكيلي من أجل ذلك.
حملت هذه الورشة اسم «أثر الفراشة»، في إشارة إلى قدوم الفنان نصر الدين دينيه إلى بوسعادة في 1904 و المكوث فيها ، قبل أن يزور الأغواط و المناطق المجاورة لها، رفقة فرقة استكشافية تبحث عن فراشة نادرة يعمد الفنانون والرسامون إلى رسمها في لوحة تبين التنوع البيئي لمناطق السهوب، غير أن نصر الدين دينيه، خالف كل التوقعات باستقراره ببوسعادة التي اتخذ منها موقعا يلهمه مواضيع لوحاته الزيتية و ظل يؤرخ للمدينة بطابعها الاجتماعي والاقتصادي، إلى أن دفعته بوسعادة من خلال كرم أهلها و تمسكهم بإسلامهم إلى الدخول في الإسلام، ليكون ذلك منعرجا في حياته التي سخرها في الدعوة إلى الدين الإسلامي، سواء من حيث كتاباته أو من خلال لوحاته.
الأستاذ رابح ظريف، مدير متحف نصر الدين دينيه، أوضح للنصر بأن الهدف من هذه الورشة، التي تدوم شهرا كاملا ، يتمثل بالأساس في الكشف عن بعض لوحات الفنان دينيه و الخروج بها إلى العلن، لفائدة الجمهور الواسع، كما سيتمكن هذا الأخير من التعرف على كيفيات ومناهج الفن التشكيلي وتقنياته المختلفة، خصوصا تلك المتعلقة بإنتاج نصر الدين دينيه الذي أسس لمدرسة تشكيلية ظلت ولا تزال إلى غاية اليوم، موضوعا دسما للبحث الأكاديمي في الفن التشكيلي الجزائري.
ويذكر أن هذه التظاهرة ، تندرج في إطار تنشيط المحيط و توطيد العلاقة بين المتحف و الجمهور، فضلا عن إعادة الاعتبار السياحي لمدينة ظلت مقصد السياح من جميع أنحاء العالم. جدير بالذكر أن المتحف الوطني نصر الدين دينيه أنشئ عام 1993 ، ويضم بالإضافة إلى مكتبه عدة لوحات أصلية لهذا الفنان، كما أن المتحف يقع في المنزل الذي اتخذه مسكنا له بحي الموامين بوسط مدينة بوسعادة التي يوجد ضريحه بها.
فارس قريشي