الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

في محاضرة بكراسك وهران، البروفيسور الألماني هرتموت ألسينهانس يؤكد


 ثورة 54 صنعت بعدا عالميا و النهضة الصناعية من شأنها إعادة الجزائر لمكانتها
أكد البروفيسور الألماني هرتموت ألسينهانس المختص في التاريخ والعلوم السياسية، أن الجزائر مطالبة اليوم بتبني إستراتيجية صناعية متأقلمة و تركيبتها البشرية ومحيطها الإيديولوجي والجيواستراتيجي، كي تتميز عالميا وتحقق النهضة، مثلما حققت التميز والإنفراد بثورة أخذت بعدا عالميا وساهمت في تغيير عدة سياسات ومنظومات اقتصادية لقوى كانت عظمى آنذاك، وذكر البروفيسور بعض الركائز التي تستدعي تدخل الدولة من أجل إعادة الجزائر لبعدها العالمي، مشيرا أن كل الإمكانيات متوفرة لبلوغ هذا الهدف.
البروفيسور هرتموت ألسينهانس المختص في التاريخ والعلوم السياسية بجامعة ليزبغ الألمانية، أوضح خلال محاضرة بعنوان «حرب الجزائر، تاريخ العالم» ألقاها أول أمس بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية «كراسك» بوهران، أن الثورة الجزائرية كانت سباقة، خلافا للحركات التحريرية آنذاك في إفريقيا وآسيا، للتغلغل في أوساط المناطق الريفية عبر القرى و المداشر التي ينحدر منها أغلب الأبطال الذين صنعوا التاريخ، وهذا ما صنع تميزها وإنفرادها العالمي بمسار ثوري رائد دوليا.
يعود ذلك ،حسب المحاضر، إلى  إستراتيجية الحركة الوطنية التي لم تركز فقط على المقاومة داخل المدن، بل ربطتها بالمقاومة في الأرياف و المداشر، وهي الإستراتيجية التي جعلت حينها القوى العظمى، خاصة بعد تفجير القنبلة النووية في اليابان، تبني سياستها على أسس مختلفة، خاصة اقتصاديا، حيث بدأت تسعى لانتهاج سياسة رأسمالية عصرية، وهو الأمر الذي اضطر، وفق البروفيسور هرتموت، الجمهورية الرابعة الفرنسية، لمراجعة حساباتها في الجزائر، أين كانت تبذل مجهودات عسكرية كبيرة ، لمواجهة الثوار، تعادل مجهودات إنجاز القنبلة الذرية.
قال البروفيسور هرتموت ألسينهانس، أن الشعب الجزائري كان عبر العصور، شعبا مقاوما وهذه ميزة غير متوفرة لدى العديد من شعوب العالم، و هي التي جعلت الجنرال ديغول يحاول بكل الطرق عدم الاعتراف بشعبية جبهة التحرير الوطني، محاولا في العديد من المرات البحث عن إطارات جزائرية من خارج الأفلان لخوض مفاوضات «إيفيان» لتقرير المصير، ولكنه لم ينجح في هذا المسعى.
وأبرز المحاضر بأنه على الجزائر اليوم أن تركز على بعث الصناعة الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي لسكانها ثم التوجه نحو التصدير، مع ضمان مسؤولية ومراقبة الدولة للاقتصاد الوطني، كما أن التطور الصناعي مرهون بتجميع رأس المال وهذا يأتي بالتركيز أكثر على صناعة التجهيزات و كل الإمكانيات الضرورية لترقية الصناعة الوطنية، عوض توجيه الجهود نحو الصناعة الإستهلاكية في مختلف المواد، وهذا حسب المحاضر، من أجل توفير قاعدة صناعية من التجهيزات والإمكانيات التي تضمن استمرارية النمو الاقتصادي بخلق صناعات متنوعة، ما من شأنه  رفع مستوى الطبقات الاجتماعية المتوسطة وتحسين مداخيلها، مضيفا بأنه يجب على الجزائر أن تضبط جيدا إستراتيجيتها الاقتصادية من أجل استقطاب المستثمرين الأجانب، خاصة الأوروبيين وعلى رأسهم فرنسا التي لها اهتمامات مميزة في هذا الإطار.
وفي شق آخر، لم يستبعد البروفيسور هيمنة الإيديولوجيات والمعتقدات الدينية والسياسية، على مخططات الدول عبر العالم، وأعطى نماذج عن القوى الاقتصادية اليوم، مثل الصين وأمريكا و ألمانيا والهند وروسيا وغيرها من الدول، التي تسيير صناعتها و اقتصادها وفق إيديولوجيات مشتركة تقريبا نظريا، لكن تختلف تماما في الواقع، وهذا بالنظر لتركيبة المجتمع والتحولات الجيواستراتيجية الحاصلة، والجزائر، مثلما قال، تستطيع خلق نموذج اقتصادي صناعي مميز لها، وفق مرجعيتها الدينية والإيديولوجية التي أظهرت عبر العصور طبيعة الإنسان الجزائري المقاوم والصامد والذي دائما يصنع التميز ذو البعد العالمي.
هوارية ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com