الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

في جنازة شعبية و رسمية مهيبة

مالك شبـل يـوارى الثـرى بمقبرة منـزل المجاهـدين بمنـطقـة بيـسي
ووري، بعد ظهر أمس، جثمان الكاتب والمفكر الجزائري مالك شبل الثرى، بمربع العائلة بمنزل المجاهدين بمنطقة بيسي التابعة لبلدية عزابة بسكيكدة في جو جنائزي مهيب بحضور إطارات سامية في الدولة، يتقدمهم وزير الثقافة والاعلام عزالدين ميهوبي ووالي الولاية وأسرة الفقيد وأصدقائه ووجوه ثقافية محلية، وجمع غفير من المواطنين و إطارات الولاية المدنية والأمنية والعسكرية.
وقد أديت صلاة الجنازة على المرحوم بمسجد أول نوفمبر بحي مرج الديب سابقا. وفي الكلمة التأبينية التي تلاها وزير الثقافة بقصر الثقافة والفنون، أين ألقيت عليه النظرة الأخيرة قال أن الجزائر عامة وسكيكدة خاصة فقدت قامة كبيرة من المفكرين والمثقفين، رجل نجح في أن يدافع عن هوية هذا الشعب عن دينه عن مقوماته، نودع مالك الرجل الهادي الصامت لكن يحمل فكرا، الرجل الذي أينما تلتقيه تكتشف عمره.
عندما بلغني خبر رحيله تألمت كثيرا ولا أدري تساءل ميهوبي لماذا كل من يحمل اسم مالك يرحل ؟ وكأنه غريب بداية من مالك بن نبي مالك حداد مالك بوديبة وكأن القدر في هذا الاسم أن يكون دائما أشبه بالغريب، لكن اليوم في هذا المكان نودع أخا صديقا مفكرا مثقفا من طينة الكبار على التكريمات التي نالها في العالم في مواقع عدة وجامعات تغنينا أن نذكرها جميعا. وواصل الوزير يقول بأنه التقى المرحوم أول مرة في سكيكدة عندما كان في زيارة خاصة، تحدثت معه ومنذ ذلك الوقت جمعتنا صداقة وبقينا على تواصل وبعدها التقيته في باريس وآخر لقاء كان العام الماضي في معرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة وتحدثنا مطولا كنت أشعر بأن الرجل يحمل جسما بدأ يترهل من التعب لكنه كان يتعالى على هذا للحديث عن مشاريعه الثقافية، وكان أمله أن ينجز أعمال حول الجزائر، لأنه أنجز أكثر من 40 مؤلفا من أمهات الكتب الفكرية التي دافع فيها عن الاسلام العظيم، وكان كاتبا مستنيرا لأنه فهم الغرب واخترق عقل الغرب وقدم عصارة تجربته العميقة لأنه كان يعرف أنه في تلك البلاد يجب أن يتصدى لأفكار مغلوطة وتشويهات تطال الدين الاسلامي في هذا الظرف، ظهر في توقيت كنا بحاجة إلى أمثاله للدفاع عن الاسلام للدفاع عن الهوية الاسلامية والدفاع عن هذه الأمة الموسومة بأنها أمة التطرف والارهاب والعنف الخوف، ظهر في وقته بالجامعات في المنابر التلفزيونية في المحاضرات في كل مواقع كان مالك في كل مرة يتصدى يدافع ويقدم دائما الفكر المستنير، كان أفضل من عرف معنى الارهاب ومن حلل مسألة التطرف، كان أفضل من تناول القضايا المعقدة في الفكر الاسلامي وقدمها بأسلوب بسيط للغرب حتى يستوعبها، لقد كان مناضلا حقيقيا في جبهة ملتهبة أكثر من 30 سنة يقف وحده لمواجهة تيارات "الفوبيا" والتخويف وكان صامدا كان صاحب البسمة الهادئة كان ينجح في ايصال الكثير من الرسائل للمجتمعات الغربية، خاصة التي تعيش حالة الخوف من الجماعات المتطرفة التي أساءت كثيرا لديننا الحنيف، كان مؤمنا بما يقوم به، صادقا بما يعمل من أجله، والشيء الذي يميزه ولا نجده عند الكثيرين أنه كان الأكثر ارتباطا بوطنه ولم يكن ذلك الانسان الذي يأتي بمناسبة معينة فكلما أتيحت له الفرصة يزور عائلته وأقاربه وأحبابه ويجلس في المقاهي وعلى الأرصفة ويستعيد ذكرياته في سكيكدة وقسنطينة ومناطق أخرى، كان جزائريا حتى النخاع وهذا ليس غريبا عليه فهو سليل عائلة مناضلة ومجاهدة وابن منطقة قدمت الكثير لهذا الوطن. لهذا فإننا عندما نعزي اليوم عائلة الفقيد إنما نعزي أنفسنا في الفقيد لأننا فقدنا رجلا عميقا رجلا يملك فكرا ما يجعلنا نعتز به. ليضيف: الآن سنودعه سنبكي ونقول أننا فقدنا رجلا لكن مالك باق في أفكاره، ترك كما هائلا من المؤلفات تحتاج إلى قراءات وقراءات.
الوزير يعلن عن إنشاء مؤسسة تحمل اسم المرحوم مالك شبل
قال وزير الثقافة عزالدين ميهوبي بأن المرحوم ترك ابنا يؤمن برسالة أبيه و هو مؤمن بضرورة أن يستكمل ما ترك والده وقد تحدث مع والده لهذا الغرض فكرنا في إنشاء مؤسسة تحمل اسم مالك شبل تضم مفكرين مثقفين جزائريين وأجانب خاصة وأن الفقيد يعتبر مفكرا عالميا وليس محليا، تستمر في نقل فكره و آرائه وتعمل على إقامة ندوات حول مؤلفاته ويمكن إنشاء جائزة تحمل اسمه وأيضا ابنه يعمل على مشروع هام وهو المشروع الذي كان يعمل المرحوم على تحقيقه، و يتمثل في إصدار مجلة إسلامية تحمل اسم نور تدافع عن الاسلام في أوروبا، كما نفكر أيضا مثلما قال الوزير في إطلاق اسم مالك شبل على واحدة من المراكز والثقافية لأن في هذا وفاء لهؤلاء الرجال واستمرارية لهذا الاسم النبيل الذي استمر مشعا لثلاثة عقود كاملة ويجب أن يستمر.
كمال واسطة

ميكائيـل شبـل ابـن المـرحوم
رؤساء فرنسا عرضوا على والدي التجنس ورفض لأنه كان يحمل الجزائر في القلب
قال ميكائيل شبل ابن المرحوم مالك شبل أن والده كان يحب الجزائر ويدافع عن الاسلام ولقن الكثير تعاليم الدين الاسلامي و كرس حياته للعلم والتدريس أعطى كل ما عنده ،رغم أن المسؤولين تجاهلوه بالجزائر وهذا ويحز في نفسي كثيرا .
ليضيف: أنا حزين لكن في الداخل سعيد بالنظر إلى ما حققه ووصل اليه والدي من مراتب في العلم. وكشف الابن بأن والده حظي بالكثير من الجوائز والتكريمات بأوروبا، وقد تلقى اغراءات كبيرة من طرف رؤساء فرنسا خص بالذكر جاك شيراك وساركوزي لمنحه الجنسية الفرنسية لكن مالك والده رفض كل تلك العروض لأنه باختصار كان جزائريا خالصا ويضع الجزائر دائما في القلب، كما علمنا من خال المرحوم انه تلقى عرضا للسفر إلى اسرائيل ومورست عليه ضغوطا كبيرة لقبول الزيارة لإلقاء محاضرات لكنه رفض تلك الدعوة رغم الاغراءات. هذا وكشف المعني الذي كان يتحدث بتأثر كبير وأختيه بجانبه أنه قرر استكمال مشروع والده المتمثل في اصدار مجلة تدافع عن الاسلام بأوروبا.
كمال واسطة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com