إشادة المختصين بنوعية الأعمال المعروضة
تتواصل لليوم الرابع على التوالي فعاليات الطبعة 15 للمهرجان الوطني الثقافي للفيلم الأمازيغي الذي تحتضنه تيزي وزو منذ 17 ديسمبر الجاري، وسط إقبال جماهيري معتبر للاستمتاع بمشاهدة الأفلام المتنافسة على الزيتونة الذهبية و التي يتم عرضها على مستوى السينيماتيك و القاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري، حيث أتيحت للحضور فرص للتحاور مع المخرجين و اكتشاف جديدهم.
و تتكون لجنة تحكيم الطبعة 15 لمهرجان الفيلم الأمازيغي من مختصين جزائريين في السينما من بينهم رئيس اللجنة رشيد بن علال إلى جانب أحمد بن عيسى و عبد الحميد رابية و عمر فطموش وغيرهم. و من بين الأفلام المتنافسة التي تابعها الجمهور مساء أول أمس وحظيت بإعجابه الفيلم الوثائقي “أسنسو أزرو نطهور” لمخرجه جمال آيت إفتان، و مدته 26 دقيقة و قد عرض باللغتين القبائلية و الفرنسية و تم إنتاجه خلال العام الجاري بمنطقة إيليلتن في دائرة إيفرحونان التي تضم صخرة عالية بمرتفعاتها اسمها “أزرو نطهور” .
سلط الضوء المخرج آيت إفتان في فيلمه على العادات والتقاليد الضاربة في أعماق المجتمع القبائلي، كما ركز على الجانب الديني الذي يطغى على إحياء وعدة أزرو نطهور التي تقام سنويا في شهر أوت بضواحي بلدية إيليلتن الجبلية بمشاركة ثلاث قرى، وهي عادة لإحياء تراث منطقة القبائل و التعريف بالمنطقة و جلب السياح، كونها تزخر بمناظر طبيعية خلابة تقع على علو 1887 مترا عن سطح البحر . آيت إفتان الذي بدأ مشواره في العمل السينمائي منذ 2006 يعود في كل أعماله السينمائية إلى تاريخ منطقة القبائل، انطلاقا من القرن 16 الميلادي . على صعيد آخر، أوضح عضو لجنة التحكيم بالمهرجان الممثل عبد الحميد رابية للنصر أن الأفلام التي تم عرضها منذ انطلاق المهرجان و التي تتنافس لنيل الزيتونة الذهبية ترقى إلى المستوى المطلوب، رغم أن أغلب المخرجين ينتمون إلى فئة الشباب، مشيرا إلى أن السينما الأمازيغية تشهد تقدما ملحوظا و بدأت تأخذ منعرج الاحترافية، بالرغم من أن مشكل التمويل من أكبر المشاكل التي تواجه المخرج الجزائري.
للإشارة فإن 25 فيلما يدخل غمار المنافسة الرسمية للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي في طبعته 15، منها الفيلم القصير والطويل والأفلام الوثائقية و التنشيطية.
سامية إخليف