الجيل الجديد لا يعرف الرموز التاريخية للأمة
قال المخرج السينمائي أحمد راشدي أول أمس الخميس، بأن الجيل الجديد من الجزائريين، لا يعرف الرموز التاريخية للأمة و أنه يعيش القطيعة مع ماضيه التاريخي المشرق، و أرجع سبب القطيعة إلى ما وصفه بالتقصير من رجال الثقافة و الفكر و المدرسة و وسائل الإعلام أيضا.
و أضاف أحمد راشدي في مداخلته أمام طلبة جامعة 8 ماي 45 بقالمة، في إطار ندوة حول الإعلام السينمائي، بأن هناك بين تلاميذ المدارس و طلبة الثانويات، من لا يعرفون من هو عبد الحميد مهري و من هو هواري بومدين، مؤكدا بأن الجميع يتحمل مسؤولية القطيعة بين الأجيال الجديدة والماضي التاريخي للأمة.
و تحدث مخرج رائعة «الأفيون و العصا» بتأثر كبير، عن تراجع الصناعة السينمائية و الثقافية في الجزائر، بعد أن عاشت عصرا ذهبيا بعد الاستقلال، و تصدت للفكر الاستعماري ودافعت بقوة عن الوطن ومقومات الأمة و روجت للثورة و أوصلت صوت الجزائر إلى مختلف بقاع العالم.
وعاد أحمد راشدي إلى العصر الذهبي للسينما الجزائرية، من خلال مقاطع من أفلام ثورية تتحدث عن كفاح الشعب الجزائري، مؤكدا بأن الاستعمار الفرنسي عمل طيلة 130 سنة، لحجب ذاكرة الأمة و إجهاض حركات المقاومة و تشويه رموزها و القضاء عليهم.
و أضاف بأن السينما الجزائرية، قد واكبت حركة المقاومة و أبرزت كفاح الشعب الجزائري، على مر العصور، إلى غاية انتفاضة ماي الأسود سنة 1945 و حرب التحرير، ثم مرحلة الاستقلال و البناء، موضحا بأن السينما تعد وسيلة فعالة لربط التواصل بين الأجيال و الحفاظ على تاريخ الأمة.
و يرى المتحدث بأنه و بالرغم من الإنجازات التي حققتها السينما الجزائرية بعد الاستقلال، فإن عملا كبيرا لا يزال ينتظر رجال الفكر و الثقافة و الإعلام بالجزائر، لرأب الصدع بين الأجيال و تطوير صناعة السينما والثقافة و ربط الأجيال الجديدة بماضيها التاريخي.
من جهته قال نزيه بن رمضان مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، التي نظمت الندوة بالتعاون مع جامعة قالمة، بأنه من غير المقبول أن ينفصل الجيل الجديد عن ماضيه و لا يعرف رموز الأمة، مبرزا دور السينما في الإشعاع الثقافي و الترويج للثقافة الجزائرية في الخارج.
وأضاف مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بأن الإستراتيجية الاقتصادية والثقافية التي تنتهجها الجزائر في السنوات الأخيرة، يجب أن يواكبها إشعاع ثقافي يوصل صوت الجزائر و ينقل صورتها إلى الخارج كدولة مستقرة آمنة، مؤكدا بأنه و بدون أمن و استقرار، لن يكون هناك إشعاع ثقافي و هو ما تعمل الدولة على تحقيقه حاليا، من خلال العمل الميداني الذي تقوم به وزارة الثقافة و وزارة الخارجية.
و إشعاع الثقافة، يقول نزيه بن رمضان، يتطلب إمكانات كبيرة و لابد من مساهمة الخواص في هذا المجال و تعمل وزارة الثقافة على إصلاح الوضع و التأسيس لبناء ثقافي و سينمائي واعد ، لأن الإعلام السينمائي، يضيف المتحدث، يساهم في دعم الاقتصاد و الترويج للسياحة، كما يحدث هذه الأيام، عندما تحولت منطقة جانات الصحراوية قبلة لآلاف السياح من داخل الوطن و خارجه، و هذا بفضل عمليات الترويج لما تزخر به الجزائر من إمكانات هائلة في مجال السياحة و الثقافة و العادات و التقاليد العريقة.
و أشاد مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بكبار المخرجين الجزائريين و بإنجازات السينما الجزائرية و حضورها على المسرح الدولي، من خلال المشاركة في المهرجانات العالمية، مؤكدا بأن المشاركة في مهرجان كان الدولي، في حد ذاتها، إنجاز للسينما الجزائرية وترويج للثقافة وتاريخ الجزائر في الخارج، و دليل أيضا على التواجد في المحافل الثقافية و الفكرية الدولية. وخلص المتحدث إلى القول بأن الثقافة الجزائرية أصبحت متواجدة اليوم بمنطقة الخليج العربي، لكن نقص التسويق الإعلامي، لا يزال يعيق رواج الثقافة الجزائرية بالخارج، وحمل رجال الأعمال و الفكر و الثقافة جزءا من المسؤولية، ودعاهم إلى الاستثمار في صناعة السينما و الثقافة و المساهمة بقوة في إحداث حركية ثقافية جديدة، تتماشى مع التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تشهدها الجزائر في السنوات الأخيرة.
فريد.غ