عــرض عالـمي أول لفيلــم "مسدس منديلا" في أوبرا الجزائر
تابع جمهور دار أوبرا الجزائر ‘’ بوعلام بسايح ‘’ سهرة أول أمس الثلاثاء، العرض العالمي الأول للفيلم الطويل «مسدس مانديلا» الذي يتناول أهم محطات حياة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، المناضل الراحل نيلسون مانديلا، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لهذا البلد الصديق بالجزائر، التي انطلقت في الـ 24 من شهر فيفري المنصرم.
ويروي هذا العمل السينمائي الضخم، المشترك بين الجزائر وبريطانيا و جنوب إفريقيا، الذي تم عرضه بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ونائبة وزير الثقافة لجنوب إفريقيا، إلى جانب مخرجه جون إيرفن، وعدد من أعضاء الحكومة، أهم المراحل النضالية في حياة الزعيم الإفريقي الراحل، إلى غاية الكفاح المسلح، في قالب درامي توثيقي بالاعتماد عن سيناريو «أوتس كيرياكيد» الذي استند في كتابته على شهادات لعديد الشخصيات التي عرفت الراحل مانديلا في تلك الفترة التاريخية.على مدى 90 دقيقة يستعرض الفيلم أهم المحطات التي توقف بها مانديلا في مساره النضالي الذي قاده لزيارة عدد من البلدان الإفريقية، من أجل تكوين الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي( آ آن سي)، كما يستحضر هذا العمل الذي شاركت في إنتاجه الوكالة الوطنية الجزائرية للإشعاع الثقافي، محطات قائد حربة الأمة ( كما يسمونه في بلده)، والتي قادته أولا إلى الجزائر غير بعيد عن الحدود المغربية، حيث وقف مانديلا على بشاعة عنف الجيش الاستعماري الفرنسي و التقى بضباط جيش التحرير الوطني الذين أبرزوا أهمية النضال السياسي إلى جانب الكفاح المسلح.في المشهد المخصص للمحطة الجزائرية، حيث تقمص الفنان الجزائري خالد بن عيسى شخصية مسؤول تاريخي، لم يتعرض الفيلم إلى تفاصيل إقامة مانديلا بالجزائر، وتلقيه تدريباته العسكرية الأولى التي جرى الحديث عنها أثناء تقديم العرض، فيما تبرز الأحداث رحلة ‹› ماديبا›› (وهو اللقب النضالي الذي كان يطلق على مانديلا)، إلى إثيوبيا أين تلقى المناضل تدريبا عسكريا و لقن كيفيات الإشراف على حرب العصابات، إذ كان يسعى للتركيز على التخريب دون وقوع ضحايا و قد تلقى خلالها دعم الإمبراطور الإثيوبي هايلي سيلاسي والذي منحه مسدساً كهدية، من طراز مكاروف، وكان أول سلاح يستخدمه في حياته، وهو السلاح الذي قام بدفنه قبل اعتقاله. فخلال عودته إلى بلاده، وبينما كان مانديلا يختبئ في مطبخ بيت ريفي قرب مزرعة ليليزليف، التي كانت معقلا للمقاومين شمال جوهانسبورغ، حفر في الأرض حفرة ودفن فيها المسدس ملفوفا ببذلته العسكرية، فتم اعتقاله، وكان يأمل أن يعود إلى المكان نفسه لاسترجاع مسدسه الذي لم يطلق منه رصاصة واحدة، لكنه لم يكن يعلم أن أسره سيستمر 27 عاماً.
وفي ذات السياق أحاطت أحداث هذا العمل الذي تم عرضه أيضا بحضور مديرة الإنتاج كلير إيفانس ، بتوثيقها لتدريب وحدات مانديلا في بلدان افريقية أخرى، قبل عودته إلى جنوب إفريقيا في أوت 1962 ، بعد نشاط سري دام 17 شهرا والذي انتهى عند توقيفه و القبض على عدد من قادة المؤتمر الوطني الإفريقي، ثم الحكم عليه بالسجن المؤبد من طرف نظام الأبارتايد.وكان المنتج جيريمي ناثان قد قال عن الفيلم، الذي يصنف أيضا بأنه ينتمي إلى أفلام السيرة الذاتية، « إنه ليس مجرد فيلم روائي طويل لكنه وثائقي، يتضمن شهادات من عرفوا مانديلا في ذلك الوقت»، مضيفا، «إن المسدس يشكل لغزاً لحد الآن، ويمثل أيضاً أول سلاح ضد نظام الأبارتيد، إضافة إلى أنه تجربة لا تتكرر، لقد قمنا بأبحاث عديدة وبحوزتنا معلومات كثيرة، بعضها يتم الكشف عنها لأول مرة».ومعلوم أن بطولة الفيلم قد جسدها الممثل الجنوب إفريقي تومبسشو ماشا، الذي أدى شخصية مانديلا، والجزائري خالد بن عيسى في دور الشريف بلقاسم»، و ديسموند دوبتقمص شخصية جوفان مبيكي، و نايك بوران أدى شخصية سيسيل وليامز، و فرانسيس شولر تقمص دور بوب هيبال وغيرهم، علما أن هذه المرة الأولى التي يتقمص ممثل من جنوب إفريقيا دور مانديلا بعد وفاته.
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم تقديم العرض أيضا، بحضور أعضاء من سفارة جنوب إفريقيا وكذا ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وفنانين، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام.
ع.أسابع
قال أن فيلم "بن باديس" سيكون جاهزا للعرض قبل 16 أفريل
ميهوبي: سنوقع شراكات أخرى مع جنوب أفريقيا وقريبا أسبوع ثقافي جزائري في جوهانسبورغ
ثمن وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الشراكة الجزائرية البريطانية الجنوب إفريقية التي أثمرت إنتاج فيلم «مسدس مانديلا» الذي يستعرض جزءا من حياة أيقونة النضال مانديلا ضد نظام الميز العنصري بجنوب إفريقيا، معتبرا بأن هذا «الانتاج الضخم ‘’ شهادة تاريخية مهمة حول «ماديبا»، مبرزا بالمناسبة بأن الجزائر التي ساندت مانديلا في نضاله وكفاحه ضد "الأبارتايد"، سبق وأن استقبلت هذا الزعيم مرتين، قبل أن تستقبله مرة ثالثة من خلال الفيلم.وفي تصريح للصحافة على هامش عرض فيلم ‘’ مسدس مانديلا ‘’، أعرب ميهوبي عن يقينه بأن عرض هذا العمل السينمائي ، سيثير الكثير من النقاشات، باعتبار أنه يتضمن، كما قال، تحريا ومعلومات كثيرة، أظهر المخرج من خلالها، مانديلا بشكل مختلف ومغاير.
من جهة أخرى قال الوزير، بأن دائرته الوزارية ستتفق مع الطرف الجنوب إفريقي على تحديد موعد الأسبوع الثقافي الجزائري بجنوب إفريقيا، بعد موافقة الطرف الجزائري على الدعوة الموجهة له بهذا الشأن، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة ستعد لهذا الغرض برنامجا ثريا يعكس تنوع الثقافة الجزائرية في الجانب التراثي وفي الجانب السينمائي وربما – كما ذكر – في الفنون التشكيلية والفنون الأخرى كالغنائية منها، كما تحدث عن احتمال مشاركة الجزائر في شهر التراث الإفريقي المزمع تنظيمه في جنوب إفريقيا، بفعالية أو بفعاليتين.
وفي رده عن سؤال إذا كان سيتم التوجه لإنتاج أعمال أخرى مشتركة مع جنوب إفريقيا، قال ميهوبي ‘’ بلا شك لقد فتحنا هذا الموضوع وهم في جنوب إفريقيا مستعدون للعمل في أكثر من مشروع، من بينها مجالات مرتبطة بمجالات التكوين، وقد طرحنا عليهم فكرة استقدام بعض الخبراء من جنوب إفريقيا للتكوين في مجال السينما وقد رحبوا بهذا’’. أما في رده عن سؤال بخصوص فيلم «ابن باديس» أجاب الوزير’’ لقد تم استكمال تركيبه ولم يتبق سوى جانب المؤثرات الخاصة ببعض الأجزاء وسيتم عرضه قبل 16 أفريل المقبل’’.كما كشف المتحدث بأن فيلم ‘’ بن مهيدي’’ شبه جاهز للعرض، وقال ‘’ ننتظر استكمال بعض الجوانب الخاصة فيه، لكي لا نتركه على ما هو عليه’’، مضيفا، ‘’ ومن المفروض أن يتم عرضه خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أو بعده بقليل’’.
ع.أسابع