تأخرت في العودة بحثا عن النوعية والجمهور الجزائري يصفّق للجميع
عاد الفنان الكوميدي المتميز حكيم دكار من جديد للشاشة الصغيرة ليمتع جمهوره الذي افتقده، من خلال عملين فنيين هما سيت كوم «دار سي الطاهر»، وسلسلة «حكاياتكم»، معلنا بذلك بأن القطيعة انتهت وحبل الوصل مد من جديد مع جمهوره، ومرجعا غيابه لعدم توفر أعمال ترقى لتطلعات المشاهد الجزائري الذي يقدر الفن الحقيقي.
حكيم دكار قال للنصر، بأنه كان يحرص على العودة بأعمال تحيي ذكرى الأعمال الخالدة التي جسدها مع أبناء جيله من قبل، وهو ما أدى إلى تأخر رجوعه إلى الساحة و قد كثر السؤال عن الأسباب من قبل الجمهور ، حيث أنه لم يكن يمتلك الجواب المقنع الذي يرد به عليهم، كما أكد، ما أثار قلقه، حيث أنه وقع بين مطرقة جمهوره الذي افتقده ، وسندان نقص الأعمال الجيدة التي تتماشى وتطلعاته و أهمها تقديم النوعية التي تترك التميز والبصمة للجمهور الذواق العارف، كما وصفه.
و كانت خلال رمضان الجاري العودة الجميلة من خلال عملين يرى المتحدث بأنهما متميزان باختلافهما، وهما سيت كوم «دار سي الطاهر» وسلسلة» حكاياتكم» وهما من إنتاج التلفزيون الجزائري ومحطة قسنطينة، أين تربى حكيم دكار وكانت بداياته رفقة أبناء جيله، وأضاف الفنان بأن هذا لا يعني أن الدور الذي تلعبه القنوات الأخرى غير مهم، بل أنه يصب في صالح المشاهد الجزائري.
لم نبلغ بعد مرحلة التنافس الفني والتقني
بخصوص سؤالنا عن السباق الرمضاني بين الأعمال الفنية التي تبث خلال الشهر الفضيل عبر مختلف القنوات رد الفنان بأنه ليس سباقا، وإنما بث لأعمال، وهو شيء جيد بالنظر للعدد المعتبر من الإنتاجات، مشيرا إلى أن هذا سيضع المشاهد في حيرة من أمره بخصوص البرمجة والتمركز، ليبقى الفيصل والحل لهذه المشكلة هو تميز العمل فهو فقط الذي سيمكن من إعطاء كل ذي حق حقه، كما أكد الفكاهي حكيم دكار، معربا عن أسفه لأن هذا الكم من الأعمال كان على حساب النوعية ، و علق «إننا لم نصل بعد إلى كوميديا أو دراما حقيقية أو إلى أعمال تتنافس فنيا وتقنيا بحق، لكن هذه الأزمة لن تطول لأن الطموح هو الكيف والنوع ، وفي الأخير لن يكون إلا الأصح على الساحة».
و أثنى الفنان على لباقة الجمهور الجزائري الذي قال عنه بأنه يصفق للجميع وهذه مجاملة ليس معناها أن كل شيء جيد، فهو جمهور واع وذواق وله مرجعيته الفنية التي بنى عليها معارفه الفنية، ما يمكنه من التمييز بين الأعمال بالشكل المطلوب، و أكد بأنه لم يتخل يوما عن الفنانين الذين عرف معهم الكوميديا أو الدراما من الجيل القديم، و اعتبر أن النقص المسجل في الكتابة من الأسباب التي تجعل بالإمكان القول أنه ليس لدينا كوميديا أو دراما، نظرا للعدد القليل من السيناريوهات الموجودة، إلا أن هذا يبقى أحسن من لاشيء.
لا يوجد منتج حقيقي عدا الدولة
بخصوص الإنتاج قال أنه لا يمكن المقارنة بين عمل خصصت له ميزانية معتبرة وتحكم تقني جيد بالأقل منه، و أكد بأنه بالجزائر لا يوجد منتج حقيقي إلا الدولة فقط، و أضاف «يوجد مساهمون فالمنتج أو القناة أو أي جهة أخرى تكون ذكية بمعرفة كيفية جلب هؤلاء المساهمين للأعمال التي تتوفر على كل المقومات اللازمة للنجاح من نص، مخرج، ممثلين وما إلى ذلك، فتكون بذلك العملية ناجحة تجاريا، فنيا وجماهيريا، حتى الأعمال الصغيرة منها التي تبنى على نص وأداء جيدين تصنع التميز».وفي ختام حديثه للنصر، دعا حكيم دكار الجيل الجديد إلى فرض نفسه من خلال معرفة كيفية التموقع جيدا، لأن الفن اليوم، كما قال، اجتاحته موجة السرعة، ما يجعل قاعدته الشعبية غير مستقرة، مقارنة بفن الجيل القديم، الذي ظلت وستظل أعماله خالدة، وخلقت لدى الجمهور ثقة كبيرة في الأعمال التي يقدمها أو سيقدمها.و شدد بأن الواقع يقول أن هناك جيل جديد لا يمكن إغفاله أو تجاهل ما يقدمه، لكن عليه فقط حسن اختيار موطئ القدم، ليحظى بما سبقه إليه الجيل القديم، و أضاف بأنه لا يمكن المقارنة بين أعمال الجيلين، لكن لابد من الاعتراف بأن بعض مما يقدم اليوم من أعمال يتميز بالتنوع تقنيا وفنيا، وهناك أعمال ارتجالية لم تستطع الوصول بعد إلى المستوى المطلوب.
ابن الشيخ الحسين.م