صعوبات النشر في الجزائر تدفع الكتاب الشباب للبحث عن البديل في الأردن
نشر الكاتب والإعلامي ابن مدينة ميلة عبد العالي زواغي، مؤخرا إصدرا حمل عنوان «هموم مواطن عربي»، وضم مقالات في مختلف المجالات سبق له وأن نشرها في العديد من المنابر الإعلامية الوطنية والعربية والمواقع الالكترونية. الكتاب صدر عن دار النشر الأردنية زهران، و يجمع مقالات في الفكر والسياسة والأدب، كان قد نشرها منذ العام 2011، في مواقع إعلامية جزائرية وعربية مرموقة، مثل موقع «الجزيرة توك»، «هافينغتون بوست عربي»، «الترا صوت»،«ساسة بوست»ومجلتي«المجتمع» و«الوعي الإسلامي» الكويتيتين، وقد تطلب انجاز العمل ثلاث سنوات كاملة.
الكاتب أوضح للنصر، بأنه واجه صعوبات كبيرة في بالجزائر على غرار غيره من الكتاب الشباب، لأن بعض دور النشر حسبه، تنظر لصناعة الكتاب على أنها مجرد تجارة، وليس استثمارا ثقافيا وخدمة حضارية هدفها ترقية الثقافة ونشر الوعي الحقيقي في أوساط المجتمع وهو ما دفعه ودفع الكثيرين من أمثاله للبحث عن البديل في دولة كالأردن، حيث يزدهر نشاط النشر وهناك اهتمام بالإنتاج الفكري على اختلاف مجالاته، حيث اتصل بدار نشر زهران في الأردن، التي رحبت بالفكرة على الفور كما قال، وقامت بطبع الكتاب بدون مقابل مادي، كونه تنازل لها عن مداخيل التسويق كعربون شكر على موقفها، وأيضا باعتبارها تجربته الأولى في النشر والطباعة، ويكفيه فخرا أن يصدر عمله و يحمل اسمه و يقرأ في دول عربية.
وعن مضمون العمل يوضح صاحبه، بأن كل صفحة منه هي إسقاط لواقع حياة المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، فالوجع واحد حسبه، والواقع واحد والحلم كذلك، حيث يتطرق الكتاب إلى الجوانب التاريخية التي أفرزت الواقع العربي الراهن ويحاول فهم تفاصيلها، لأن هذا الفهم هو نفسه الذي مكن الأمة في أوج عطائها الحضاري، من تقليص درجة الخلاف واستيعاب جميع الطوائف المشكلة للنسيج العربي الإسلامي.
ويعد الهدف من هذا العمل حسب عبد العالي، إلى تقصي الأحداث التاريخية و معرفة القواعد التي كان يستند عليها المسلمون فيما مضى، لتحقيق الاستقرار و التطور و التوسع، رغم وجود الطائفية و كثرة الأقليات، وذلك لمحاولة إسقاطها على واقع الحال اليوم في محاولة لإصلاح الأوضاع و سد الهوة السحيقة التي تبتلع الأمة اليوم وتقودها إلى حتفها، حتى وإن بدا هذا الأمر بعيد المنال، نظرا لحدة الانقسام كما قال، مشيرا إلى أنه حاول من خلال الكتاب تشخيص العديد من القضايا التي يموج فيها عالمنا العربي، لاعتقاده بأن الخطأ في تشخيص ما تعانيه أمتنا اليوم هو سبب ركودها وأمراضها المزمنة، و الخطأ في التشخيص على حد تعبيره، يقود بالضرورة إلى الخطأ في العلاج، تماما مثلما يحدث في الطب.
ويعد كتاب " هموم مواطن عربي " باكورة أعمال الكاتب عبد العالي زواغي، و خطوة أولى للغوص في عالم التأليف أكثر، وتقديم ما يفيد العقل والروح، وليس الكتابة لمجرد الكتابة أو النشر كما قال، كاشفا بأنه يملك على طاولته حاليا مسودتين تنتظران النشر، الأولى خاصة بكتاب أكاديمي موضوعه الإعلام والثانية خاصة بكتاب حول عالم الأفكار، استوحى طريقة كتابته من مؤلف اتماركوس أوريليوس، الإمبراطور الروماني الذي تميز بثقافته الفكرية والفلسفية، و «جاكومو ليوباردي»، شاعر إيطاليا ومفكرها الكبير، والعالم الرباني «ابن القيم الجوزية» ، صاحب الكتاب النفيس «الفوائد»، و يبقى أمل هذا الكاتب الشاب أن يجد دار نشر جزائرية محترمة تشرف على طبعهما وتوزيعهما هنا في الجزائر.
ابن الشيخ الحسين.م
