طلبة يطلقون مشروع مكتبة الشارع بالبليدة
أطلق مجموعة من الشباب الجامعيين بولاية البليدة، مبادرة مكتبة الشارع لدعم المطالعة والارتقاء بالمستوى الثقافي في المنطقة، وذلك اقتداء بتجارب بعض الدول المتقدمة التي تتوفر على مكتبات في الشوارع يقصدها القراء أثناء انتظار الحافلات أو أثناء الراحة لمطالعة الكتب وبعد الانتهاء من المطالعة يعيدها القارئ إلى مكانها، كما بادرت منذ شهور بعض الجمعيات المحلية إلى إنشاء مكتبات الشارع ببعض الولايات ببلادنا، على غرار باتنة و قسنطينة و جيجل، تحت شعار « خذ كتابا و ضع آخر»، للدعوة إلى التبرع لتلك المكتبات بالمزيد من الكتب .
و ذكر في هذا السياق الطالب الجامعي ليمين بن سليمان، أحد أصحاب مبادرة مكتبة الشارع بالبليدة، بأن الهدف من هذا المشروع هو تشجيع المطالعة وغرس الوعي في المجتمع، مشيرا إلى أن الفكرة أطلقها رفقة عدد من زملائه في الجامعة، و لقيت تشجيعا كبيرا من طرف المواطنين الذين رحبوا بهذه المبادرة. و كشف عن جمع 300 كتاب في مختلف التخصصات، و أوضح بأن الترويج لهذه الفكرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي لقي صدى كبيرا، و دعما متواصلا من مختلف شرائح المجتمع، حيث أن أغلب هذه الكتب التي جمعها تبرع بها أصحابها.
و في السياق ذاته أشارت الطالبة إلهام قلال، بأن هذا المشروع يحمل شعار «مدينة البليدة تقرأ» و يقوم على مبدأ «خذ كتابا وضع آخر»، حيث أن استعارة الكتب لا تتم بالطريقة التقليدية من خلال تسليم بطاقات وتسييرها من طرف موظفين، بل تتم بشكل بسيط وسهل، حيث أن كل قارئ يقصد مكتبة الشارع، يطلب منه وضع كتاب آخر مكان الكتاب الذي يستلمه، وفي حال عدم تمكنه من وضع كتاب آخر، يسمح له أخذ الكتاب لمطالعته وإعادته إلى مكانه.
و أضافت المتحدثة بأنه تم اختيار ساحة التوت بوسط مدينة البليدة، لوضع هذه المكتبة، و اختيار هذا الموقع يحمل عدة دلالات، منها رمزيته التاريخية، كما أنه يشهد حركة كبيرة للراجلين، وبذلك يمكن لهذه المكتبة استقطاب القراء.و بينت الطالبة رحمة بوداني، بأن تصميم خزانة المكتبة سيتم بمقاييس ملائمة، لتفادي تخريبها أو إتلاف الكتب المتواجدة فيها في الفترات الليلية، و علق ليمين بن سليمان، بأنه سيتم الاتفاق مع صاحب مقهى مجاور، لتحويل الخزانة في ساعات الليل إلى داخل المقهى، على أن يتم إخراجها كل صباح، مشيرا إلى أن انجاز الخزانة سيكون وفق مقاييس يسمح بجرها بسهولة، و أضاف بأن انطلاقة المشروع تكون من هذا الموقع، على أن يعمم في مواقع أخرى مستقبلا، وذلك من أجل غرس الوعي وثقافة المطالعة لدى المجتمع، كما أوضح بأن الكتب النادرة لا تترك في الخزانة، خوفا من ضياعها، حيث يتم سحبها يوميا ولا تقدم إلا لمن يطلبها، من خلال تدوين بعض المعلومات عن هويته. وعن الترخيص القانوني لهذه المكتبة، قال المتحدث بأن الفكرة تم عرضها على مدير الشباب والرياضة بالولاية فشجعها، ووعده هو و بقية الطلبة بتقديم الدعم اللازم لهم، كما أوضح بأن الفكرة سيحتضنها مكتب جمعية العلماء المسلمين بالولاية ، من خلال الترخيص القانوني لها، على أن تجسد النشاط الميداني من المجموعة الطلابية، صاحبة المبادرة التي أطلقت عليها تسمية «قراء النهضة». نورالدين-ع