الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

ثاني عمل للكاتب نجم الدين سيدي عثمان


إضاءات على هوامش الواقع المظلمة في رواية « هجرة حارس الحظيرة»
سيكون  الإعلامي و الكاتب نجم الدين سيدي عثمان، حاضرا خلال المعرض الدولي للكتاب هذه السنة، من خلال عمل جديد يعد ثاني تجربة كتابية له، بعد «رحلات جزائري في ربوع إفريقيا» ، و أول مغامرة يخوضها في مجال الرواية، العمل يحمل عنوان « هجرة حارس الحظيرة» ، وهو إسقاط لواقع مجتمع كثرت تناقضاته و تعددت أوجه الخيبة و الأمل فيه، لتشكل مجتمعة شخصية العياشي، بطل الرواية.الرحالة الجزائري الذي سبق و أن نقل القراء إلى عالم مغامراته في ربوع إفريقيا من خلال كتابه السابق، يعيش تجربة مختلفة في هذه الرواية، التي تروي في 240 صفحة، قصة حارس حظيرة بحي الكدية بقسنطينة، و هو شاب يعيش في عالمه الخاص و يسبح في ملكوت تأملاته و أفكاره، فرد تائه ضمن مجموعة يحاول فهمها و استيعاب تناقضاتها و يبحث عن نفسه وسط ضوضائها، لينتهي إلى استنتاج بسيط هو أنه مجرد « حثالة» ، بالنسبة لمجتمع اختلطت فيه المعايير و طغت فيه المادية على القيم، وإلا فكيف ينتهي به المطاف وهو الحامل لشهادة ليسانس في التاريخ كحارس ليلي لحظيرة؟!
 و يقوم الكاتب من خلال العمل، بتشريح الواقع الاجتماعي المعاش، من خلال توظيف أفكار تخوض في السياسة و الاقتصاد و التاريخ، كلها هواجس تسكن عقل العياشي و تغذي فلسفته الوجودية، فينطلق بداية  بالحديث عن الهجرة بكل أشكالها، و يفصل في أسبابها، بما في ذلك الهجرة من الشمال نحو الجنوب، وهي وجهة يجهلها الكثير من الجزائريين، بالرغم من أنها أصبحت تستقطب اهتمام الشباب، فكثيرون منهم اختاروا أن يقطعوا الصحاري بدلا من البحار،  و تركوا الجزائر متجهين إلى موزمبيق و جنوب إفريقيا و زيمبابوي، ليعيشوا حلما آخر لا يشبه الحلم الأوروبي، كما ذهب إليه المؤلف.وبلغة سردية سلسة تضيق الحبكة و يغوص العمل عميقا في قضايا مصيرية كالإرهاب، و يذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، فيتناول وقائع تاريخية كان لها تأثير كبير في المجتمع و في إعادة تشكيل بنيته، كحادثة مقتل فنان المالوف اليهودي ريمون، وهي الحادثة التي قلبت قسنطينة و عجلت برحيل اليهود منها  و كلها أحداث تتداخل و تتفاعل لتشكل عقدة اجتماعية و إنسانية هي اختزال لواقع حياة الفرد اليوم.
العمل الصادر عن دار الأمة للنشر، ولد من رحم الوفاء ، فهو تكريم لروح محسن بولفخاذ، حارس حظيرة في حي الكدية وسط المدينة، قتل غدرا قبل عامين، بعد دفاعه عن مناصرين لفريق اتحاد البليدة ، ولا تزال ملابسات مقتله غامضة إلى الآن، كما أوضح الكاتب،  مشيرا إلى أن فكرة الرواية في حد ذاتها مستقاة من واقع معاش، حتى أن بعض شخصيات النص، هي شخصيات واقعية وقصصها وليدة تجارب حقيقية، قال بأنه عمل على جمعها ضمن صفحات العمل طيلة سنتين، سكنته خلالها كل الأسماء و تقمص فيها شخصية العياشي بكل تفاصيلها. وعن الفرق بين إصداره الأول في أدب الرحلة و الرواية  الجديدة التي تندرج ضمن خانة  أدب الهامش، أوضح نجم الدين، بأنها تجربة جاءت بعد نضج لغوي، قال بأنه يظهر جليا من خلال أسلوب الكتابة الأدبي المنمق، فالعمل، حسبه ، يهدف لإثراء الساحة الأدبية الجزائرية،  و ليكون بمثابة إضافة نوعية هي عصارة تجارب إنسانية و اختبارات اجتماعية وملاحظات صحفي قبل كل شيء.
هدى طابي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com