كتاب ينقل صورا عن جحيم الهجرة عبر قوارب الموت
يستعد الكاتب الشاب أسامة تقي الدين رميشي للمشاركة في المعرض الدولي للكتاب في نهاية الشهر الجاري بقصر المعارض بالعاصمة بإصداره الأول «هاجر أنت لست شجرة» الذي تطرق فيه لقصص واقعية عن الهجرة غير شرعية عبر قوارب الموت، وكشف الكاتب رميشي، صاحب25 ربيعا المنحدر من ولاية قسنطينة، للنصر بأنه طبع 500 نسخة من مؤلفه ليشارك به في المعرض الدولي للكتاب.
وقد استطاع الشاب رميشي في أول تجربة له مع التأليف، من إثارة قضية هامة في المجتمع من خلال نقله لقصص حية لعدة شبان هاجروا عبر قوارب الموت إلى الضفة الأخرى، كما نقل في نفس الوقت قصص أمهات رحل أبناؤهن و هم الآن في عداد المفقودين. ويقول المتحدث بأن هذا الكتاب يغلب عليه الطابع الاجتماعي، وطرح من خلاله أمام القراء آفة اجتماعية خطيرة تتمثل في الهجرة غير شرعية، وكشف من خلال القصص التي نقلها عبر هذا الكتاب، عن الأساليب والطرق التي يتبعها «الحراقة» في كل بلد، حيث نقل قصصا حية و شهادات لمهاجرين غير شرعيين من الجزائر و بلدان المغرب العربي الأخرى، إلى جانب سوريا وفلسطين، و مأساتهم في قوارب الموت، و الألم الكبير الذي يخلفونه لدى عائلاتهم وأقاربهم، خاصة أمهاتهم. و يضيف رميشي بأنه تعمد من خلال مؤلفه نقل قصص متنوعة تشمل رسائل نقلها «حراقة» إلى ذويهم أو العكس، إلى جانب رسائل لأمهات فقدن فلذات كبدهن في رحلة بحرية إلى الضفة الأخرى، وحاول من خلال كتابه تسليط الضوء على هذه الظاهرة ونقل حجم معاناة الشباب. وبالمقابل لم يغفل الكاتب تشجيع الشباب على الهجرة الشرعية من أجل السياحة و طلب العلم، ففي الوقت الذي رسم صورة سوداء عن مهاجرين غير شرعيين نقلوا مشاكلهم وأزماتهم إلى الضفة الأخرى، ولم يعيشوا بعد نجاحهم في العبور إلا في قهر وظلم ومعاناة أكبر مما كانوا يعانونه في بلدهم، فإنه يحاول في نفس الوقت عبر كتابه، تشجيع الهجرة الشرعية من أجل أهداف معينة، ويشترط فيها التسلح بسلاح العلم، بالإضافة إلى تعلم لغة البلد المستقبل. ويذكر الكاتب بأن عنوان مؤلفه «هاجر أنت لست شجرة « ، يحمل نوعا من الإثارة والتشويق، ففي الوقت الذي نقل من خلاله معاناة المهاجرين بطرق غير شرعية، فهو يشجع الهجرة من أجل السياحة أو العلم، ولهذا يقول بأن الكتاب في نظره يحمل تفسيرات مختلفة، منها أن الإنسان ميزه الله بملكة العقل عن سائر المخلوقات، ولهذا عليه الهجرة و اكتشاف العالم، لكن بطرق شرعية، كما يفسر أيضا بأن الإنسان ليس مثل الشجرة الثابتة المترامية الجذوع، بل عليه الهجرة والتنقل من مكان لآخر، لكن بشرط ألا يتم ذلك عبر قوارب الموت، وفي نفس الوقت يقول بأنه حاول عرض الكتاب بصورة مثيرة، وذلك بطريقة عكسية بين العنوان والمضمون. وبخصوص فكرة التأليف، يقول الكاتب، بأنه أراد أن يوجه رسالة إلى الحكومة والشعب حول ظاهرة الحرقة، مضيفا بأنه يعتبر فكرة الكتاب أحسن طريقة لإيصال هذه الرسالة من أجل معالجة الظاهرة وتقديم الدعم للشباب الذي يستطيع أن يبدع في الكثير من المجالات في الخارج، بعد أن وجد البيئة المناسبة لذلك، و بين بأن قصص المهاجرين وذويهم التي تحدث عنها في كتابه جمعها بعد طرح الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتلقى عددا من الرسائل و الشهادات الحية التي نشرها في كتابه. وفي الأخير أشار رميشي بأن الجزء الثاني من كتابه « هاجر فأنت لست شجرة» قيد التحضير، مؤكدا بأن لديه عدة مشاريع لمعالجة ظواهر اجتماعية أخرى عن طريق التأليف.
نورالدين-ع