الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مختصون يحذرون: مشاريــع تهــدد بتـدميــر آثــار تعود إلى مـا قـبل التاريـخ


أفاد نهاية الأسبوع الماضي، مختصون في علم الآثار والتاريخ من جامعات قسنطينة وولايات شرقية بأن بعض المشاريع السكنية والعمومية تهدد بتدمير آثار لإنسان ما قبل التاريخ، حيث شددوا على ضرورة حمايتها لأهميتها وبعث الحفريات والبحوث حولها.
ونظم المتحف الجهوي سيرتا بقسنطينة مساء الأربعاء الماضي، محاضرة حول عصر ما قبل التاريخ بمنطقة قسنطينة، حيث نشطتها الأستاذة بحرة نادية المختصة في مرحلة ما قبل التاريخ بجامعة عبد الحميد مهري، وتحدثت فيها عن أهم الآثار التي عُثر عليها بمنطقة قسنطينة، والعائدة إلى الفترة المذكورة، مشيرة إلى أن آثار إنسان ما قبل التاريخ التي اكتشفت بمنطقة المنصورة أعلى المدينة تعتبر ثاني أقدم موقع في الجزائر بعد آثار عين لحنش بسطيف ويبلغ عمرها أكثر من مليون سنة لكن الجزء الأكبر منها لا يمكن الوصول إليه اليوم، في حين أشارت الأستاذة إلى قائمة المواقع الأخرى التي تحتوي على نقوش صخرية ورسومات، فضلا عن مختلف المراحل التي مر عليها الإنسان قبل ظهور الكتابة، ووجدت فيها  أدوات استعملها الإنسان القديم وعظاما بشرية وأخرى لحيوانات كان يتغذى عليها.
وتحدثت الأستاذة عن آثار ما قبل التاريخ التي قضى عليها زحف البناء والمحاجر منذ العهد الاستعماري إلى غاية اليوم، على غرار الثانوية المسماة حاليا بطارق بن زياد بسطح المنصورة، التي أنجز جزء منها فوق آثار ما قبل التاريخ، كما أضافت بأن مشاريع السكنات الترقوية والاجتماعية قد تهدد بتدمير الرسومات الموجودة على مستوى منطقة عين نحاس بالقرب من مدينة الخروب، في حين عرف الجزء المخصص لطرح الأسئلة نقاشا ساخنا، قال فيه الباحث في التاريخ عبد العزيز بلحرش بأن رسومات منتشرة على كامل الجهة الشرقية للبلاد، إلى غاية الحدود مع تونس، ويقدر عددها بـ21 محطة من حقب مختلفة، لكن البحث في علم الآثار انطلق متأخرا في الجزائر.
وذكر أحد المواطنين المهتمين بالآثار في المحاضرة بأن القائمين على مشروع إعادة تأهيل درب السياح بمدينة قسنطينة، يتخلصون من الردوم بشكل عشوائي رغم أنها تتطلب معاينتها وفحصها من طرف مختصين لأنها قد تحتوي على آثار أو مستحثات أو بقايا حضارات سابقة، خصوصا وأن الباحثين عثروا من قبل على آثار بنفس المكان. وذكر لنا أحد الحاضرين بأن صاحب مواشي أحاط مدخل كهف الدببة بسيدي مسيد بسياج واستغله لتربية الأبقار، في حين قالت سيدة إنها لاحظت وجود رموز ليبيكية بسطح أحجار من وسط الدار بمنزلها بالمدينة القديمة. وتطرق المتدخلون في النقاش أيضا إلى الآثار الرومانية والنوميدية الواقعة بمنطقة قسنطينة وضواحيها، حيث حذرت مديرة المتحف من التدهور الذي بدأ يطال أجزاء من مدينة تيمقاد الأثرية، مشيرة إلى أن الموقع صمد لأزيد من عشرين قرن منذ بنائه، لتتشقق اليوم حجارة ضخمة موجودة فيه بسبب سوء استغلاله خلال أكثر من أربعين سنة فقط، فيما استهجن أحد الحاضرين قيام بلدية عين البيضاء بطلاء آثار زُينت بها حديقة عمومية، مشيرا إلى وجود صخور جنائزية بمنطقة “فكيرينة” لا يمكن لأحد الوصول إليها لأنها واقعة حاليا داخل مزرعة يمنع أصحابها اقتراب الباحثين منها، كما قالت متدخلة إن موقع تيديس تعرض للتدهور أيضا كما اختفت منه الكثير من الأشياء مقارنة بما كان فيه مع مطلع الستينيات. وأكدت الأستاذة بحرة على عدم وجود عمليات تنقيب عن آثار ما قبل التاريخ بقسنطينة في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن آخر الحفريات أجريت في الجزء الثاني من الستينيات ولم تنشر نتائجها إلى غاية التسعينيات، في حين أكد المتدخلون من الأساتذة والمثقفين الحاضرين على أنه من الضروري إطلاق مشاريع حفريات جديدة في الوقت الحالي، رغم أنها تتطلب إمكانيات كبيرة والعثور على مواقع لم تتعرض للتشويه. وذكر لنا أحد الأساتذة على هامش المحاضرة بأن الحفريات والبحوث توقفت لأن التركيز انصب في مرحلة السبعينيات والثمانينيات على آثار مرحلة الإسلام فقط وتم إهمال ما قبلها.
من جهة أخرى، نبه أحد المتدخلين بمشكلة غياب لافتات توضيحية تقدم تاريخ المواقع وتفاصيل عنها في الأماكن الموجودة فيها، في حين تم التطرق أيضا إلى قضية الآثار السلتية في الجزائر، التي رجح الكثير من المستكشفين وجودها في عهد  الاستعمار، حيث قالت الأستاذة بحرة نادية إن أغلبية من عثروا على الآثار من المستعمرين لم يكونوا من المختصين ولذلك لم يقارنوا إلا بما يعرفونه في أوروبا، نافية أن يكون ترتيب الأحجار بشكل جنائزي تقليد للأوروبيين الأوائل، وإنما يجدر بحسبها القول إنه تقليد
 متوسطي.                                                      سامي .ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com