الإبداع الجزائري يتوّج بجوائز كتارا للرّواية العربية في طبعتها الثالثة
أعلنت مؤسسة كتارا الثقافية بالدوحة، أوّل أمس الخميس عن أسماء الفائزين بجائزة كتارا للرّواية العربية في دورتها الثالثة، وكانت المفاجأة تتويج أسماء جزائرية شابة، من الجيل الجديد الّذي شق عالم الكتابة في مختلف الأنواع الأدبية بكثير من الأمل والطموح، إذ فاز في طبعة هذا العام الروائي والكاتب سعيد خطيبي بجائزة «كتارا للروايات العربية» في فرع الروايات المنشورة، بروايته «أربعون عاما في انتظار إيزابيل»، التي صدرت العام الماضي عن منشورات الاختلاف بالجزائر وضفاف بلبنان.
في حين فاز الروائي عبد الوهاب عيساوي بجائزة الرّواية غير المنشورة، برواية جديدة عنوانها «سفر أعمال المنسيين»، أمّا الشاعر والكاتب بشير ضيف الله، ففاز بجائزة كتارا في صنف الدراسات النقدية، عن دراسته «الراهن والتحولات.. مقاربات في الرّواية العربية».
و إلى جانب الأسماء الجزائرية المتوجة، شهدت فعاليات حفل توزيع الجائزة إعلان أسماء أدبية أخرى من مختلف الدول العربية، فالأسماء الفائزة في فئة الروايات العربية غير المنشورة، إلى جانب الجزائري عبد الوهاب عيساوي، هي حسين السكاف من العراق بمخطوط «وجوه لتمثال زائف»، وطه محمد الحيرش من المغرب بمخطوط «شجرة التفاح»، ومحمّد المير غالب من سوريا بمخطوط «شهد المقابر»، وأخيرا منى الشيمي من مصر بمخطوط «وطن الجيب الخلفي».
أمّا الأسماء الفائزة بالروايات العربية المنشورة، فشملت إلى جانب الجزائري سعيد خطيبي، كلّ من الأديبة الأردنية سميحة خريس عن روايتها «فستق عبيد»، والعراقي شاكر نوري بـــ»خاتون بغداد»، وهوسنك أوسي من سوريا بـــ»وطأة اليقين.. محنة السؤال وشهوة الخيال»، ومحمّد برادة من المغرب بـــ»موت مختلف».
وعن فئة الدراسات والبحوث النقدية غير المنشورة والتي تُعنى بالرواية، ففاز بها إلى جانب الجزائري بشير ضيف الله، كلٌ من العراقي خالد علي ياس عن دراسته «الروائي العربي الحديث، رصد سوسيولوجي: تجارب ما بعد الحداثة»، واليمني عبد الحميد الحسامي عن دراسته «تمثيل ابن عربي في المتخيّل الرّوائي»، والمغربي مصطفى النحّال عن دراسته «الخطاب الروائي وآليات التخييل: دراسات في الرّواية العربية»، والأردني يوسف يوسف عن دراسته «ثقافة العين والرّواية.. روايات إبراهيم نصر الله أنموذجا». في حين كانت فئة روايات الفتيان غير المنشورة، من نصيب المصري أحمد قرني شحاتة عن روايته «جبل الخرافات»، والسوري غمار محمود عن روايته «مرآة بابل»، والأردنية كوثر الجندي عن روايتها «دفتر سيرين»، والتونسيان نصر سامي عن روايته «ليس شرطا أن تكون بطلا خارقا لتنجح»، ومنيرة الدرعاوي بروايتها «الطائر البشري».و قد بلغ عدد المشاركات في هذه الدورة الثالثة 1144 مشاركة، منها 550 مشاركة في فئة الروايات غير المنشورة، و472 مشاركة في فئة الروايات المنشورة، إضافة إلى 38 دراسة غير منشورة، و84 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة. وسيحصل كلّ فائز من الفائزين الخمسة في فئة الروايات المنشورة على جائزة مالية قدرها ستون ألف دولار أميركي لكلّ فائز، بينما سيحصل الفائزون الخمسة في فئة الروايات غير المنشورة على جائزة قدرها ثلاثون ألف دولار لكلّ فائز. وفي فئة الدراسات غير المنشورة (البحث والتقييم والنقد الروائي) سيحصل كلّ فائز من الفائزين الخمسة على جائزة بقيمة 15 ألف دولار، وفي فئة روايات الفتيان غير المنشورة، سيحصل كلّ فائز من الفائزين الخمسة على جائزة بقيمة عشرة آلاف دولار. وإلى جانب الجوائز المالية، ستترجم كلّ الروايات المنشورة وغير المنشورة الفائزة إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية، كما ستتم طباعة ونشر وتسويق الروايات والدراسات غير المنشورة، إضافة إلى روايات الفتيان.
«مملكة الفراشة»
حاضرة مسرحيا وبيع بالتوقيع لـ «الألسنة الزرقاء»
جدير بالذكر أنّ الحضور الجزائري كان قويا هذا العام في كتارا، فإلى جانب الأسماء الفائزة بجوائز هذه الدورة، كان هناك حفل بيع بالتوقيع للكاتب ناصر سالمي لروايته «الألسنة الزرقاء» التي فازت في الطبعة الثانية لجائزة كتارا العام الماضي 2016، في صنف الروايات غير المنشورة وطبعت هذا العام ضمن منشورات مؤسسة كتارا. كما كان الروائي واسيني الأعرج حاضرا في فعاليات هذه الدورة، إذ تم عرض مسرحية مقتبسة عن روايته «مملكة الفراشة» والتي فازت بجائزة كتارا للروايات العربية في طبعتها الأولى عام 2015، إذ كان واسيني أوّل روائي عربي يفوز بهذه الجائزة. هذا الحضور الجزائري اللافت في جوائز كتارا، يؤكد مرّة أخرى أنّ التمثيل الجزائري في المحافل العربية يزداد حضورا وتألقا عاما بعد عام.
النصر تواصلت مباشرة بعد إعلان النتائج مع الفائز بجائزة كتارا في صنف الدراسات النقدية، الشاعر والكاتب بشير ضيف، الّذي أعرب عن سعادته الكبيرة بهذا التتويج لنصه البحثي «الراهن والتحولات.. مقاربات في الرّواية العربية»، مضيفا في ذات السياق «فوز دراستي النقدية بهذه الجائزة العربية الكبرى، إضافة مهمة للكاتب وللمنجز الروائي العربي نقدا وسردا، بما تحمله من حوافز وما ينتابها من إجراءات دقيقة تتعلق بالتحكيم الموضوعي للأعمال المشاركة». أمّا الرّوائي عبد الوهاب عيساوي، فقال في اتصال به، أنّه سعيد جدا بهذا التتويج العربي الجديد لنصه، وأنّه كان حقا مفاجأة له. مضيفا: «صراحة لم أكن أتوقع هذا الفوز لأنّ العدد المُصرّح به بالنسبة للمخطوط الروائي غير المنشور، كان حوالي 540 مخطوطا، فلم يكن من السهل أن أفكر أنّ اللجنة يمكنها أن تجد في عملي أشياءً لا تجدها في أعمال أخرى، غير أنّ ما حدث كان شيئا آخر إذ رأت لجنة الجائزة أنّ العمل يستحق أن يكون من بين الأعمال المتوجة». في حين تعذر التواصل مع الكاتب سعيد خطيبي، المتوج بجائزة كتارا للرواية المطبوعة.
علما بأنّ جائزة كتارا للرواية العربية، هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي بداية عام 2014، و تقوم بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة. وقد اختارت موعد الإعلان عن أسماء الفائزين بالدورة الثالثة لجائزة كتارا للرواية العربية يوم 12 أكتوبر، الّذي اُختير يوما عالميا للرواية العربية.
نوّارة لحرش