" نوم الهنا " يحاكي الواقع و يبرز الرفض كسلوك متجذر
احتضن مسرح قسنطينة الجهوي مساء أول أمس العرض الأول لمسرحية «نوم الهنا» ، التي تحاكي الواقع المعاش و تجعل من الرفض سلوكا يكاد يتجذر في الإنسان ، ليعلن رفضه الدائم بشتى الأساليب والطرق، لما آل إليه واقعه الذي يرفضه ويتنكر له.
و يسلط «نوم الهنا» الضوء، حسب تصريح المخرج سفيان عطية للنصر، على واقع المجتمعات العربية والمجتمع الجزائري و ما يتكبده المواطنون من مشاكل يومية بمختلف أنواعها، تستفز داخلهم شتى المشاعر المتناقضة أحيانا ، إلى أن تستنفد طاقتهم على الصبر و التحمل ، فيصبح الرفض بأشكاله وسيلتهم للتعبير عن الخوف و التردد و الاستنكار و الاحتجاج و التنديد و يجدون أنفسهم في متاهات غريبة، ليصبح النوم ملاذا و راحة و هناء، مشيرا إلى أن الإنسان الجزائري أصبح يجهر برفض واقعه ، و لديه أسلوب استثنائي في الرفض و هو النوم ، فأصبح ينام ليعبر عن رفضه لما هو سائد في مجتمعه .
مشاهد العرض أبرزت شخص يرى بعين واحدة، بعد أن أصيب في عينه الثانية عندما كان صغيرا، ما جعله دائم الخلود للنوم من كثرة رفضه لوضعه و واقعه ، ليستيقظ بعد ذلك و يعبر عن رفضه لأشياء عديدة، حيث يقع في حب فتاة جميلة ذات عينين جميلتين و لكي يتسنى له الزواج منها ، فقأ إحدى عينيها ، لكن بعد أن تزوجها أصبح لا يتحملها لأنها لا تبصر ، و في آخر المطاف يكتشف أن زوجته العمياء هي الأخرى كانت رافضة لواقعها ، لكن تعبيرها عن ذلك كان مختلفا.
مخرج المسرحية فضل فصل فضائي العرض بستار، الفضاء الأول خصصه لشخصية العرض الرئيسية و الفضاء الثاني الموجود خلف الستار الشفاف ، خصصه لمجموعة من الفنانين و الذين كانوا بصدد التحضير لحفلة سيقيمونها في تلك الليلة ، و هو الأمر الذي خلق حالة من الانزعاج لدى الرجل الأعمى لتلغى في آخر المطاف بسبب امرأة عمياء.
العرض عبارة عن مونودراما يندرج ضمن المسرح التجريبي، و هو ترجمة ركحية لنص الكاتبة أسمهان منور المتوج بجائزة هيفاء السنعوسي الدولية، و هو من إخراج سفيان عطية و تمثيل سليم بووذن و السينوغرافيا لمراد بوشهير و التعبير الجسدي لسهيل شبلي و الموسيقى لرضا الواعر و تقنيات الإنارة لسمير زغار.
أ بوقرن