ليلى عسلاوي تنقل مظاهر البيروقراطية في كتابها الجديد
أوضحت السيدة ليلى عسلاوي أول أمس السبت ، أنها ابتعدت عن النشاط السياسي و قررت ألا تعود إليه، و تقسم وقتها حاليا بين الكتابة و عائلتها، خاصة حفيدتيها، وبذلك ، مثلما أضافت، تسترجع ما ابتعدت عنه خلال انغماسها في النشاط السياسي والنضالي على مدار عشريات من الزمن.
و كشفت السيدة عسلاوي أنها انتهت مؤخرا من مؤلف جديد مختلف عن كتاب «من دون حجاب من دون ندم»، لأنه سينقل بعض صور الواقع الحالي الذي استفحلت فيه بعض السلوكات التي تثير القلق، من بينها البيروقراطية، معلنة أن الكتاب سيصدر في بداية السنة المقبلة.
السيدة ليلى عسلاوي صرحت أول أمس للنصر على هامش حضورها أول لقاء للمقهى الأدبي لمسرح وهران ، بأن نقل مظاهر البيروقراطية عن طريق الكتابة الروائية، يجعل المؤلف يحمل ضمنيا قصصا فكاهية ساخرة ، من واقع قد نقلق عندما نكون في دوامته، لكن عندما نراه عن بعد يثير السخرية والهزل.
ومن هنا ترى المؤلفة ، أن كتابها سيكون مريحا للقارئ الذي يحمل همومه فوق أكتافه، من كثرة هذه المظاهر التي أصبح بعضها مستعصيا ولم يجد حلا، وهذا ما اعتبرته السيدة عسلاوي وجها آخرا «للإرهاب» الممارس من طرف إداريين، أو أشخاص ربما كلفوا بمهام في مكان ما،لكن يطيعون الأوامر ويطبقون القوانين بنوع من السلوكات التي ترهب المواطن الذي غالبا ما يلجأ إلى «ضبط النفس والتعقل»، وهذا هو محور الكتاب الجديد للسيدة عسلاوي.
من جانب آخر، رافعت السيدة ليلى عسلاوي من أجل الإبقاء على الأمل والإبتعاد عن كل خطاب من شأنه زرع اليأس والإنحطاط، وأضافت أنه بعد المأساة التي عاشها الشعب الجزائري خلال التسعينات، واعتقاد الغرب بأن الجزائر انتهت، يجب التمسك بالأمل الذي أعاد الجزائر لمكانتها الدولية. مبرزة في هذا الصدد، أنه يجب ألا ننسى كي لا تتكرر تلك المرحلة وهذا بالخروج من بوثقة الإنطواء والكآبة نحو الأمل.
وكانت أول أمس السيدة ليلى عسلاوي أول كاتبة تفتتح المقهى الأدبي للمسرح الجهوي بوهران، وهي المبادرة التي يؤسس لها المدير الجديد لمسرح عبد القادر علولة الأستاذ مراد سنوسي، وقد حلت السيدة عسلاوي بكتابها الذي صدر منذ 2012 وهو بعنوان «من دون حجاب من دون ندم» الذي اقتبسه المخرج المسرحي زياني شريف عياد وحوله إلى مسرحية «بهيجة» التي عرضت مساء السبت على ركح علولة.
وركزت السيدة عسلاوي في كلمتها على أن للكتاب الروائيين دور في الحفاظ على الذاكرة، بطريقة تختلف عن المؤرخين الذين لهم طريقتهم وأسسهم في الكتابة، بينما الروائي ينتهج مسارا آخرا لنقل بعض الوقائع والأحداث، خاصة التي جرت خلال عشرية التسعينات، مثلما قالت، معتبرة أن هذه الكتابات والمؤلفات ستنير درب الأجيال القادمة وتبعث فيهم الأمل، عندما يقرؤون ما جرى أثناء المأساة الوطنية، لكن الجزائر عادت من جديد وبعث فيها الأمل وواكبت مسار الدول بتجاوزها لأزمتها الدموية.
وأوضحت السيدة عسلاوي أن كتابها «من دون حجاب من دون ندم»، يسرد قصة واقعية بدأت عندما التقت صدفة بصديقتها التي كانت تدرس معها في الثانوية والتي وجدتها ترتدي النقاب، وهنا سردت هذه الصديقة قصتها للسيدة عسلاوي، وهي قصة عاشتها الراوية خلال العشرية السوداء تحت ضغط الإرهاب الذي كان يمارس عليها من زوجها وأخيها، لتجد أن ابنها أيضا التحق بالجماعات المسلحة، وتفاصيل مثيرة تضمنها الكتاب، حولها المخرج زياني شريف عياد لمسرحية تحمل إسم «بهيجة» ،عرضت فوق ركح علولة أمسية أول أمس وتجاوب معها الجمهور كثيرا، خاصة مع الأداء الاحترافي للممثلين الشباب.
هوارية ب