الترجمة بحاجة إلى ضبط في الجزائر
إنطلقت أمس أشغال الملتقى الدولي الأول حول الترجمة وممارساتها بين التكوين والتحيين، وهذا بمقر مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية «كراسك» بوهران، وقد أجمع المتدخلون في اليوم الأول على ضرورة العمل على ضبط أمور مهنة الترجمة التي تعيش حاليا حالة من التسيب والعشوائية، مشيرين أن غياب القانون جعل الترجمة تضيع وسط عدة مشاكل.
المشاركون ثمنوا مسعى وحدة البحث في الترجمة والمصطلحية التي تشرف على إدارتها الدكتورة أقيس كلثومة، الرامي لرصد وجمع أسماء المترجمين ووضعها ضمن قائمة، في أول مبادرة من نوعها في الجزائر.
بينما كشف الدكتور سعيد بوطاجين أستاذ في جامعة مستغانم ومترجم، أمس في محاضرته، أن ميزانية الترجمة في الجزائر تعادل 0,01 من ميزانية وزارة الثقافة التي بدورها إنخفضت بأكثر من 60 بالمائة بسبب الأزمة المالية وهي تعادل 0,1 بالمائة من الميزانية العامة للدولة، مضيفا أيضا أنه لا يوجد لحد الآن قانون خاص يضبط مهنة المترجم في الجزائر، مبرزا أنه حتى مبادرة المختصين لإنشاء «بيت الترجمة» لازالت معلقة لحد الآن منذ أكثر من عشر سنوات، بسبب إنعدام المقر وكذا عدم تخصيص وزارة الثقافة لميزانية لتسيير شؤون هذا البيت.
المتدخل قال أن غياب القانون وهيئة تهتم بالترجمة جعل حتى حقوق المترجم ضائعة، مستدلا في هذا الشأن بترجمته لكتاب من المفروض أن يتلقى عليه مقابلا ماديا، أشار أنه هو أصلا أقل بعشر مرات مما يدفع للمترجم في الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر رائدة عربيا حسب المتحدث، لكن الحقوق ضاعت بين من يتكفل بدفعها، هل الناشر أو المعهد العالي للترجمة أو الوزارة، وهنا استرسل بوطاجين في سرد النقائص التي تعيشها المهنة في الجزائر، مركزا على ضرورة ترجمة الكتب والمؤلفات وفق الحاجة وما تتطلبه المؤسسات والجامعات والهيئات المعنية.
وفي مداخلته قال الدكتور سعيد بوطاجين أن العرب أنتجوا ترجمة 10 آلاف كتاب على مدار 13 قرنا وفق منظمة يونيسكو، وهذا ما يعادل ما تنتجه إسبانيا من ترجمة سنويا، ومن هنا وفق المتحدث يجب على العرب ترجمة 220 ألف كتاب سنويا لمواكبة السيرورة الحاصلة في إسبانيا فقط، مضيفا في كلمته أن هناك دراسة تشير بأن بلدان الوطن العربي ترجمت في الفترة ما بين 2000 و2009، حوالي 3 آلاف عنوان لمؤلفات مختلفة، وهو ما يفسر أن العرب أنتجوا 660 مرة أقل، مما كان عليهم ترجمته في هذه الفترة، وبالتالي فإن كل مليون نسمة في الوطن العربي لا تستفيد سوى من ترجمة 44 كتابا،.
وأوضح الدكتور بوطاجين أن الوطن العربي يترجم 1 بالمائة فقط من الكتب التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا مثلما تشير إليه إحصائيات إتحاد المترجمين العرب.
من جهته كشف الدكتور عبد الرحمان الزاوي أستاذ بقسم الترجمة بجامعة وهران2 ومترجم رسمي معتمد لدى القضاء، عن تأسيس جمعية وطنية للترجمة من شأنها جمع شمل الممارسين الرسميين في المجال وكذا التحضير لقانون أساسي للمترجم، مشيرا أن ميلاد الجمعية سيكون قبل نهاية السنة الجارية، مضيفا أنه يوجد 800 مترجم رسمي ولديهم مكاتب عبر التراب الوطني.
هوارية ب