دعوة لإطلاق اسم المجاهد والصحفي محمد فارح على مجمع ثقافي أو إعلامي
نظمت مؤخرا ندوة وطنية حول المجاهد الكاتب و الأديب اللغوي، ابن ولاية جيجل، المرحوم محمد فارح بقاعة المحاضرات بالمركز الثقافي الإسلامي بمدينة جيجل، من تنظيم المركز الثقافي أحمد حماني، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف، و قد دعا المتدخلون إلى إطلاق اسم المجاهد على إحدى المجمعات الثقافية أو الإعلامية بالولاية.
الأساتذة المحاضرون اعتبروا مثل هذه الخطوة اعترافا بمكانة أحد فرسان الفكر والأدب والثقافة والعلم بالجزائر، و اعتبروه أحد الرموز الخالدة في سجل تاريخ الجزائر، لأنه المعلم، والصحفي، و المحافظ على اللغة العربية بالوطن لعقود من الزمن، فقد كان له الفضل في الحفاظ على اللسان العربي عبر مساهماته الإعلامية الفعالة عبر الإذاعة و الصحف الوطنية، كما أشار الأساتذة إلى الدور الذي لعبه الفقيد في صياغة الميثاق الوطني و مراجعة خطابات الرؤساء في الجزائر، بعد التحاقه برئاسة الجمهورية.
و أثريت الندوة التي نظمت في ذكرى وفاة محمد فارح بشهادات حية حول المحطات البارزة في حياة هذه الشخصية الفذة و العديد من جوانب حياته ، و أجمع الحاضرون بأن المرحوم كتلة من الأخلاق الطيبة والجميلة، و المعروف عنه أنه لا يغضب إلا في حالات نادرة، و سطحية، على حد تعبيرهم.
وصف محمد فارح بشيخ النحو و اللغة و قد قضى سنوات من حياته في الدفاع عن الأمة الجزائرية وثوابتها، و حفظ القرآن الكريم وهو يرعى الغنم بعد أن توقف عن الذهاب إلى المسجد، و في سنة 1954 تحصل الأستاذ محمد فارح على شهادة الأهلية من معهد ابن باديس بملاحظة ممتاز، و أهله تفوقه إلى الاستفادة من إرساله من طرف جمعية العلماء في بعثة تعليمية، لكن الاستعمار منعه من تحقيق غايته، و لم يثن عزمه، فسافر إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة أواخر سنة 1955، وكانت الثورة الجزائرية في سنتها الثانية.
في سنة 1957 تحصل الأستاذ محمد فارح على شهادة التحصيل، ثم شهادة العالمية، و عندما شكلت الحكومة الجزائرية المؤقتة، رشح من طرفها لاستكمال دراسته بجامعة بغداد، فالتحق بها سنة 1959، و أكمل دراسته في كلية الآداب ، وفي سنة 1962 تخرج منها بشهادة بكالوريوس «ليسانس» في اللغة والأدب العربي.
بالنسبة لنضاله الثوري، كانت أول مشاركة للمرحوم في الثورة التحريرية خلال هجومات 20 أوت 1955 ،عندما التحق بأول خلية ثورية بمنطقة الميلية، و قام إلى جانب مجموعة من رفاقه بإحراق حقول المعمرين و بعض العمليات ضد المستعمر، و في تونس كان ينشط في صفوف النضال الطلابي في جمعية الطلبة الجزائريين، ثم في اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين في تونس.
عمل الأستاذ محمد فارح بجريدة الشعب ككاتب صحفي منذ فجر الاستقلال، طيلة 34 سنة، يكتب المقالات يوميا، ومن بين الأركان التي كان يعدها «الثقافة للجميع» و»الخطأ والصواب» وهي صفحة مشكولة، و قد وافته المنية يوم الثلاثاء 04 ديسمبر2012، بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز 82 سنة، و دفن بمسقط رأسه بالميلية.
كـ طويل