الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الباحث حسين طاوطاو يكشف


الإغريق هم من بنوا ضريح ماسينيسا بالخروب
كشف أول أمس الثلاثاء، الباحث في علم الآثار حسين طاطاو بأن آخر الأبحاث التي أجراها على ضريح “الصومعة” المنسوب لماسينيسا بالخروب تؤكد بأن الإغريق هم من قاموا ببنائه، في حين دعا مثقفون إلى ترميمه واسترجاع الجزء المختفي منه.
وأفاد الدكتور حسين طاوطاو المختص في علم الآثار، في محاضرة ألقاها بالمتحف الوطني سيرتا بقسنطينة حول الضريح الملكي “الصومعة” الذي ينسب إلى الملك النوميدي ماسينيسا، بأنه قام خلال السنتين الماضيتين ببحث جديد، وجد من خلاله بأن التقنية المعتمدة في إنجاز الضريح إغريقية محضة، والمتمثلة في طريقة تحضير الحجارة بالإبقاء على جزء منها ناتئا  من أجل ربطها بالحبال ورفعها، مضيفا بأنه يمكن أن يكون الإغريق من قاموا ببنائه، لأن ميسيبسا ابن ماسينيسا قام خلال حياته بدعوة جالية منهم عاشت مع النوميديين طويلا، مثلما قام والده قبله بجلب جالية من الإيطاليين. ونبه الدكتور أيضا بأن نفس التقنيات اعتمدت في بناء ضريح “إمدغاسن” وبناءات جنائزية أخرى، كما تحدث عن تأثر النوميديين بالحضارة الإغريقية.
وأضاف نفس المصدر بأن عمر الأشياء التي عثر عليها داخل الغرفة الجنائزية المزيفة تتوافق مع الفترة الزمنية المقدرة لتقنية البناء المذكورة، مشيرا إلى أن بعض القلائد الموجودة بداخلها تحمل صورة الآلهة اليونانية. وعرض الباحث على الحضور التصور الخاص بالضريح قبل أن يتهدم بسبب زلزال ضرب المنطقة في الماضي بحسب ما ترجحه آراء المختصين، حيث من المفترض أنه يحتوي على غرفة جنائزية كاذبة في قاعدته، كما يتكون من طابق ثاني متمثل في شكل معبد يوناني رمزي، أوضح لنا بأنه دليل على أن الشخص المدفون مؤمن وأن الآلهة راضية عنه، بالإضافة إلى هرم في الجزء العلوي منه لكن جميع هذه العناصر اختفت، بحسب نفس المصدر، بسبب الزلزال، فالمستعمرون وجدوه عند قدومهم متشققا وقاموا بتفكيك حجارته وإعادة بنائه بنفس الشكل خلال النصف الأول من القرن العشرين. كما لم ينف محدثنا تأثرهم في بنائه بالمصريين القدماء أيضا.
وقال الدكتور طاوطاو أنه لم يتم التأكد إلى غاية اليوم من هوية الشخصية التاريخية المدفونة أسفل الضريح، لكنه شدد على أنها شخصية ملكية، مشيرا إلى أن المهندس الفرنسي بونيل هو أول من نسبه لماسينيسا، لكن الأبحاث ترجح بأنه يمكن أن يعود إلى ميسيبسا أيضا، لأن العظام المعثور عليها بداخله تعود إلى شخصين أحدهما في الستينيات من العمر والثاني مراهق كان يبلغ من العمر حوالي 16 سنة، كما أن المصادر التاريخية أكدت بأن ابن ميسيسبا توفي بعد والده بفترة قصيرة جدا. وذكر نفس المصدر بأن الحجارة التي استعملت في البناء استخرجت من نفس الأرضية التي أنجز عليها، لكن الفرنسيين عند قيامهم بالترميم استعملوا بعض الحجارة الزرقاء أيضا.
وأشار المُحاضر إلى اختفاء جزء كبير من الحجارة التي تناثرت على محيط الضريح بعد الزلزال، لأن المكان ظل محل نزول للبشر خلال الحضارات المتعاقبة، فهو يقع على نقطة محورية بين الطرق القديمة الرابطة بين عدة مدن تاريخية إلى غاية سيرتا، كما قام المسلمون باستغلال جزء قريب منه كمقبرة ولا زالت تستعمل في الدفن إلى غاية اليوم، حيث استعمل الكثيرون الحجارة الخاصة بالضريح لوضعها كشاهد للقبور أو نقلوها لبناء منازلهم أو ترميمها. وأضاف الدكتور بأن أحد البيزنطيين أنجز مزرعة في مكان قريب من موقع الضريح وقد يكون استغل الحجارة الخاصة به أيضا.
وأثار موضوع ترميم الضريح الملكي جدلا بين الحضور، حيث طالب مثقفون بإعادة بناء الأجزاء التي اختفت منه، على غرار ضريح “دوغا” الشبيه به بتونس، والذي قامت الجهات المعنية هناك بإعادة إصلاحه وتحويله إلى مزار للسياح، في حين أكد آخرون بأن الاعتناء بالآثار ليس مدرجا ضمن أولويات السلطات الجزائرية حاليا، وأشاروا إلى التأخر الذي عرفه البحث  في المجال الأركيولوجي في الجزائر، خصوصا خلال العشرية السوداء التي توقفت فيها الحفريات بشكل تام. ونبه الباحث حسين طاوطاو بأن العديد من الأمور التاريخية ما زالت مجهولة بسبب انعدام البحث، على غرار كيفية دخول العرب إلى قسنطينة القديمة، فيما ذكر لنا على هامش المحاضرة بأنه يعتزم نشر البحث الذي قام به حول الضريح مستقبلا، مشيرا إلى أنه لم يتم التطرق من قبل إلى التقنية التي اتبعت في البناء.                                       سامي .ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com