الفنانة الجزائرية المغتربة زينب سديرة في معرضٍ استعادي لأعمالها في الشارقة
تنطلق هذه الأيّام بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة معارض برنامج ربيع 2018، لمجموعة من الفانين العالميين. وتشارك الفنانة ذات الأصول الجزائرية زينب سديرة بمعرض استعادي لأعمالها، بعنوان: «شؤون جوية.. هراء بحري» تقدمه مؤسسة الشارقة للفنون، في ثلاثة من أروقتها في ساحة المريجة، ويمتد من 16 مارس إلى غاية 16 جوان.
عكست أعمال سديرة على مدى أكثر من 17 عاماً، ومن منظورٍ فنيّ خاص مفاهيم الأسرة، والتقاليد، والتاريخ الشفوي، والهجرة، وتناقل المعرفة عبر الأجيال. وهي القضايا التي تحظى اليوم باهتمامٍ كبير من طرف المشتغلين في مجالات الفنون، بالنظر للأزمات والحروب وآلاف المهجرين في مختلف بقاع العالم. لكن الفنانة برهنت من خلالِ تجربتها في الفن المعاصر والمعارض التي أقامتها، أنّ هذه القضايا موجودة ومستمرة على مرّ التاريخ.
بتقنية التصوير الفوتوغرافي والفيديو تقدّم زينب سديرة أعمالها المصورة والتركيبية، عبر لمسةٍ تمتاز بالدقّة، وبقوة المشاعر، وتنحاز للهمّ الشخصي، الّذي ينفصل عن الهمّ العام ويتداخل معه في الوقت نفسه. ما من نظرةٍ فنية هنا، إلاّ وتتسمّ بالخصوصية، في معالجة التاريخ والذاكرة واللّغة والمستقبل. وهو ما يشكل الخلفية التي تُقدّم بها الفنانة مشروعها الفني الممتدّ لسنواتٍ بعيدة.
هي فرصة هامّة، للوقوف وتأمّل منجز الفنانة زينب سديرة من خلال هذا المعرض الاستعادي في أروقة مؤسسة الشارقة للفنون، الّذي يجمع بين أعمال سابقة للفنانة وأخرى جديدة تفتح فضاء للنقاش حول القضايا الإنسانية المعاصرة. وقد نظمت زينب سديرة، المولودة بفرنسا في 1963 لأبوين جزائريين، عدة معارض عبر العالم شملت بلداناً في أوروبا وشرق آسيا وأمريكا وإفريقيا، منها الجزائر التي غابت عنها في العشرية السوداء.
يذكر أنّ برنامج معارض ربيع 2018 بالشارقة يشمل أربعة معارض فردية أخرى، لكلّ من الفنانين: منى السعودي (21 فبراير– 21 ماي) لطيف العاني، آنا بوغيغيان، محمد أحمد إبراهيم. ويتخلَّل الفعالية «لقاء مارس 2018» الّذي يستكشف قضايا المقاومة من خلال النظر في التنظيم كعمل أساسي وحالة للإنتاج الفني والثقافي. حيث يوفّر هذا اللقاء على مدى ثلاثة أيّام، الفرصة لمعاينة جماعية لتجارب في الفن والكتابة والأفلام والموسيقى والعمارة التي تعزّز الارتباط مع أنماط معرفة المقاومة الراهنة والسابقة.
خالد بن صالح