قالمة في ملحمة فنية تاريخية كبرى
تجري بقالمة استعدادات حثيثة لوضع اللمسات الأخيرة على ملحمة فنية تاريخية كبرى، ستعرض بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي في الذكرى 73 لمجازر ماي الأسود، التي دارت أحداثها الدامية بمدن و قرى و أرياف قالمة في شهر ماي 1945، في واحدة من أبشع المجازر ضد الإنسانية في التاريخ الحديث.
يعكف المشرفون على العمل الدرامي الكبير على عقد لقاءات مستمرة لبحث آخر مرحلة تصل إليها التحضيرات قبل عرض ملحمة 8 ماي 45 التي تخلد تاريخ قالمة، و شجاعة الشعب الجزائري، في ذالك اليوم التاريخي الفاصل بين الحرية و ليل الاستعمار الطويل.
و يشارك في اللقاءات مدير دار الثقافة، و مدير المسرح الجهوي محمود تريكي، إلى جانب أساتذة و باحثين في التاريخ، و ممثلين، و رؤساء جمعيات ثقافية و فنية مشاركة في الملحمة، التي تروي تاريخ قالمة، و مدن و قرى الجزائر التي خرجت في ذالك اليوم تطالب بالحرية و تتصدى للرصاص، في واحدة من أعظم أيام الشعب الجزائري الذي تعرض لأبشع أنواع الإبادة و القهر.
و تعد مظاهرات 8 ماي 45 بقالمة الأكثر دموية، و لا تزال المنطقة تحتفظ بشواهد حية تؤرخ لجرائم فرنسا الاستعمارية، من بينها ميدان الإعدامات الجماعية بكاف البومبة قرب مدينة هليوبوليس، الثكنة القديمة، جسر السكة الحديدية، و أفران الجير الرهيبة التي تحولت إلى محرقة نازية التهمت أجساد الجزائريين و حولتها إلى رماد، في أبشع جريمة ضد الإنسانية.
الملحمة من إنتاج دار الثقافة عبد المجيد الشافعي بمدينة قالمة ، بالتنسيق مع المسرح الجهوي محمود تريكي، و كتب النص الباحث في تاريخ منطقة قالمة، عبد الله بن الشيخ، و يشرف على إخراجه سعيدي عبد الوهاب.
و يشارك في هذا العمل الدرامي الكبير السينوغرافي محمد بزاحي، و الموسيقي كريم بعلي، و نخبة من المسرحيين من طلبة جامعة 8 ماي 45 بقالمة و طلبة الثانويات.
فريد.غ
