لست كاتبة نسوية و لا أكتب للتباكي على وضع المرأة
قالت الأديبة ربيعة جلطي في ندوة ثقافية و فكرية نشطتها مساء أمس بقاعة المحاضرات في المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، بأنها ليست كاتبة نسوية ، كما لا تكتب للتباكي على وضع المرأة، لكونها تسلم بأن المرأة ليست عدوة للرجل و العكس، كما كشفت عن إصدار الجزء الثاني من روايتها «سيرة شغف» قريبا ، تلبية لطلب قرائها.
الشاعرة و الروائية ربيعة جلطي أكدت بأنها لا تكتب للمرأة و ليست كاتبة نسوية، فبالرغم من أن رواياتها تضم الكثير من الشخصيات النسوية ، لكنها لا تكتب للتباكي على وضع المرأة تجاه الرجل، لأنها تؤمن بقوة بأن المرأة ليست عدوة للرجل، و هذا الأخير أيضا ليس عدوا لها ، لكن العدو الحقيقي للجنسين هو التخلف و الجهل، مشيرة إلى أن الحديث عن معادلة الرجل و المرأة يجعلنا نتراجع، وعدم كتابتها للمرأة لا يعني تنصلها من ذلك، لأنها شاركت في تأسيس الكثير من الجمعيات النسوية ذات الطابع الثقافي، و الرواية والشعر يظلان بعيدان عن الديماغوجية و الإيديولوجية، حسبها.
كما تحدثت في مداخلتها عن مسيرتها الأدبية و كذا إصداراتها، و تطرقت للتغيرات الإيجابية التي حدثت في مجتمعنا و حاولت أن تبرزها في كتاباتها، مؤكدة أن الإنسان الجزائري تغير و العلاقات الاجتماعية تحسنت ، حيث كان من قبل شيء من النفور من بعضنا البعض ، غير أنه الآن هناك اقتراب معنوي بين الأشخاص ، ففي وقت ما كانت النظرة للآخر كعدو، خاصة في العشرية السوداء التي تركت شعورا سلبيا في نفوس الأفراد، مضيفة بأنه في الوقت الراهن نلمس تحسنا في العلاقات بين الأشخاص، خاصة في طريقة التعامل ، و تقديم يد المساعدة للآخر، و هو ما حاولت أن تبرزه في روايتها «عازب حي المرجان»، فمن خلالها حاولت أن تستشعر الواقع .
و تحدثت من جهة أخرى عن رواية «سيرة شغف»، قائلة بأنها وقعتها في معرض الكتاب الأخير، و قالت بأنها فريدة من نوعها، مثلما قال قراؤها العاديون و النقاد و الأدباء، فهي تشبه لحد كبير طريقة ألف ليلة و ليلة في السرد ، ففي كل يوم توجد حكاية معينة ، لكن الفرق أن «سيرة شغف» تتناغم بين الواقع و استقدام الخيال، فتتحدث عن شخصيات معروفة و تدخل ضمن نسق قصصي يجذب سامعه، و يشوقه للمواصلة ، و كشفت بأن هناك جزءا ثانيا من «سيرة شغف»سينشر قريبا ، مشيرة إلى أن أغلب قراء هذه الرواية من الشباب، لكونها تعتمد على الجملة الصغيرة التي لا تحتمل التفسير و التكرار.
و قالت المحاضرة بأن ما لا تحبه في الأدب، هو الإطناب و التكرار و الاسترسال الذي كان في القرن 18، فالكاتب يجب أن يبحث عن الأشياء التي تؤثر ، خاصة ما يعرف الآن بالأدب التفاعلي، لأنه يتماشى مع العصر ، مشيرة إلى أنها تحاول دائما أن تتفاعل مع الجيل الحالي ، و هذا لكي لا يشيخ الأدب .
و عقب الندوة تم تنظيم جلسة بيع بالتوقيع لإبداعين من إبداعات الدكتورة ربيعة جلطي و هما «حنين بالنعناع» و «عازب حي المرجان». أسماء بوقرن