تُوج أول أمس السبت 30 جوان، الكاتب والروائي الجزائري كمال داود بالميدالية الكبرى للفرونكوفونية، والتي تمنحها الأكاديمية الفرنسية للأدب والفن. وهي جائزة سنوية أحدثتها الأكاديمية الفرنسية سنة 1986، تحتفي بالتنوع اللغوي والفني. وتُمنح الميدالية الكبرى للفرنكوفونية مُكافأة لشخصية ذاتية فرنكوفونية، ساهمت في بلدها أو على المستوى الدولي بشكل بارز في الحفاظ على اللّغة الفرنسية وإشعاعها.
يُذكر أنّ الكاتب المثير للجدل بكتاباته وتصريحاته كمال داود (1970) نال أيضا ربيع هذا العام، وفي شهر مارس تحديدا، مُناصفة مع الكاتب الأمريكي دانيال ميندلسون جائزة البحر المتوسط الأدبية الفرنسية. وهذا عن روايته «زبور أو المزامير» التي صدرت في 2017، عن منشورات البرزج بالجزائر العاصمة. وقبلها حاز على جائزة «كونغور» الفرنسية العام 2015، عن روايته «مورسو: تحقيق مضاد». وهي أشهر وأعرق جائزة أدبية في فرنسا، وقد نالها في صنف «غونغور أفضل رّواية أولى». وهي جائزة تُمنح سنويا لعمل يتناول موضوعًا يخص منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ما يمكن قوله في النصوص الروائية المُتوّجة بجوائز غربية لكُتاب شباب أنّها كثيرا ما تتقاطع مع التاريخ، والتاريخ الكولونيالي تحديدا، مثلما في روايته «مورسو: تحقيق مضّاد»، والتي استلهم فيها رواية «الغريب» لألبير كامو الّذي قتل فيها بطله شخصا جزائريا لم يزد على وصفه بـ»العربي»، ليسرد «التحقيق المضاد» حكاية القتل على لسان أخ الضحية ويتطرق بذلك إلى كثير من القضايا المُتعلقة بالاستعمار الفرنسي والسياسة الجزائرية الداخلية ونقد ظواهر اجتماعية. كما قام داود، من خلال الرّواية بزيارة التاريخ الكولونيالي ومساءلته بكثير من الإبحار والجرأة. نوّارة لحـرش