مهرجان ضخم للذكرى 48 لترسيم أغنية الراي بوهران
كشف نصر الدين طويل رئيس جمعية الفن، الثقافة و حماية التراث الموسيقي الوهراني مساء أول أمس، عن تفاصيل تظاهرة فنية ثقافية كبرى ينتظر تنظيمها في الفترة بين 2 و 10 أوت المقبل بوهران، تخليدا للذكرى 48 لترسيم أغنية الراي.
وأكد المتحدث أن الهدف من التظاهرة هو ترقية الحركية الفنية بالباهية، تحضيرا للألعاب المتوسطية وكذا لدعم ملف تصنيف اليونسكو للراي كتراث ثقافي لا مادي، مبرزا أيضا أنه تمت دعوة منتجين ومستثمرين عالميين في المجال الفني والثقافي و منحهم فرصة تقصي مجالات الاستثمار في وهران و الجزائر.
تطرق رئيس جمعية الفن، ثقافة وحماية التراث الموسيقي الوهراني نصر الدين طويل، خلال ندوة صحفية بفندق ميسترال بوهران، لعدة مواضيع تخص أغنية الراي والتراث الثقافي والموسيقي الوهراني، حيث انتقد الوضع الحالي الذي تعيشه أغنية الراي، مرجعا السبب لعدة عوامل، منها أن الموجة الجديدة للمنتجين وكتاب الكلمات والموسيقيين، طغت على صانعي الراي الحقيقي الذين بدورهم تواروا عن الساحة الفنية الجزائرية، مما فسح المجال لهذه الموجة.
و أكد رئيس الجمعية أن التظاهرة التي يشرف على تحضيرها منذ سنتين، ستحاول بكل الطرق إعادة «القطار لسكته» مثلما أفاد، من خلال إعادة صانعي الراي الحقيقي الذين لا يزالوا على قيد الحياة للساحة، و تكريم كل الذين رحلوا عن هذا العالم، مع تقديم محاضرات لباحثين أكاديميين تصب في ذات السياق، وعرض أشرطة وثائقية عن تاريخ وشيوخ الراي على مدار أسبوع بقاعات السينما، ومنها أشرطة لم تعرض أبدا أنجزها مخرجون عارفون بماضي وأساس الراي الحقيقي، كطابع فني غنائي تراثي وهراني، مبرزا أن هذه التظاهرة لا تعني إلغاء أو المساس بمهرجان الراي الذي يقام بولاية سيدي بلعباس منذ عدة سنوات، بعد تحويله من وهران، مشددا على ضرورة اغتنام فرصة هذه التظاهرة الفنية، لإنجاز أرشيف خاص بالراي وصانعيه عبر الحقب التاريخية.
و تشرف على هذه التظاهرة الفنية الثقافية جمعية الفن والثقافة وحماية التراث الموسيقي الوهراني التي يرأسها نصر الدين طويل الذي يعتبر أول منظم لمهرجان الراي بوهران في بداية التسعينات، وستشهد الفعاليات مشاركة 100 فنان من مختلف ولايات الوطن وحتى من الخارج، سيتداولون على منصة مسرح الهواء الطلق حسني شقرون و 36 فرقة فنية ستشارك مجانا، وتمثل مختلف الطبوع، سواء الجزائرية أو الأجنبية، منها فرقة من البرازيل. وقال نصر الدين طويل أن البرنامج سينطلق بوقفة ترحمية على كل فناني وهران الذين فقدتهم الساحة والمدفونين بمقبرة عين البيضاء، وعلى رأسهم حسني شقرون، عبد القادر علولة و غيرهم، ثم تدشين معرض للصناعات التقليدية والسياحة تشرف عليه جمعيات من مختلف ولايات الوطن و سترافق المعرض بنشاطات ترفيهية وهذا بحديقة ابن باديس بقلب مدينة وهران.
وركز المتحدث على أن هذا المعرض سيفتح مساء ليتواصل إلى غاية الساعات الأولى من الليل، بغرض إعادة إحياء الباهية ليلا، خاصة في فصل الصيف، مشيرا إلى أن النشاطات ستشمل أيضا عدة بلديات غير ساحلية، إلى جانب تنظيم استعراض يجوب شوارع المدينة، حيث سيقدم كل فوج تقاليد عرس جهة من جهات الوطن، بينما الاستعراض النسوي الذي سيكون منفصلا، سيتخصص في تنظيم عرس وهراني بكل تفاصيله التقليدية التي غابت ولا يعرفها الجيل الجديد.
عن حفل الاختتام الذي سيكون في ملعب أحمد زبانة بوهران، دون توقف، قال المشرف على التظاهرة، أن هذا الحفل سيخصص للإعتراف وتثمين إنجازات رئيس الجمهورية، سواء في المجال الفني ودعم الفنانين أو في مجالات أخرى، سمحت للجزائر أن تتبوأ مكانة مرموقة بين الدول، حيث سيتم عرض شريط يضم كل الإنجازات عبر شاشة عملاقة في الملعب، مضيفا أن الحفل سينشطه فنانون من مختلف جهات الوطن، منهم علاوة، عبد الله مناعي، بلال الصغير، الشاب رضا وغيرهم، وهذا ضمن نشاط ضخم تعكف عدة جمعيات على تحضيره ويندرج في نفس الإطار.
بن ودان خيرة
