يرى اللاعب الشاب فارس مهني، أن الناخب الوطني جمال بلماضي، كان جد واقعي عندما «اشترط» على المغتربين إبداء النية والحماس لحمل القميص الوطني أولا قبل تشريفهم بدعوة الخضر، وقال اللاعب المتكون في فريق نانسي الفرنسي في حوار مع النصر، إن المنتخب أكبر من أي لاعب مهما كانت درجة نجوميته، معبرا عن فخره بدعوة الفاف، للمشاركة في تربص تحضيري لمنتخب أقل من 20 عاما، كما تطرق اللاعب الذي تنحدر عائلته من عين البنيان بالجزائر العاصمة إلى عدة نقاط، منها فخره وعائلته بتمثيل منتخب بلد الأجداد، الذي يقوده حاليا مدرب كفء وصارم ونجم كبير (محرز)، يعتبره قدوته وقدوة كل لاعب مثابر باحث عن النجاح.
حاوره: مروان. ب
اسمك مدرج ضمن قائمة المغتربين المعنية بتربص المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة، كيف تلقيت وعائلتك أول استدعاء لتمثيل منتخب بلد الأجداد ؟
سعادتي لا توصف بدعوة منتخب بلدي، وأشعر بالفخر والاعتزاز، كوني شرفت عائلتي، التي كانت وراء قراري باللعب للجزائر، أنا أحاول تقاسم هذه الفرحة مع كل أصدقائي وأحبتي، بدليل أنني نشرت الدعوة عبر حسابي بموقع التواصل الاجتماعي أنستغرام، وتلقيت الكثير من التهاني.
فخور وعائلتي بدعوة المنتخب وأتمنى تلبيتها رغم «المطبّات»
كيف تم الاتصال بك ولماذا اتخذت قرارك سريعا على عكس بعض المغتربين، ممن يماطلون إلى غاية تثبيت الأقدام مع أنديتهم الأوروبية؟
لجنة رادار «الفاف» المكلفة بمتابعة المواهب الجزائرية بأوروبا كانت وراء الاتصال بي، حيث عرضت علي فكرة تمثيل الخضر في فئة أقل من 20 سنة، بحكم امتلاكي لجواز سفر جزائري، وأنا لم أتردد للحظة واحدة في القبول، خاصة وأنني كنت محفزا من قبل والدي، اللذين لطالما كانا يحلمان برؤيتي بقميص بلدي الأصلي، أنا الآن متواجد ضمن القائمة المعنية بالتربص الذي ينطلق بتاريخ 22 أكتوبر الجاري، وسأسعى جاهدا لعدم تضييع هذا الموعد.
عوار حر في خياراته ولو أن منتخب فرنسا لن يضيف له شيئا
هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الرياضي الجزائري ولمحبي الخضر ؟
فارس مهني لاعب نادي نانسي لوران من أبوين جزائريين ينحدران من عين البنيان بالعاصمة، أنشط في منصب متوسط ميدان، وأبلغ من العمر 18 سنة، وسبق لي زيارة بلدي الجزائر في عدة مناسبات، كما أنني جد متعلق بالمنتخب الوطني، الذي كنت سعيدا للغاية بفوزه بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019.
هل ستكون حاضرا في التربص المقرر بتاريخ 22 أكتوبر بمركز سيدي موسى ؟
تلقيت استدعاء الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولدي رغبة كبيرة في المشاركة بالتربص التحضيري المقرر بمركز سيدي موسى نهاية هذا الأسبوع، ولكن كل شيء متوقف على موافقة مسؤولي فريقي نانسي، خاصة وأن هذا الموعد لا يدخل ضمن فترة التوقف الدولي كما تعلمون، على العموم سأعمل المستحيل للمشاركة في أول معسكر لي مع منتخب بلدي، خاصة وأن الفرصة ستكون سانحة من أجل ملاقاة عدة لاعبين مغتربين، ينشطون بأفضل الفرق الفرنسية على غرار باريس سان جيرمان ومارسيليا وبوردو ومونبيليي.
بصراحة، هل خطاب بلماضي للاعبين المغتربين وراء قرارك السريع باللعب للجزائر ؟
حتى أكون صريحا معكم، قررت منذ صغري اللعب للجزائر ولم أنتظر دعوة أي منتخب آخر، وحتى عائلتي كانت تشاطرني هذا الرأي، بدليل أنها جد سعيدة بالدعوة التي تلقيتها مؤخرا لتمثيل منتخب أقل من 20 عاما، وعن خطاب الناخب الوطني جمال بلماضي فمن حقه أن يضع شروطه، ومن لا يمتلك الرغبة في اللعب للمنتخب الوطني الجزائري لا يمكن انتظاره، حتى وإن كان نجما فوق العادة.
منتخبنا الأفضل في القارة وأرقام بلماضي تكفيه
ما رأيك في المنتخب الحالي المتوّج بـ “كان” مصر 2019 ؟
سؤالك تضمن إجابة كافية ووافية، نحن نتحدث عن بطل إفريقيا، وإن لم يكن هذا المنتخب قويا، لما نجح في اعتلاء منصة التتويج في مصر، كما يجب أن نعترف بلمسة الناخب الوطني جمال بلماضي الذي شكل فريقا لا يقهر بدليل أننا لم ننهزم لـ20 مباراة متتالية، وهو رقم لا يستهان به، خاصة إذا ما عُدنا إلى هوية المنتخبات التي واجهناها، حيث تعد من كبار الكرة العالمية أو على الأقل منتخبات الصف الأول.
كيف وجدت أداء رفاق رياض محرز في مباراتي نيجيريا والمكسيك؟
الأداء الباهر للخضر متواصل، فبعد أن أمتعونا خلال نهائيات «الكان» بتلك اللقاءات القوية والبطولية، كنا محظوظين بالأداء المتميز في ودية كولومبيا، وكذا خلال آخر موعدين عندما واجهنا نيجيريا والمكسيك، فتخطي النسور الممتازة بتشكيلة غاب عنها جُل الأساسيين ليس سهلا، كما أن إرهاق المنتخب المكسيكي المصنف ضمن خيرة الفرق في العالم بتعداد منقوص، يؤكد المكانة التي وصل إليها رفاق رياض محرز.
أشعر بالفخر والاعتزاز كوني شرفت عائلتي
*تبدو معجبا بالتعداد الحالي المشكل للخضر ؟
بطبيعة الحال التعداد جد ثري، والعناصر المشكلة للمنتخب الوطني تنشط ضمن أكبر الفرق العالمية، على غرار القائد رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وإسماعيل بن ناصر اللاعب الواعد في صفوف الكبير ميلان، دون أن أنسى فغولي وبن سبعيني وماندي وديلور، وكلهم يتقمصون ألوان فرق معروفة في أوروبا.
لو نطلب رأيك بخصوص الناخب الحالي جمال بلماضي، كيف تراه وأنت لا تزال في بداية المشوار ؟
صحيح أنني مازلت ضمن الفئات السنية، ولكنني أحلم باللعب تحت إشرافه، بعد كل ما سمعته عنه، صدقوني هو شخصية جد محترمة أثبتت كفاءتها في ظرف وجيز، كما أن المنتخب محظوظ بطاقم فني من أعلى مستوى، كما لا يجب أن ننسى بأن هذا المدرب استطاع أن يغير ملامح المنتخب الوطني، فبعد أن كنا نتخبط في أزمة نتائج ها نحن الآن نتسيد إفريقيا، ولا أحد نجح في الإطاحة بنا على مدار 20 مقابلة متتالية، وهذا رقم لم تحققه منتخبات عالمية تضم في صفوفها لاعبين، من طراز عال ينشطون ضمن الفرق الأكبر في العالم.
كل ما يقال في حق المغتربين عار من الصحة
اختيارات المغتربين باتت تصنع الحدث في الجزائر، خاصة في ظل تفضيل البعض الاستمرار مع المنتخب الفرنسي، على غرار ما فعله لاعب ليون حسام عوار، ما تعليقك حول هذا اللمف “الشائك” ؟
لكل رأيه وحريته في اتخاذ القرار الذي يراه أنسب بالنسبة له، ولكن عن نفسي اختياري للجزائر ومنتخبها كان منذ صغري، وأكدت ذلك بعد التتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، وبخصوص اختيار لاعب أولمبيك ليون حسام عوار، فلا أحد بإمكانه أن يحاسبه أو يلومه، حتى وإن كنا متأكدين بأن الجانب الرياضي وراء الموقف، الذي اتخذه بخصوص الاستمرار مع منتخب الديكة، ولو أن مؤهلاته كانت ستسمح له بالبصم على مشوار احترافي متميز، حتى وإن لم ينضم إلى المنتخب الفرنسي.
قائمة الفاف ضمت 19 لاعبا مغتربا قدموا موافقتهم لتمثيل الخضر، ماذا يعني لكم هذا؟
كل ما يقال في حق المغتربين لا أساس له من الصحة، صحيح أننا ولدنا وترعرعنا بفرنسا، ولكن تعلقنا بالجزائر البلد الأم ظل متواصلا، في ظل التربية التي تلقيناها من عائلاتنا، وبالتالي لا يمكن أن نغلق الباب في وجه منتخبنا الوطني، ويكفي أن القائمة التي أعلنت عنها الفاف ضمت خيرة اللاعبين الشباب في فرنسا، وكلهم سعداء كما تابعتم عبر موقع التفاعل الاجتماعي «أنستغرام» بدعوة المنتخب الوطني، ويتلهفون للمشاركة في أول تربص يُقام بالجزائر، كما أود أن أضيف شيئا آخر في هذا الخصوص.
تفضل...
لدي عدة أصدقاء ينشطون بفرق محترفة، وتلقوا تكوينا من أعلى طراز، ينتظرون التفاتة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من أجل تمثيل الفئات السنية للخضر، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر حاتم مهاجم نادي تروا، الذي يعتبر من خيرة الأسماء الشابة في فريقه ويتنبأ له الجميع بمستقبل كبير، وكذا إنزو العمراني زميلي في نانسي، الذي اعتبره لاعبا جيدا ومهاريا وينتظر هو الآخر بفخر موعد حمل الألوان الوطنية، خاصة أنه معني بتربص سيدي موسى المبرمج بداية من يوم الخميس المقبل.
أعشق مسيرة محرز لأنه تحدى الظروف وصنع لوحده نجوميته
من هو قدوتك في المنتخب الوطني ؟
أعشق القائد رياض محرز وأنا معجب كثيرا بمسيرته الاحترافية، حيث بدأ من الصفر، واستطاع الآن أن يضع نفسه نجما في نادي مانشيستر سيتي أحد أكبر الفرق العالمية ، كما أن مردوده مع المنتخب جد متميز، خاصة في الآونة الأخيرة، فبعد مخالفته الرائعة في مرمى نيجيريا والتي قادتنا لنهائي الكان، أمتعنا بهدفين جميلين في لقاء كولومبيا، ليختتم المهرجان بهدف عالمي في شباك منتخب المكسيك، هو لاعب من طراز عال، وآمل أن أسير على خطاه.
*بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة، وأنا سعيد جدا بإجراء حوار لي مع وسيلة إعلامية جزائرية، وأتمنى من أعماق قلبي أن تكون رسالتي قد وصلت إلى الجمهور الرياضي الجزائري، بخصوص ميولات المغتربين، خاصة وأن هناك من يحاول التشكيك في وطنيتهم، كما أن خرجة الفاف الأخيرة باستدعاء 19 لاعبا قد تضع حدا لهذا الجدل القائم منذ عدة سنوات، وتمكن المنتخبات الوطنية من الاستفادة من أبناء العائلات المغتربة. م/ب