أكد رئيس اللّجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي ، أمس، أن المغرب هو الذي خرق القانون الدولي وخرق اتفاقية توقيف إطلاق النار، وأضاف أن فرنسا تحمي المغرب وتعرقل إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية، وقال إن فرنسا جزء كبير من المشكل وهي تغلق كل الأبواب حاليا لتسوية هذا النزاع، كما أكد على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته، من أجل تسوية القضية الصحراوية ، عبر تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، حسبما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية .
rالنصر : كيف تقرأون تطورات الوضع في الصحراء الغربية والسيناريوهات المحتملة ، بعد العدوان العسكري المغربي في منطقة الكركرات؟
سعيد العياشي: قيام المغرب بخرق اتفاقية توقيف إطلاق النار في منطقة الكركرات صبيحة يوم الجمعة 13 نوفمبر كان مبرمجا منذ عدة أيام، حيث قام الجيش المغربي بالاعتداء على المتظاهرين الصحراويين الذين قاموا بمظاهرات سلمية أمام ثغرة الكركرات، و قرر المخزن والملك المغربي فتح الثغرة بالقوة، رغم أنها غير شرعية و بعدها أصبحت القيادة الصحراوية أمام الأمر الواقع مرة أخرى، بأن تدافع عن نفسها وتحمي الصحراويين الذين كانوا هناك و ترد على الجيش المغربي وأصبحنا في حالة حرب ما بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية ، ومع الأسف رجعنا إلى مربع أوت 1991 ، حيث توجد اليوم حرب مفتوحة بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، وحسب الأخبار فإن هناك هجومات من طرف الجيش الصحراوي ضد ثكنات الجيش المغربي على طول جدار العار .
فالمغرب هو الذي خرق القانون الدولي وخرق اتفاقية توقيف إطلاق النار وخرق كل لوائح مجلس الأمن وهذه كانت القطرة التي أفاضت الكأس و أدت إلى الحرب القائمة اليوم .
ونحن إذا تكلمنا كجزائريين، نأمل أن يكون هناك استقرار وهدوء على حدودنا، لأنه ليس لدينا منفعة في الحرب و الجزائر تطلب تطبيق القانون الدولي الذي ينص على حل نزاع الصحراء الغربية بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي وهذا ما تطلبه الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي وكذلك هذا ما يلح عليه مجلس الأمن في مختلف اللوائح وآخرها كان في 30 أكتوبر 2020 ونحن في انتظار تعيين الأمين العام للأمم المتحدة لمبعوثه الخاص للصحراء الغربية بشكل عاجل بحيث تكمن مهمته الأساسية هي تحريك وإعطاء ديناميكية في المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو للبحث عن حل يكون عادل ودائم للنزاع ومن جهة أخرى على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته في تطبيق اللوائح التي صادق عليها وذلك بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للقانون الدولي وطبقا للائحة مجلس الأمن وهذا ما يطالب به الصحراويين وكذلك هناك طرف آخر قادر أن يلعب دورا فعالا وإيجابيا وهو الاتحاد الإفريقي ، ونعلم أن الطرفين هما عضوين في الاتحاد وموقعين على العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي والذي يؤكد على الاحترام بين الأعضاء والسلم بين الأعضاء والحوار بين الأعضاء في حالة خصام أو نزاع وبالتالي على الاتحاد الافريقي كذلك أن يقوم بواجبه كمنظمة قارية ليسعى لجهود مكثفة وجبارة لحل النزاع .
rالنصر : ما هو الدور الذي يجب أن تضطلع به الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في ظل هذه التطورات الخطيرة في المنطقة والتي تسبب فيها النظام المغربي عقب الاعتداء الذي قام به في الكركرات؟
سعيد العياشي: اتفاقية توقيف إطلاق النار أبرمت في سبتمبر 1991 وبالتالي الصحراويون انتظروا 29 سنة لكي يتم تنظيم استفتاء تقرير المصير ، و لا شيء تحقق في الميدان بصفة ملموسة وللصبر حدود و في الحقيقة الصحراويون قبل اتفاقية توقيف إطلاق النار كانوا منتصرين في الميدان عسكريا ولكنهم قبلوا بهذه الاتفاقية على شرط أن ينظم لفائدة الشعب الصحراوي استفتاء تقرير المصير، ولكن مع الأسف بعد العراقيل من طرف المغرب والمناورات وخروقات حقوق الإنسان ونهب الثروات ورفض تعيين المبعوث الخاص منذ 18 شهرا، تسبب ذلك في استياء كبير لدى الصحراويين ، ونعرف أن منظمة الأمم المتحدة مهمتها الأساسية هي ضمان العلاقات الحسنة بين الدول وضمان السلم والأمن عبر العالم، وبالتالي على مجلس الأمن باستعجال كبير أن يبعث مفاوضات لوقف إطلاق النار جديد بين الطرفين و يرغم الطرفين على البدء في مفاوضات جدية حول تنظيم استفتاء الشعب الصحراوي كما يلح عليه القانون الدولي .
والمغرب ليس لديه شرعية في التواجد في الصحراء الغربية والصحراويون عادوا للحرب اليوم لأنهم شعب أصيل وشعب لديه إرادة قوية لاسترجاع سيادته وحريته واستقلاله.
rالنصر : بعض الدول تواصل دعمها للمغرب متسببة في إطالة عمر النزاع ؟
سعيد العياشي: هناك داخل مجلس الأمن عضو دائم وهو فرنسا والتي تحمي المغرب وتعرقل إيجاد الحل العادل وتطبيق القانون الدولي كما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة وبالتالي من الصعب أن يتم تطبيق القانون الدولي لما يكون هناك عضو دائم لديه حق الفيتو داخل مجلس الأمن يقف مع المغرب والذي أصبح محميا من طرف هذا العضو الدائم وأصبح يتغطرس ويتعنت ويتحدى المجتمع الدولي ولا يحترم أي لائحة لمجلس الأمن الدولي و اليوم يعطل بتواطؤ مع فرنسا تعيين مبعوث خاص للأمين العام ، فقد أصبحت فرنسا جزء كبيرا من المشكل وهي تغلق كل الأبواب حاليا لتسوية هذا النزاع .
مراد - ح