تخبط العدو الصهيوني دفعه لقتـل النساء والأطفال في مجازر مروعة
قال يوسف حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في الجزائر، أمس، أن تخبط العدو الصهيوني في معركة القتال دفعه إلى ارتكاب جرائم مروعة في حق النساء والأطفال في قطاع غزة، وأضاف حمدان في هذا الحوار الذي خص به النصر ،بأن المقاومة لا تزال في جعبتها الكثير مما تقوله في ساحة القتال، وهي تدير المعركة باقتدار وهدوء وبإيقاع محكم، على الرغم من تخبط العدو ووصوله إلى المدى الأقصى من النيران والدمار والبطش، منتقدا صمت المجتمع الدولي اتجاه الجرائم التي ترتكب في حق سكان غزة.
حاوره: نورالدين عراب
النصر: كيف تعلق على جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة، بعد إبادة عائلات بأكملها في هذه الحرب التي يقودها ضد سكان غزة؟
يوسف حمدان: الاحتلال يواصل ارتكاب جريمته ويتمتع بغطاء ومشاركة أمريكية أوروبية، وأتحدث هنا عن موقف فرنسا التي أرسلت مرتزقة، والولايات المتحدة الأمريكية التي أرسلت طائرات وتشارك عمليا في غرفة عمليات إدارة هذه المعركة والمجزرة التي ترتكب في حق شعبنا، فضلا عن تزويد الاحتلال بصورايخ لمواصلة دك وهدم ومسح قطاع غزة، واستهداف مراكز الإيواء ومراكز النازحين واستهداف قوات الدفاع المدني، وطواقم الإسعاف الذين استشهد 7 منهم أمس بمحيط مستشفى الشفاء، هذه المواصلة في إراقة الدم الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم هي إمعان في قتل شعبنا ومحاولة دفعه إما إلى النزوح أو الاستسلام، والشعب الفلسطيني لا تتوفر في مفرداته معاني الهزيمة أو الاستسلام وشعبنا الفلسطيني الذي هجر أراضيه منذ عام 1948 لن يخرج من غزة إلا ليعود إلى تلك الأراضي التي هُجّر منها، لو أبادونا عن آخرنا سنخرج لهم من تحت الرماد، لو قتلوا كل مقاومتنا عبثا يفعلون، لا فناء لثائر، لو مسحت غزة كلها عن بكرة أبيها لن تمسح حركة حماس، وكتائب الشهيد عز الدين القسام، والاحتلال يواصل هزائمه السياسية والعسكرية والمقاومة ستواصل عملياتها البطولية في مواجهات الفخر والعز والكرامة على مستوطنات غلاف الغزة، والعدو أجبن من أن يدخل القطاع، ويحاول أن ينتقم من المدنيين والأبرياء والأطفال.
النصر: على الرّغم من هذه الجرائم المروعة، المجتمع الدولي لم يتحرك، ما هي رسالة حركة المقاومة الإسلامية حماس للمجتمع الدولي؟
يوسف حمدان: نحن نقول أن المجتمع الدولي الذي كان منحازا لصالح الاحتلال على حساب حقنا الفلسطيني، اليوم الدولة التي ترعى السلام، وأتحدث هنا عن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك في هذا العدوان، وهي تطلب من بنيامين نتنياهو بأن يحسم هذه المعركة، وهي تشاهد وتسمع انتهاك مواثيق جنيف، وكل المواثيق الدولية والأعراف والشرائع، وهي التي توفر له السلاح لينتقم من شعبنا ويقتل المدنيين والأبرياء، وبالتالي هذا المجتمع الظالم هو الذي يتجاوز مسألة الانحياز وازدواجية المعايير إلى الشراكة في قتل شعبنا، وبالتالي نحن نقول إن هذه المؤسسات والمنظمات والدول والجماعات هي تسجل على نفسها هذا الموقف أمام إنسانيتها وأمام ضمائرها وشعوبها، نحن لن نستسلم، مزيد من القوة ومزيد من القتل والنيران، و الأطنان من المتفرجات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصمود والبطولة وإلى مزيد من الدماء والمواجهات والعنف في المنطقة.
والمطلوب من المجتمع الدولي الظالم أن ينظر إلى المرآة وينظر إلى نفسه وينظر إلى حقيقة ما يجري على الأرض، جولة صغيرة في مستشفيات قطاع غزة، يستطيع أن يرى عدد الأطفال والنساء الذين يستهدفون بملابسهم المدنية في بيوتهم، والذين لا توفر لهم قوات الاحتلال أي فرصة لكي ينجوا بأنفسهم، وهذا الاستهداف الذي تبرره قوات الاحتلال على أنها تتعامل مع المدنيين على أساس أنهم شركاء ولم يخرجوا في وجه حركة حماس، هذا تصريح فاضح وواضح يدين قوات الاحتلال بأن قتل المدنيين لم يكن خطأ، ولم يكن غير مقصود، بل قوات الاحتلال تتعمد قتل المدنيين، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يوقف هذه الجريمة في حق شعبنا وأن يحمل الاحتلال مسؤوليته، ويتدخل سريعا لإدخال الدواء والماء والكهرباء وقوات الدفاع المدني التي تستطيع أن ترفع الركام لنخرج جرحانا وشهداءنا من تحت الأنقاض، صباح أمس قمنا بدفن أكثر من 100 جثة لم نتعرف على هوياتها منذ 10 أيام، بعض هذه الجثث جاءت على شكل أشلاء، وبعضها من الأهالي النازحين غير موجودين، ولم يستطيعوا أن يتحولوا إلى المستشفيات للتعرف على الجثث، هذا الوضع الكارثي الإنساني الذي يعيشه قطاع غزة بسبب الاحتلال وهذا البطش الموفر له دعم وغطاء من المجتمع الدولي الظالم، يجب أن يتوقف وثمن ذلك هو المزيد من الدماء والقتل، ولن تبقى مصالح العدو الصهيوني في المنطقة ورعاياه وحلفاؤه في منآى عن هذه النيران.
النصر: ما المطلوب من الدول العربية والإسلامية في ظل هذا العدوان الســافر على سكان غزة؟
يوسف حمدان: لاشك أن دولنا العربية لم تلتق اللحظة بعد ، و لا تتعامل مع هذا الظرف الاستثنائي في تاريخ شعبنا الفلسطيني على مستوى قدرة المقاومة على إيذاء العدو وتحرير الأرض، وعلى مستوى هشاشة هذا الكيان ووحشيته، لا تزال الدول العربية تعيش قبل 20 أو 40 سنة، وتبحث عن سلام منشود، وتكتفي بالتنديد وبيانات الاستنكار، وللأسف لولا الموقف الجزائري في التدارك على بيان الجامعة العربية لساوى بين الجلاد والضحية، أنا أعتقد أن اللحظة التاريخية التي نعيشها الآن وحجم الجرائم لا يكتفى معه بموقف أو بيان، المواقف والبيانات لا قيمة لها الآن أمام الدماء التي تنزف، لا يمكن أن نبقى نتغنى بتاريخ العلاقة بين أمتنا وبين شعوب المنطقة وبين الدول، وبين ما قدمته هذه الدول في التاريخ، الآن شعبنا يذبح وترتكب في حقه مجازر، الآن واجب هذه الدول أن تقوم بإجراءات عملية على الأرض، وإن لم تكن تستطيع دعم المقاومة في الدفاع عن نفسها، وإن لم تستطع إيقاف هذا العدو الصهيوني عن عدوانه وجرائمه، على الأقل تأخذ دور الطبيب والمعالج وتأخذ دور الدفاع المدني، وأن تأخذ دور الإغاثة، هذه المساحة الإنسانية لا يوجد ما يبرر تأخرها، وتأخر الإعلان عنها على الأقل، وهذا الصمت هو مشاركة في الدماء، وتوفير للاحتلال الصهيوني ليواصل إمعانه في إبادة شعبنا وإبادة قطاع غزة وانتهاك كل المواثيق والأعراف وخذلان شعبنا، وهو يدافع عن مقدسات الأمة.
النصر: حاول الإعلام الغربي طمس الحقائق وإلصاق بحركة المقاومة الإسلامية حماس صور قتل الأطفال، وتغافل عن جرائم المحتل، ما هي رسالتك للإعلام الغربي؟
يوسف حمدان: لاشك أن الإعلام الذي تواطأ مع الاحتلال ويعمل ضمن مكينته، فهو يحاول أن يشارك في هذه الجريمة، ولا يظهر صور قتل الاحتلال للأطفال والنساء واستهداف المدنيين، وانتهاك المواثيق والأعراف الدولية، وفي نفس الوقت هو يتساوى مع رواية الاحتلال ويروج لها ويفتح لها آفاقا ليمارس عملية لتضليل الرأي العام الغربي بأن المقاومة تقتل النساء والأطفال، ولا تنقل الصور التي بثتها المقاومة التي توضح أخلاقيات المعركة التي يتحلى بها المجاهدون في عزالدين القسام وباقي الفصائل الفلسطينية، وبالتالي هذه المحاولة من التضليل لا يمكن أن تستمر، لا شك أن الصور التي تخرج من غزة التي تصف حجم الدمار والألم والدماء بدأت تتسرب للعالم، ومحاولة عزل الرأي العام الغربي على ما يجري في غزة لا يمكن أن تدوم، وهذه المواقف التي كانت تتعاطف في البداية مع الكيان الصهيوني بدأت تتغير، وهذا يؤكد أهمية كل إعلامي في إيصال صوته و صورته خصوصا للمجتمع الغربي، الذي يؤثر على حكوماته، وبالتالي يؤثر على المواقف الأوربية، الشعب الفلسطيني الذي يذبح في غزة لا ينتظر من المجتمع الغربي شيئا، لكن على الأقل نحن كشعوب عربية وإسلامية، ماذا يمكن أن نقدمه في هذه المعركة المفتوحة.
النصر: كيف تقيّم إدارة المقاومة الفلسطينية للمعركة مع المحتل بعد 10 أيام من انطلاق معركة طوفان الأقصى؟
يوسف حمدان: المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام أعلنت أنها أعدت خطة للهجوم، وأعلنت معها خطة للدفاع، وهي تدير المعركة باقتدار وهدوء وبإيقاع محكم، على الرغم من تخبط العدو ووصوله إلى المدى الأقصى من النيران والدمار والبطش، والمقاومة مستعدة للمواصلة بهذا النسق مع العدو الصهيوني لشهور حتى تنتهي معركة التحرير، وإذا أراد العدو معركة مفتوحة فالميدان موجود، لكن هذا العدو الجبان يهرب من المقاومة ليقتل نساءنا وأطفالنا ظنا منه أن الحاضنة الشعبية ستنفض عنا أو يستطيع دفعنا إلى الاستسلام من خلال استهداف المدنيين، أو نتورط نحن في استهداف المدنيين مقابل استهداف المدنيين، المقاومة ما تزال في جعبتها الكثير مما تقوله في ميدان القتال وعلى مستوى المخطط وعلى مستوى ما تستطع إيذاء العدو الصهيوني به، وهي لا تزال تتحكم في كثافة إطلاق الصواريخ وعمليات التحكم والسيطرة على قواته في الأرض وفي إدارة المشهد العسكري والإعلامي، وهناك جبهات أخرى لم تدخل لحد الآن بالحد الكافي للمعركة.
ن ع