لم نتعــــامـــــل جيـــــدا مـــــع حالــــــة الطـــــــرد ومـــع ذلك استفدنــــــــــا
* تمادينـــــــــــــا في اللّعب السلبـــــــــــــــــــــــــي !
تحدث المدرب الهادي خزار للنصر، عن ودية المنتخب الوطني ونظيره المصري، التي تابعها من مدرجات ملعب هزاع بن زايد بمدينة العين، مؤكدا بأن الخضر لم يحسنوا التعامل مع حالة الطرد، ورغم ذلك استفادوا كثيرا من هذه المواجهة أمام وصيف بطل القارة.
في البداية، بحكم أنك تابعت ودية المنتخب الوطني ومصر من مدرجات ملعب هزاع بن زايد، كيف وجدت المستوى الفني، سيما من جانب الخضر؟
أعتقد بأن كل من شاهد المباراة، وقف على الندية الكبيرة والتنافس القوي بين اللاعبين، وهو ليس بجديد على ديربيات الخضر والفراعنة، التي تتسم دائما بالإثارة، والقمة وفت بكامل وعودها سواء من ناحية المستوى أو من ناحية الحضور الجماهيري والروح الرياضية العالية فوق المدرجات، وهذه هي كرة القدم التي نحبها، وبالعودة إلى المواجهة، فإن المنتخب الوطني بدأها بأفضل صورة، واعتمد على الضغط العالي، كما أنه استحوذ على الكرة، لكن دون تشكيل خطورة على مرمى المنافس، قبل أن تأتي لقطة طرد لاعب المنتخب المصري، والتي غيّرت مجريات اللقاء، بحكم أن أشبال المدرب فيتوريا حاولوا تسيير الدقائق المتبقية من المرحلة الأولى بذكاء، من خلال تكسير النسق والإيقاع، وهذا راجع إلى خبرة اللاعبين، والبحث عن تفادي تلقي الهدف إلى غاية العودة إلى غرف تغيير الملابس، وكان لهم ذلك، ومن جانبنا لم نستغل التفوق العددي، بالنظر إلى طريقة اللعب السلبية، والاعتماد على الكرات الطويلة والعرضية.
أ لا ترى بأن وسط الميدان كان الحلقة الأضعف؟
كما قلت لك، اعتمدنا كثيرا على اللعب السلبي، ويمكنك العودة إلى شريط اللقاء، لتقف على الخلل الموجود في وسط الميدان، ونفتقد إلى لاعب إرتكاز بمواصفات خاصة، وزروقي مجمل كراته عرضية ولا يلعب في العمق، في غياب أيضا المساندة من الثنائي فغولي وشايبي، دون أن ننسى مرور عدة عناصر مرت جانبا، في صورة توبة وبن رحمة وغويري، إضافة إلى عدم استغلال فرصة التفوق العديد، وحتى التغييرات جاءت متأخرة، في وقت تحسن أداء المنتخب المصري مع مرور الدقائق، وكانوا يبحثون عن الكرات الثابتة، التي تعتبر من بين نقاط قوتهن بدليل أن هدف السبق جاء عن طريق مخالفة، وبعد خطأ في المراقبة، وهو الهدف الذي حرك لاعبي الخضر، سيما بعد الزج بكل من عوار وسليماني وعمورة، وبدرجة أقل لعروسي قدموا الإضافة المنتظرة، وحتى النسق ارتفع، ووصلنا إلى مرمى الشناوي، الذي كان في يومه في أكثر من مناسبة.
هل يمكن القول إن بلماضي استفاد كثيرا من ودية مصر؟
بطبيعة الحال، مباريات من هذا النوع مفيدة للغاية، خاصة وأن التعثر إن استطعنا القول إنه تعثر في هذا التوقيت مفيد، والناخب الوطني بعد ودية مصر أنهى «حقل التجارب»، وأصبح يمتلك نظرة شاملة عن جميع اللاعبين، سيما العناصر التي فضل اختبارها في تربص شهر أكتوبر، وحتى سيناريو اللقاء جيد، ويسمح لك بأن تختبر المجموعة في ظروف مشابهة وقد تصادفك في منافسة رسمية، ولو أن التعامل مع وضعية النقص العددي للمنتخب المصري لم يكن كما هو مطلوب، لكن المهم هي العودة القوية للخضر في الشوط الثاني، والتي جعلتنا نتفادى الهزيمة، بل أكثر من ذلك كنا قاب قوسين أو أدنى من الفوز، وهذا لا يستثني أنني كوني كمدرب أو كمناصر للمنتخب الوطني وحتى الجمهور الذي تابع اللقاء لم يكن راضيا عن أداء بعض العناصر، وهو ما سيضع الناخب الوطني في حرج، لأنه بعد الأداء المقدم من بعض الأسماء هناك من ينشط في البطولات الخليجية أو حتى المحلية، يرون بأنهم أفضل منهم.
ومن هي العناصر التي نالت إعجابك في ودية مصــر؟
بالنسبة لي وجب التنويه والإشادة بالمدافع رامي بن سبعيني، الذي يتواجد في تطور مستمر، وبات ركيزة بالفعل في محور الدفاع، بالرغم من أنه يشارك كمدافع أيسر في بوروسيا دورتموند، إلا أنه كان في ودية مصر أفضل عنصر فوق المستطيل الأخضر، دون أن ننسى الدخول الموفق لسليماني الذي تمكن من تعديل النتيجة بكيفية جميلة وبالتخصص مثلما نقول، وهو ما يجعلني أتطرق إلى موضوع مهم، يتمثل في نوعية رؤوس الحربة الموجودين في المنتخب، لأن هناك فرق بين مهاجم وقناص، وهنا أتحدث أيضا عن بونجاح في فترة ما، وغويري لم يظهر الشيء الكثير في هذا المنصب، وهو ما يجعلنا أمام حتمية التفكير من الآن في فترة ما بعد سليماني وبونجاح، ولو أن كرة القدم الحديثة يمكن فيها لأي لاعب أن يسجل سواء مدافع أو متوسط ميدان أو مهاجم، لكن هناك نوعية خاصة من المهاجمين التي تقلق كثيرا الدفاع، بفعل الطلب المستمر للكرات في العمق، مثلما فعل إسلام.
هل مـن كــلمة أخيرة؟
في الأخير، أرى بأن الناخب الوطني دخل مباشرة في أجواء «الكان»، من خلال البحث عن التشكيلة الأساسية، والفترة المقبلة ستكون مهمة في التحضير للمحفل القاري، ولو أنني كنت أتمنى تجديد الثقة في بعض العناصر التي تألقت في ودية الرأس الأخضر، من أجل زيادة الانسجام بين المجموعة، وهذا ما يحدث على مستوى جميع المنتخبات، والأمثلة كثيرة.
حاوره: حمزة.س