متفائـــــل بنجــاحــــي مــــــع المنتخـــــب الوطنـــــي رغم كل العقبـــــــات
* الوضعية الحالية لا تخيفني والتأهل لبطولة العالم أول أهدافي * حافظت على ودية تونس وسنلاقي منتخب قطر في مناسبتين
* يجب وضع الخلافات جانبا للنهوض بكرة اليد الجزائرية * مارك براسول متحفز لتمثيل الخضر وهذا ما ينقصه لمرافقتنا لمصر
خص المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة اليد فاروق دهيلي النصر بحوار مطول من قطر، تحدث فيه عن مهمته الجديدة، والأسباب التي جعلته يقبل رفع التحدي، رغم الوضعية الصعبة التي تعيشها كرة اليد الجزائرية التي تتخبط في العديد من المشاكل في السنوات الأخيرة، وقال المدرب السابق لنادي الشمال القطري، إنه متفائل بنجاحه، مطالبا أسرة كرة اليد الجزائرية بوضع الخلافات جانبا، كما كشف في ذات السياق عن اقترابه من تدعيم صفوف المنتخب بنجم سانت رافاييل مارك براسول الذي حصل على موافقته النهائية باللعب للجزائر.
بداية، حدثنا عن تعيينك على رأس المنتخب الوطني لكرة اليد ؟
أجل، لقد توصلت مع مسؤولي الاتحادية إلى اتفاق نهائي يقضي بإشرافي على العارضة الفنية للمنتخب الوطني لكرة اليد رجال، حيث لبيت النداء مباشرة، ولم أفكر في أي شيء آخر، كون الأمر يتعلق ببلدي الجزائر، في انتظار إمضائي على العقد الذي يعتبر إجراء روتينيا فقط سأنهيه بمجرد حلولي بالجزائر الأسبوع المقبل، كوني لازلت متواجدا بقطر لإنهاء بعض الارتباطات والانشغالات.
لقد كنت قريبا من المنتخب الوطني الأول شهر جوان الماضي، غير أن أمورا حالت دون قدومي، قبل أن تتجدد معي الاتصالات مؤخرا، ورأيت أن الوقت قد حان لتولي هذه المهمة التي آمل أن أوفق فيها، ولم لا أكون عند مستوى الثقة.
صراحة، ألا تخيفك الوضعية الحالية لكرة اليد الجزائرية ؟
على العكس تماما، أنا محفز للغاية لخوض هذه التجربة، لعل وعسى أنجح في خدمة كرة اليد الجزائرية التي أعرف كل خباياها، ولا تنسوا أنني في هذا المجال منذ أكثر من 40 عاما، وسبق لي خوض تجارب ناجحة مع الفئات السنية للمنتخب الوطني، إضافة إلى عملي كمدير فني، وهناك أتيحت لي فرصة تدريب المنتخب الأول في فترة من الفترات، كما أن معرفتي الجيدة بجل العناصر تقريبا، بحكم عملها معي نقطة أخرى ستصب دون شك في صالحي، أنا متفائل بنجاحي مع المنتخب الوطني، وما على محبي «الكرة الصغيرة» سوى وضع الثقة في طاقمي الذي سيكون أمام مأمورية صعبة، من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، وإن كنا نملك أهدافا أخرى على المدى المتوسط، والمتمثلة بالدرجة الأولى في تكوين منتخب تنافسي بإمكانه أن يعيد الاعتبار لكرة اليد الجزائرية.
بالحديث عن الأهداف، ماهي النقاط التي اتفقتم عليها مع الرئيسة كريمة طالب؟
الهدف الرئيسي يتمثل في قيادة المنتخب الوطني لإنهاء بطولة إفريقيا المقبلة ضمن الخماسي الأول، وهذا من أجل اقتطاع بطاقة التأهل لبطولة العالم القادمة، على أن نعمل فيما بعد على تكوين فريق تنافسي بإمكانه المنافسة قاريا، ولم لا عالميا، فالمادة الخام موجودة، وما علينا سوى الابتعاد عن الخلافات، والعمل على وضع اليد في اليد، من أجل النهوض من جديد بكرة اليد الجزائرية التي تعاني الأمرين منذ 2014، فالتتويج القاري آنذاك كان الشجرة التي تغطي الغابة.
مع اقتراب بطولة إفريقيا للأمم، هل احتفظتم بذات البرنامج المعلن عنه سلفا أم أنكم أجريتم عليه بعض التعديلات ؟
كما تعلمون لم يعد يفصلنا عن انطلاق العرس القاري سوى أربعة أسابيع، وسيكون من الصعب علينا إعادة النظر في برنامج الاستعدادات، ولو أنني أمتلك عدة مقترحات، من أجل التحضير في أوروبا، غير أن الإجراءات الإدارية تتطلب وقتا، ولهذا سنحاول الاحتفاظ بذات البرنامج، مع إجراء تعديل طفيف فقط، وبخصوص موعد التحضيرات، فستنطلق في الجزائر، وهناك سنخوض ودية فقط، قبيل التوجه إلى تونس لملاقاة منتخب هذا البلد، في اختبار جد حقيقي، على أن نشد بعدها الرحال صوب قطر لإكمال التحضيرات، وهناك سنواجه «العنابي» في مناسبتين، في موعدين سيسمحان لنا بالوقوف على مدى جاهزيتنا للبطولة الإفريقية، لا سيما وأن المنافس يعد من خيرة المنتخبات في العالم، لقد رأينا أن التربص بقطر جد مفيد، كون الأجواء المناخية مشابهة لتلك التي سنجدها في مصر، على عكس ما هو الحال إذا ما برمجنا المعسكر الإعدادي في أوروبا.
هل سنرى أسماء جديدة ضمن قائمتك المعنية بدورة مصر؟
لديك فكرة شاملة عن الأسماء المعنية ببطولة إفريقيا، في ظل معرفتي لكل اللاعبين، سواء الناشطين في الجزائر أو في مختلف الدوريات الخارجية، وأنا الذي دربت بعضهم، وإن كنا نفكر في استدعاء لاعبين على الأقل، بداية بمايك براسلور، الجناح الأيمن لسانت رافاييل الناشط في دوري المحترفين الفرنسي، حيث كان لي حديث هاتفي معه، وقد أبدى رغبة كبيرة في تمثيل الألوان الوطنية، غير أنه بحاجة إلى استخراج جواز سفر جزائري، وهنا أوجه نداء للمسؤولين بتسريع الإجراءات، من أجل السماح له بالانضمام إلينا قريبا، كما أتواجد في مباحثات مع لاعب آخر محترف في أوروبا لا يقل قيمة عن براسلور.
لو نطلب رأيك في المجموعة الحالية، ماذا تقول عنها ؟
حقيقة نمتلك تشكيلة جيدة، ولدينا أسماء متميزة ناشطة في فرق محترمة، في صورة كل من نجم نادي فينكس تولوز أيوب عبدي المتوج بجائزة أفضل لاعب في دوري المحترفين الفرنسي لشهر نوفمبر، وكذا الحارس خليفة غضبان الفائز بدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى لاعبين آخرين متألقين، غير أن هذا غير كاف من وجهة نظري لتشكيل منتخب قوي بإمكانه مزاحمة الكبار، فمن يريد المنافسة على الألقاب والتتويجات عليه امتلاك 40 لاعبا على الأقل، في شاكلة منتخب مصر، إذ يتيح لك ذلك الكثير من الخيارات، كما يجعل البديل قادرا على تعويض الأساسي، وهو ما نفتقده في منتخبنا الذي يضم عددا قليلا من العناصر المتميزة.
في ختام هذا الحوار، ماهي الرسالة التي توجهها لمحبي كرة اليد ؟
ثقوا في مؤهلاتنا، وساندونا بقوة، خلال بطولة إفريقيا المقبلة، لعل وعسى ننجح في قيادة المنتخب للنتائج المرجوة، والمتمثلة بالدرجة الأولى في التأهل لبطولة العالم، فالعيش على أمجاد الماضي لم يعد يجدي نفعا، وحان الوقت لإعادة قطار كرة اليد الجزائرية إلى السكة الصحيحة، أنا متفائل للغاية، وبوضع اليد في اليد سنصل إلى المبتغى بحول الله، تنتظرنا مأمورية صعبة للغاية خلال دورة مصر، ولكن ثقتنا في إمكانياتنا كبيرة جدا، حيث سنخوض المنافسة القارية لقاء بلقاء.
حاوره: سمير. ك