uالكوميديا مطالبة بنقل رسائل بيئية وسياحية
قالت السيناريست لمياء كحلي، كاتبة السلسلة الكوميدية «ماينا» التي بثت خلال رمضان، بأن العمل تطرق لحادثة سمع بها سكان الجنوب الجزائري فقط، وإنهم من خلال تجسيدها في السلسلة أرادوا طرح قضية مهمة وهي الصيد العشوائي للحيوانات البرية، أما عن اختيار الصحراء للتصوير فأوضحت، بأن الجزائر بلد جميل ومن مهام الدراما أن تقدمه للعالم سياحيا.
حاورتها: إيناس كبير
وأضافت السيناريست في حوارها مع النصر، بأن المواهب الشابة بحاجة إلى التكوين في المعاهد والاهتمام بالتخصص، كما كشفت أنها تعمل على تجربة درامية قادمة.
النصر: ركزت سلسة «ماينا» على محورين الأول بيئي و الثاني سياحي حدثينا عن الفكرة وكيف تبادرت إلى ذهنك؟
لمياء كحلي: كُتبت السلسة وصورت سنة 2021 ، لكن لم تجد طريقا إلى القنوات التلفزيونية إلى غاية هذه السنة، أما عن الفكرة أتذكر أنني كنت والمخرج نتابع قصة فهد وجد في صحراء الجزائر وكانوا يبحثون عنه، وشكل الموضوع حدثا لدى سكان الجنوب لكن صداه لم يمتد لباقي المناطق، فارتأينا التطرق إلى هذه القضية خصوصا وأن القصة كانت أصلية.
حذرنا من سرقة الحيوانات البرية وإعدامها
ـ ماذا عن تجربة الخروج بالعمل إلى صحراء الجزائر؟ وما الهدف من ذلك؟
ـ أحب دائما الخروج عن المألوف، مثلما لاحظتم في سلسلة «باب الدشرة» أين بزرت قصور ولاية برج بوعريريج، لذلك صورنا «ماينا» في تيميمون، وسننتج مشاريع أخرى في مناطق أوسع من الوطن.
بلادنا جميلة فلما لا نعرف بها من خلال الأعمال التلفزيونية التي تجذب الناس إليها، أعلمكم أننا حققنا هدفنا في «باب الدشرة»، فبعد عرضه تواصل معنا البعض لأجل زيارة المكان.
ـ ماهي المواضيع الأخرى التي طرحها سيناريو العمل؟
ـ الفكرة الرئيسية كانت سرقة الحيوانات البرية وإعدامها، خصوصا المعرضة لخطر الانقراض أو التي يمنع صيدها بطريقة غير قانونية، أردنا تمرير رسالة هزلية حتى لا تتحول السلسة إلى وثائقي، كما ضمناها الكثير من المواضيع كقصة الحب.
الكوميديا السوداء لغة بليغة لتحقيق التأثير
ـ لماذا الكوميديا السوداء؟ وكيف تؤثر على تغيير السلوكيات الخاطئة؟
ـ تشارك الثقافة أيضا في عملية التغيير المجتمعي، خصوصا في شهر رمضان حيث تكون كل العائلات مجتمعة، وتهتم شرائح مختلفة من المجتمع بما يُعرض على التلفزة سواء في القنوات العمومية أو الخاصة لهذا تعد الكوميديا السوداء دراما مهمة جدا في هذه الفترة لأنها تؤثر بشكل كبير على الأفراد.
كل الأعمال مهما كان نوعها يجب أن تنقل رسالة، صحيح أننا كمشاهدين نحب التسلية والفكاهة، و بالخصوص الشعب الجزائري المعروف بإطلاعه على ثقافات أخرى وتتبعه لعدة قنوات أجنبية، لكن أيضا من المهم أن يكون العمل هادف وذو تأثير.
- هل كنتم متخوفين من احتمالية ألا يتفاعل الجمهور مع موضوع السلسلة الجدي نوعا ما؟ و على ماذا ركزتم لإضفاء عنصر الفكاهة ؟
ـ بالفعل كنا مدركين لطريقة تناول الموضوع، سواء في الكتابة أو اختيار الممثلين، ركزنا على ممثلين عُرفوا بأدائهم الجيد ويملكون مهارات كوميدية، من أمثال محمد بوشايب أو صبرينة قوريشي و حبيب عيشوش وقد كانت خلطة بين الكتابة و»الكاستينغ» وهذا ما ساعد السلسلة على النجاح رغم جدية المواضيع.
ـ لاحظنا أيضا مشاركة ممثلين من الجنوب، كيف تساعد الأعمال الرمضانية في إبراز الثقافات المحلية؟ وكيف يخدم ذلك الموروث الثقافي الجزائري؟
ـ توجد طاقات كبيرة في الجنوب، وهذا ما أثبته الممثلون الذين ظهروا في سلسلة «ماينا» التي كانت بالمناسبة فرصة كشفت الستار عن مواهب مهمة أعتقد أن المسافة حرمتها من البروز، يوجد حولنا العديد من المبدعين الذين ينتظرون الفرصة وأعمال رمضان بالنسبة لي بوابة مناسبة جدا للدخول إلى الشاشة و بلوغ قلوب المشاهدين، وهو ما لاحظناه خلال شهر رمضان، حيث شاهدنا كوكبة من الممثلين البارعين خريجي المسرح. ولو أخذنا على سبيل المثال سلسلة «البطحة»، فسنلمس التنوع في الوجوه ومستوى الأداء الراقي الذي قدمته وجوه مسرحية من جيلين مختلفين اكتشفها المخرج وليد بوشباح.
وعن الترويج للموروث الثقافي، أرى أن كل عمل يجب أن يبرز جمال بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا، هناك دول مثل تركيا أو مصر استطاعت جذب السياح إليها من خلال التركيز على الدراما والسينما، وهذا ما يجب أن نهتم به أيضا في الجزائر، مهم أن نروج لبلادنا وموروثا من خلال الإعلام ونعرف الناس بصحرائنا ولهجتنا.
ـ بعد تجربة «باب الدشرة»، كيف وجدتم كفريق عمل تجربة «ماينا»؟ وهل كنتم تتوقعون الحصول على جائزة «داكار»؟
ـ الحمد لله أنا راضية عن العمل، ثقتي في المخرج كبيرة وقد كنت أعلم أن السيناريو في أياد أمينة، أما عن اختيار الممثلين فقد تعاملت مع أغلبهم سابقا في «باب الدشرة».
أما الجائزة فقد كنت متوقعة، لأنه لا يُعقل تجاوز مناظر الصحراء الخلابة، وأستغل الفرصة هنا لشكر التقنيين الذين عملوا معنا وكانوا يتمتعون بكفاءة عالية.
ـ ما هي الأعمال التي شدّت انتباهك هذا الموسم؟
- البطحة ولقطات من أعمال أخرى، أحببت أيضا الدراما السورية، وقطفت من كل بستان زهرة، وهو ما يتيحه لي التحضير للقادم، لأنني أدخل في تربص وكأنني في ورشة كتابة حتى أتعلم من كل عمل.
- انتقادات عديدة طالت مسلسلات درامية خلال هذا الموسم، ما تعليقك على الأمر، وما الذي ترين بأنه يستحق الاهتمام في الانتاجات التلفزيونية؟
ـ لا يوجد عمل بدون انتقادات، عندما ننجز عملا نتوقع له الانتقاد والإشادة على حد سواء، لذلك يجب أن نهيئ أنفسنا لكلا الاحتمالين، لا يمكن أن ينال عمل إعجاب الجميع فالأذواق تختلف.
يجب التركيز على الكتابة الدرامية كتخصص وإدراجها في تكوين الفنانين، وفتح المزيد من معاهد التكوين، ففي الجزائر نملك معهدا واحدا وهو المتواجد ببرج الكيفان.
يتوجب على الفنانين إدراك حقيقة أن الموهبة وحدها لا تكفي، والاهتمام بالممارسة و التكوين معا، عن نفسي درست التمثيل لثلاث سنوات واستفدت كثيرا من ذلك في الكتابة و الحبكة واختيار الشخصيات.
ـ ماذا تحمل أجندتك القادمة؟
- ننوي مواصلة العمل و إنجاز أعمال أخرى، كما أضرب للجمهور موعدا في عمل درامي أنا بصدد كتابته.