قال الفنان ربيع وجاوت، الشهير بلقب «عمي برنو» في السلسلة الكوميدية «البطحة»، إن «برنو» تميّز بطابعه الشعبي وتركيبة الشخصية التي تم التركيز على كل تفاصيلها، وهو تحديدا ما صنع نجاحها، إلى جانب العفوية و الابتعاد عن التكلف، أما اللهجة فقد حققت الفارق لأنها قادمة
من عمق الجزائر و تعبّر عن لسان أهلها بعيدا عما هو شائع في التلفزيونات عادة.
حاورته/ إيناس كبير
وعن أداء وجاوت المتميز للدور يقول، بأنه تعامل مع الشخصية بكل صدق، وتقمصها منذ أول يوم، إلى درجة أنه آمن بأن اسمه «برنو»، كما اعتبر الممثل تشبيهه بالممثل عثمان عريوات شرفا كبيرا له، و طرح الممثل فكرة تعدد اللهجات الجزائرية في الأعمال التلفزيونية، وأهمية ذلك في التعريف بها، خصوصا بعد التفاعل الذي عرفته اللهجة الشلفية في سلسلة البطحة، وقال إن الجزائر تتميز بتنوع كبير في لسان أهلها وهو أمر يستحب الاستثمار فيه، بدل تضييق الممثل على نفسه واعتماده للهجة واحدة أو لهجتين.
- النصر: لو أردنا أن نتحدث عن شخصية «عمي برنو» من الناحية السوسيولوجية، ما هي أهم ميزة في تركيبتها؟ وما الرابط بينها وبين الواقع الجزائري؟
ـ ربيع وجاوت: تميزت شخصية «عمي برنو» لأنها كانت محورية ولها طابع شعبي خاص، كما أننا اتفقنا كفريق عمل على تركيبة جديدة لها في الجزء الثاني من البطحة، بحيث ركزنا جدا على التفاصيل، فعلى سبيل المثال عندما يكون برنو داخل المحل يكون تعامله مع الناس والجيران مختلفا، كما أبرزنا مشاعره عندما ظهرت زوجته وابنته فجأة في حياته مرة أخرى.
وفي الحقيقة برنو، موجود في كل حي شعبي، خصوصا داخل المناطق البسيطة، فدائما نجد شخصا يملك محلا يقصده كل سكان المنطقة وكأنه يمثل مضخة اقتصادية بالنسبة لهم.
- في أول لقاء بينكما، كيف تعاملت مع الشخصية؟
ـ عندما اطلعت على الدور آمنت منذ أول مرة بأن اسمي أصبح «برنو»، وأديت الدور بكل صدق، وبخصوص الارتجال في الأداء لم أخرج كثيرا عن النص، غيرت فقط في لغته الأصلية عندما حولتها إلى اللهجة «القبلية» ووظفت فيها كلمات خاصة بالمنطقة.
- ما الذي تبادر إلى ذهنك عندما قرأت السيناريو أول مرة؟
ـ لأصدقكم القول ضحكت كثيرا عندما قرأت سيناريو شخصية «عمي برنو»، فقد كُتب بشكل جيد وساعدني ذلك على تقمص الدور وتركيب الشخصية.
- ارتبط «عمي برنو» تقريبا بكل شخصيات البطحة، كيف تفسر ذلك؟
ـ رسالة العمل كانت اجتماعية موحدة، قناتها الرئيسية «عمي برنو» الذي كان له اتصال بكل الشخصيات ويساهم معها في صناعة التأثير، الأمر الذي ساعده في ذلك، أنه كان العلبة السوداء للبطحة يعرف كل قصص الحي، وظروف سكانه و من تزوج، من انفصل، مشاكل الجيران وأسرارهم وهذا ما جعله يرتبط بكل الأحداث.
- جمعتك مشاهد ناجحة مع نبيل عسلي، تركت أثرا في الشارع الجزائري كيف حضرتهم لها، حدثنا عن شعورك بعد كل ذلك الصدى؟
ـ لست متعودا على مشاهدة أعمالي على الشاشة، لكن أحيانا أشاهد بعض اللقطات، وفرحت كثيرا بسلسلة البطحة خصوصا من الناحية التقنية والإخراجية، لأن المخرج وليد بوشباح قدم عملا رائعا بكل المعايير.
بالنسبة للمشاهد التي جمعتني مع نبيل عسلي، أعتقد أننا نجحنا فيها، لأننا لا نميل إلى التكلف و المبالغة و نكتفي فقط بالجانب الكوميدي، مع الاعتماد على التراجيديا لإبراز عمق هذه الشخصيات الهزلية والجانب المظلم البعيد عن الضحك، مثلا لو أخذنا شخصية «عمي برنو» فالمواقف الدرامية هي القادرة على إبراز انفعالاته، مشاكله الشخصية وحياته الأليمة التي قضاها وحيدا.
- البعض رأى في الواقعية التي ظهرت بها أمام الكاميرا صورة الممثل عثمان عريوات، ما تعليقك على هذا التشبيه؟
ـ اعتبره شرفا كبيرا لي أن يشبهني الجمهور بعملاق مثل عثمان عريوات فذلك الرجل من جيل أعتبره قدوة لنا كممثلين.
- بماذا تميزت الأجواء بين فريق العمل خلال تصوير البطحة؟
ـكانت أجواء رائعة جدا، كنا بمثابة عائلة كبيرة من تقنيين إلى ممثلين ومنتجين، وربما هذه العلاقة الطيبة هي التي جعلت السلسلة تحقق صدى لدى الجمهور.
أرى من وجهة نظري، أن هذا الجو العائلي هو المطلوب أثناء التحضير لأي عمل، فإذا كان فريق مرتاحا سيبدع ولا يبخل بالجهد.
- كيف وظفتم الواقعية في سلسلة البطحة، وهل ترى بأنها سر النجاح؟
ـ كل شخصيات السلسلة واقعية، ولا يقتصر ذلك على التمثيل فقط، بل أيضا في كتابة السيناريو ومن ناحية الإخراج كذلك، فقد أولينا اهتماما أيضا بالشكل الخارجي للشخصيات وطريقة تفكيرها وسلوكياتها.
- جمعت سلسلة البطحة بين أجيال في فريق التمثيل، كيف ترى هذا المزيج؟
ـ ركز المخرج كثيرا مع «الكاستينغ»، واعتمد على الدقة في اختيار الكوميديين، فقد وضع كل ممثل في مكانه المناسب حسب ما يحتاجه العمل وهذا أيضا من بين العوامل التي جعلت «البطحة» سلسلة مميزة.
- هل سيكون هناك جزء ثالث من السلسلة؟
ـ الأمر الذي يجب أن يعرفه الجمهور هو أن عودة البطحة كانت من أجل شخصية «برنو» التي اعتبرت محورية، ولهذا كُتب الجزء الثاني لاسترجاعها، و الحمد لله أدخل العمل الفرحة على قلوب المتابعين وأظن أن موسمين كافيان جدا.
- تميزت أيضا بلهجتك التي تحدثت بها، حدثنا عن أهمية الترويج للثقافات المحلية في أعمال قريبة من الجمهور؟
ـ بالنسبة للهجة هي ليست شلفية خالصة، هي قبلية كانت مزيجا من لهجات ولايات شلف و غليزان و تيارت و المدية، والأكيد أنه يجب الترويج للهجات الجزائرية في الأعمال التلفزيونية خصوصا وأن بلدنا قارة ومن المهم أن نستثمر في لهجاته ونبرز تعددها، توصلت أيضا إلى أن سكان المنطقة يفرحون كثيرا عندما يسمعون لهجتهم في الشاشة.
من الضروري كذلك، أن يمنح الممثل فسحة لنفسه ولا يعتمد على لهجة أو لهجتين فقط، وأتمنى أن تعتمد كل الأعمال التلفزيونية مستقبلا على لهجات محلية.
- ما هو جديد ربيع وجاوت، وماذا تحمل أجندة مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حاليا على إنتاجات مع المسرح الوطني، كمسرحية «البونكي» بعدها سنرى ما ستحمله لنا الأيام، أما بالنسبة للأعمال التلفزيونية فإن معالمها لم تظهر لحد الساعة.