أكدت ابنة قسنطينة الفنانة هاجر سراوي، أن النجاح الذي حققته في مسلسل "دموع لولية" كان مختلفا ومميزا جدا، خصوصا بالنسبة لفنانة قضت سنوات على خشبة المسرح، وقالت إنه لفت الأنظار إلى موهبتها في مجال التمثيل وبين قدرتها على الأداء العالي مهما كان الدور بدليل تقمصها لشخصية وردة المتناقضة والساذجة.
لينة دلول
ووصفت الفنانة، تجربتها التمثيلية في مسلسل دموع لولية، بالمغامرة الجديدة التي حملت في طياتها الكثير من الفرص، حيث كان دور وردة تحديا فنيا حقيقيا و رحلة عاطفية وروحية، تطلبت منها الغوص في أعماق النفس لفهم طبيعة الأم و ألم المرأة التي تعاني من عنف زوجها اللفظي والجسدي، وتتجرع قسوة الظروف الاجتماعية القاهرة و مرارة حرمانها من أبنائها بعد دخولها إلى السجن.
وأوضحت سراوي، بأن أداء دور "الأم وردة" كان بالنسبة لها تجربة جديدة وممتعة كذلك، وإضافة إلى مسيرتها الفنية، حيث تمكنت من دراسة الشخصية وحاولت أن تنقل تجربتها المسرحية إلى الشاشة.
وأكدت المتحدثة، أن التمثيل في المسلسل محفزة ومثمرة بالنسبة لها، وقد تركت التجربة في قلبها ذكريات لا تنسى وهي إضافة قيمة ستحفزها للمضي قدما في عالم الدراما رغم كل التحديات التي واجهتها و قد تواجهها. مضيفة بالقول بأنها تعلمت الكثير من التجارب والخبرات خلال تصوير العمل، ليس فقط من ناحية التمثيل والتفاعل مع فريق العمل بل حتى من خلال اكتشاف قدراتها الفنية، حيث تعلمت كيف تقدم الدور المركب.
وأكدت المتحدثة، بأن المغامرة الدرامية سابقة بالنسبة لها، خصوصا وأنه لم يسبق لها العمل مع غالبية أفراد فريق العمل على غرار حسان كشاش، ونوميديا لزول و بوعلام راجلي، مع ذلك فقد تمكنت من التأقلم معهم منذ أول يوم تصوير، كما تلقت منهم الدعم والمساندة طيلة فترة العمل.
دوري سلط الضوء على فئة من النساء المعنفات
وأكدت الفنانة، أن الدور الذي تقمصته مهم جدا، لأنه سلط الضوء على فئة من النساء المعنفات، يتخبط في مجتمع لا يكاد يصغي إلى معاناتهن بسبب أحكامه و عاداته، حيث تعكس وردة، صورة واحدة لنساء يواجهن تحديات قاسية في الحياة الزوجية ويحاولن التحرر من دوامة العنف النفسي والجسدي و بناء حياة حياة، كما تشير القصة إلى العواقب النفسية والاجتماعية والاقتصادية للعنف، و تبرز أهمية الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء النسوة.
وأوضحت، أن مشهد دخولها إلى السجن وتبني أطفالها من طرف عائلة ثانية، لقي تفاعلا وإعجابا كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشيد حسبنها بقوة الأداء الذي لامس الأحاسيس، فكان ذلك إشارة واضحة حسبها، لنجاح المشهد في نقل رسالته وتأثيره على الجمهور بشكل فعال.
وتابعت بالقول : " إن المشهد كان صعبا، ولكن تقمصت الشخصية بكل تفاصيلها ونسيت أنني أمثل، حتى طاقم التصوير تأثر ببكائي لحظة أخذ أطفالي عني." مضيفة أن الطفلين ساعداها كثيرا على تجسيد الدور بواقعية لأن أحاسيسهما ودموعهما كانت حقيقية تقريبا ونابعة من القلب.
وأكدت الفنانة، بأنها كررت المشهد 3 مرات فقط، رغم قوته و كونه يحتاج إلى الكثير من التركيز والانفعال في ذات الوقت، مضيفة " بالرغم من شخصية وردة المتناقضة في المسلسل، إلا أنها نجحت في النهاية في تحريك المشاعر الإنسانية واستمالة الجمهور، الذي تأثر بها وتفاعل وتعاطف معها و ساندها كذلك".
وقالت، بأن الحظ والقدر قاداها لتقمص دور وردة، واقتناص الفرصة لإثبات نفسها في مجال التمثيل، حيث كان المسلسل نافذة أطلت من خلالها على الجمهور الواسع جمهور الشاشة، مؤكدة أنها كانت قد رفضت عرضا لأداء دور آخر كان أقل أهمية.
علينا التحرر
من شرنقة المحلية
وذكرت الفنانة، أن العيش في العاصمة يتيح فرصا أكبر للعمل والظهور، ولذلك وجب على الفنانين الشباب السعي خارج الإطار المحلي و محاولة البحث عن سبل للمشاركة في أعمال كبيرة، قد تكون بمثابة خطة مهمة في طريق النجاح، مشيرة إلى أن التركيز على نفس الوجوه سنويا قلص من فرص المواهب الموجودة على مستوى الوطن.
وترى سراوي، بأنه يتعين على المخرجين العمل على توسيع دائرة الكاستينغ، ليشمل أسماء ووجوها جديدة، أن يمنحوا الفرصة للشباب المبدع في الولايات البعيدة عن العاصمة، وذلك من خلال برمجة تجارب أداء قبل الانطلاق في تصوير الأعمال، حتى يتسنى لهؤلاء الممثلين أو الموهوبين من خارج العاصمة المشاركة وإبراز قدراتهم وبراعتهم.
وقالت، إنه رغم تجربتها المسرحية الطويلة، ومشاركتها في أعمال تلفزيونية سابقة، إلا أن النجاح الذي حققته في مسلسل "دموع لولية" كان مختلفا ومميزا، لأنه لفت الأنظار إلى موهبتها القوية في تجسيد جميع الأدوار التي تقترح عليها.
وأشارت المتحدثة، إلى أنها تبذل الكثير من الجهود والتضحيات للتوفيق بين عملها كأستاذة لغة إنجليزية في الجامعة، و المشاركة في الأعمال الفنية، لأنها لا تستطيع التخلي عن أي منهما، وقالت بأن الفنان يجب أن يكون مثقفا ومتعلما، لأن ذلك سيطور من مهاراته الاتصالية و الفكرية والنقدية والإبداعية و التنظيمية، وكلها خصائص تعود بالفائدة على أدائه الفني.
وقد توجهت الفنانة بالشكر لجميع المشاهدين الذين أحبوا "وردة" وتأثروا بقصتها، متابعة بالقول: " كل ما قدمته في موقع التصوير هو من أجلكم وحبكم جعلني أحس بالرضا لأنني كنت عند حسن ظنكم وأتمنى أن أكون دائما كذلك في جميعي أعمالي الفنية القادمة".