تتوالى المواسم و تتشابه في شباب باتنة الذي مازال يدور في دائرة مفرغة، وهو بصدد البحث عن نفسه، ليقدم بذلك صورة الفريق الذي أنهتكه الصراعات الداخلية في ناد عريق تأسس سنة 1932، بعد أن كان في وقت سابق مدرسة للوطنية، والحضن الذي تخرجت منه الكثير من الأسماء وحمل ألوانه عديد الدوليين.
تراكمات المواسم الماضية، والخلافات بين أبناء الأسرة الواحدة، جعلت الفريق في كل موسم يقع في نفس الأخطاء، ويعجز عن رد الاعتبار لنفسه والعودة إلى مصاف الكبار، وهو ما لمسناه من خلال الحوار الذي أجرته النصر مع رئيس فرع كرة القدم، فريد نزار الذي تنتهي مهمته بعد انعقاد الجمعية العامة.
وقد استعرض بلغة يطبعها الكثير من التأسف والمرارة، معاناة الشباب الدائمة، والعوامل التي أثرت بشكل مباشر على مساره، وأدت إلى تبخر حلم الصعود الموسم الماضي، مكتفيا بالمركز الرابع في بطولة الرابطة الثانية برصيد 43 نقطة.
كيف تفسر وضعية الكاب، وما هي أسباب فشله الموسم الماضي في استعادة مكانته؟
أعتقد بأن عجز الكاب عن استرجاع هيبته ومكانته، يعود بالدرجة الأولى إلى الصراعات الداخلية بين أبناء الأسرة الواحدة، بالإضافة إلى افتقار النادي لمقومات النجاح، وقلة الموارد المالية، بل انعدامها الموسم الماضي الذي كان فيه الشباب يطمح للصعود، لكن عدم توفر الشروط الموضوعية أبعده عن السباق، هل يعقل أن يكون نادي بحجم الكاب وتاريخه، مؤسس منذ 90 سنة، لا يملك مقرا حيث أن كل اجتماعاته تعقد في مقاهي المدينة والوثائق في محفظة الرئيس، يضاف إلى ذلك حجم الديون الذي أثقل كاهل النادي، واهتراء ملعب الشهيد سفوحي، وعدم منح توقيت كافي للتدرب في ملعب أول نوفمبر الذي يحتضن اللقاءات الرسمية للفريق، وهو دوما في رحلة البحث عن من يتبناه، بغض النظر عن سوء أرضيته، وغياب ثقافة السبونسور لدي رجال أعمال باتنة.
معنى هذا أنك لم تحقق ما كنت تصبو إليه، بعد عودتك للكاب؟
فعلا فشلت في مهمتي، لكن لا يمكن لي تحمل المسؤولية بمفردي، لأن هناك عوامل لم تساعدنا على تحقيق الأهداف التي سطرناها في بداية الموسم، والمتمثلة في لعب الأدوار الأولى والصعود إلى الرابطة المحترفة، لعل أبرزها الغياب الكلي للمرافقة المالية، وامتلاك أكبر منافس في المجموعة أولمبي أقبو لإمكانيات مضاعفة، ما سمح له بأخذ الأسبقية وتعميق الفارق عن بقية المطاردين، مع مرور الجولات، ولو أنه خسر بثلاثية في سفوحي.
كما أن المحيط العام لا يساعد كثيرا في إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة، حيث في كل مرة الفرع يجد نفسه يواجه الصعوبات، والمشاكل في غياب الدعم المالي والحلول المناسبة.
ألم تندم على هذه التجربة الجديدة؟
لا أبدا، لأن هذه التجربة الجديدة مكنتني من اكتشاف أمور أخرى، كنت أجهلها في محيط كرة القدم، وكذا طينة وطبيعة بعض المسريين، والوجه الآخر لأشخاص آخرين، كنت أملك نظرة مغايرة عنهم، لذلك، اعتبرها تجربة مفيدة أكثر على الصعيد الشخصي، ساعدتني على توسيع دائرة معارفي حول خبايا كرة القدم ببلادنا.
معاناة الكاب طالت ولو يتضامن أبناؤه لن يوقفه أحد
ألا ترى بأن معاناة الكاب طالت؟
أعرف ذلك جيدا، والكاب فريق الشهداء لا يستحق ذلك، شخصيا عملت كل ما في وسعي، من أجل أن يستعيد الفريق مكانته الطبيعية التي فقدها سنة 2017 بسقوطه من حظيرة الكبار، لكن ما باليد حيلة، أعمل وأتعب على حساب حالتي الصحية والتزاماتي المهنية والعائلية، غير أنه في كل مرة نجد عراقيل في طريقنا.
هل تعتقد بأن شباب باتنة يستحق مكانة أحسن؟
لو كان كل «الشواية» يفكرون بهذه الطريقة، لما كان الفريق في هذه الوضعية، لو يتم التخلي على الحساسيات و الحسابات الضيقة، أعتقد بأن مكانة الكاب في الرابطة المحترفة، وبكل تأكيد نراهن على القيادة القادمة التي ستنبثق عن الجمعية العامة الانتخابية وتحمل المشعل، وفق مقتضيات العهدة الأولمبية الجديدة، لطي صفحة الماضي والتطلع لغد أفضل.
ما هو المطلوب في رأيك، للخروج من هذه الوضعية؟
في نظري، الحلول للنهوض بالفريق، تكمن في تخصيص إعانة مالية معتبرة تكون في مستوى الطموحات، وتلبي هدف الصعود مع ترميم ملعب سفوحي، بالإضافة إلى منح مقر لائق للنادي يتوفر على كل المستلزمات من مكاتب وغرف إيواء اللاعبين ومطعم، حتى يتم التحضير للمباريات في ظروف جيدة، مع تسديد الديون وبناء مركز التكوين الواقع في بلدية المعذر، لتمكين الكاب من الاعتماد على منتوجه.
كيف ترى مستقبل الكاب؟
شباب باتنة بحاجة إلى أبنائه حتى ينهض، ومستقبله مرهون بتوحيد الصفوف ووضع الخلافات الشخصية جانبا، إن توفرت هذه العوامل، يمكن للكتيبة الزرقاء أن تحقق النتائج الفنية المرجوة ومعها القفزة النوعية، وأنا على يقين من أن هناك من لا يحبون الفريق، لو كنا متضامنين، صدقني لا يمكن لأحد أن يوقفنا.
حاوره: محمد مداني