نجح اتحاد الحجار في الظفر بإحدى تأشيرات الصعود إلى وطني الهواة ضمن «الكوطة»، التي اعتمدتها الفاف بناء على الروتوشات التي تم إدخالها بعد التعديل الطفيف على نمط المنافسة، جراء التوقف الاضطراري للموسم الكروي المنقضي، فكان أبناء «القحموصية» أكبر المستفيدين «رياضيا» من جائحة كورونا، لأن الفيروس كان السبب الذي أدى إلى رفع حصة تذاكر الصعود من قسم ما بين الرابطات بتأشيرة إضافية، والتي شاءت الصدف أن تكون من نصيبهم.
روبورتاج : صالح فرطاس
عودة الإتحاد إلى القسم الثالث، تحققت بعد معاناة في الأقسام السفلى دامت 18 سنة، لأن الفريق كان قد سقط إلى الجهوي في صائفة 2002، وصعوده إلى قسم ما بين الرابطات كان في ماي 2010، والعشرية التي قضاها في هذه الحظيرة، ميزتها المراهنة كل موسم على لعب ورقة الصعود، لكن الحلم يتبخر في النصف الثاني من المشوار، ليكون النظام الجديد للمنافسة كافيا لتجسيد الهدف الذي طال انتظاره، ولو أن ذلك كان بعد ولادة قيصرية، انطلقت من آخر مباراة رسمية خاضتها التشكيلة، لأن الهدف الوحيد الذي سجله جبالي في مرمى مولودية بريكة كان «فاصلا» ورجح كفة أبناء «القحموصية» بفضل فارق الأهداف في حساباتهم مع البريكيين، من أجل انتزاع المركز التاسع في ترتيب المجموعة الشرقية، قبل أن يدخل الإتحاد متاهة أخرى من الحسابات، مع أصحاب الصف التاسع في باقي أفواج منطقة الشمال، ويظفر بآخر تذكرة الصعود على حساب الملعب السطايفي.
هذا الإنجاز، وإن تحقق بالاستفادة من الهدية التي قدمتها الفاف، فإنه مكّن واحدة من خيرة المدارس الكروية على الصعيد الوطني من الخروج مجددا من دائرة الظل، لأن اتحاد الحجار كان بمثابة الخزان الرئيسي لاتحاد عنابة، بإنجابه ترسانة من اللاعبين الذين برزوا في الساحة الوطنية، خاصة جيل عباسي، دلالو، لكناوي، ويشاوي وبسباس، وبعدهم بن سعيد والقائمة تبقى مفتوحة، لأن التكوين يبقى متواصلا، رغم أن إشكالية الملعب تبقى مطروحة، بسبب تدهور وضعية أرضية ملعب الشهيد دريدي مختار، في الوقت الذي يبقى فيه مستقبل الفريق على كف عفريت، سيما بعد تلويح الرئيس عبودي بالاستقالة، وطفو مشكل التمويل على السطح.
التعداد الكامل للفريق لموسم 2019/ 2020
حراس المرمى
رابح كحول – عبد الرحمان يحي – عبد الرحمان بن فرحات
الدفاع
عيسى درارجة – عبد السلام بعلي – زبير حراث – سفيان بولحليب – محمود عبود– أيوب عزوز ـ ياسين عرابي.
وسط الميدان
محمد مصدق – زين الدين نخلة – يزيد زهير – تقي الدين دلالو ـ حمزة زريدة ـ محمد علي علاوي ـ بدرالدين بودربالة.
الهجوم
حسام الدين بن فيالة – شمس الدين مرشلة ـ عثمان غالمي – حسام بلحواس – سليم جبالي – عبد الرحمان ميزي ـ محسن بلحاج.
رئيس النادي: ناصر عبودي
رئيس الفرع: قدور عبودي
المدرب الرئيسي: عبد الغاني جابري.
المدرب المساعد: رمضان دلالو.
مدرب الحراس: لخضر جني.
المحضر البدني: سمير عبودي.
الكاتب العام: كمال حملات.
طبيب الفريق: علاء الدين صحراوي
رئيس النادي ناصر عبودي: الاتحـــــاد ليــس ملكـــــي وقــــررت الاستقالـــــة بعـد الصعــــود
• تقلص إعانات البلدية سبب تمسكي بالانسحاب
• هل كنت تتوقع نجاح الفريق في انتزاع إحدى تأشيرات الصعود إلى وطني الهواة؟
الصعود كان الهدف الذي سطرته، عند موافقتي على رئاسة النادي في صائفة 2016، والجميع يعلم أنني حاولت توفير كافة الظروف، التي من شأنها أن تساعد على تجسيد الحلم، الذي انتظره الأنصار لسنوات طويلة، لكن بعض الأساليب «اللارياضية» كانت قد قطعت أمامنا الطريق في المواسم السابقة، لأننا كنا نراهن دوما على لعب ورقة الصعود، ولو أنني خلال الصائفة الماضية، كنت قد قررت الاستقالة لأسباب شخصية، الأمر الذي وضع مستقبل الفريق على كف عفريت، فوجدت نفسي مجبرا على العدول عن القرار المتخذ، وكان وضع القطار على السكة في الأسبوع الأخير الذي سبق انطلاق الموسم، ومع ذلك فإن المراهنة على الصعود كانت الخيار الحتمي، بالنظر إلى نمط المنافسة في قسم ما بين الرابطات، لأن مصير كل فريق، يكون إما الصعود إلى الهواة أو السقوط إلى الجهوي، وتاريخ النادي كان يحتم علينا رفع عارضة الطموحات، مع تحدي المشاكل العويصة التي كنا نتخبط فيها.
• إلا أن نتائج الفريق كانت متذبذبة، والتواجد ضمن كوكبة الصاعدين، كان بصدور قرار استثنائي من الفاف؟
المنافسة في المجموعة الشرقية لقسم ما بين الرابطات صعبة للغاية، خاصة وأن أغلب اللقاءات، يطغى عليها طابع «الديربي»، فضلا عن وجود الكثير من الأندية، التي كانت تراهن على حجز مقعد في وطني الهواة، وفريقنا تأثر في الجولات الأولى بعامل نقص التحضير، كما أن التعداد لم يضبط وفق معايير مدروسة، لذا فقد كنا مرغمين على تسيير الأمور بعقلانية، للبقاء على صلة بحسابات الصعود، وقد أنهينا مرحلة الذهاب في الصف السادس برصيد 22 نقطة، مع تلقي هزيمة في الحجار أمام تازوقاغت، مقابل العودة بفوز من الطارف، كما أن الإقصاء من منافسة كأس الجزائر في الدور الجهوي الأخير، على يد فريق برج صباط من الجهوي الأول، كاد أن يفجر أزمة داخل الفريق، غير أننا احتوينا الوضع بسرعة البرق، ليكون التراجع أكثر في مرحلة الإياب، خاصة بعد تضييعنا 4 نقاط داخل الديار، بينما كانت العودة بنقاط من التنقلات أمرا شبه مستحيل، بدليل أننا حصدنا تعادلا وحيدا في بومهرة، وهي النتائج التي كادت أن تقضي على حظوظنا في الصعود، بعد جمع 15 نقطة في 10 جولات، والرزنامة المتبقية كانت تتضمن لقاءين فقط بالحجار، و3 مباريات خارج الديار، والمهمة كانت حسابيا صعبة للغاية، لكن التوقف الاضطراري للمنافسة بسبب جائحة كورونا، جعلتنا نستفيد من الإجراءات المتخذة، بعد الارتقاء إلى المركز التاسع في ترتيب المجموعة.
• نفهم من هذا الكلام أنك لم تكن متفائلا بقدرة الفريق على إنهاء المشوار ضمن «كوطة» الصعود؟
لا أخفي عليكم بأن حسابات الصعود في المجموعة الشرقية، تعقدت أكثر في منتصف مرحلة الإياب، والصراع كان قد اشتد بين 8 فرق من أجل 5 مراكز، بعد ضمان عين كرشة، ترجي قالمة، تازوقاغت والطارف الصعود بنسبة كبيرة جدا، والتواجد في الصف التاسع عند توقف البطولة، كان بفضل انتصارين متتاليين بالحجار على حساب كل من وفاق تبسة ومولودية بريكة، ورزنامتنا المتبقية كانت تتضمن 3 مواجهات خارج الديار مع أندية تنافس على الصعود، ويتعلق الأمر بكل من عين ياقوت، تازوقاغت وميلة، وهذا ما جعل حظوظنا في الصعود ضئيلة، مرهونة برد فعل إيجابي من اللاعبين في هذه المقابلات، لكن الأزمة الوبائية التي هزت العالم برمته، أدت إلى توقيف المنافسة، فكان فريقنا من بين المستفيدين من الوضعية الاستثنائية، التي نتجت عن انتشار الفيروس، وذلك باقتطاع تأشيرة الصعود بناء على القرار الذي اتخذه المكتب الفيدرالي.
• وماذا عن الوضعية المالية وانعكاساتها على مستقبل النادي في وطني الهواة؟
نجاح الاتحاد في تحقيق الصعود، يعني تجسيد الهدف الذي سطرناه عند تولينا رئاسة النادي على مدار عهدة أولمبية، وبعد النجاح في تحقيق الصعود فإنني مستقيل بصورة أوتوماتيكية، بحكم نهاية العهدة، لأن الفريق ليس ملكية خاصة لي، ومصيره يبقى بيد أعضاء الجمعية العامة وكذا موقف مسؤولي البلدية، الذين لم يحركوا ساكنا حتى بعد ترسيم الصعود.
مدرب الفريق عبد الغاني جابري: هدية الفاف أنصفت تاريخ المدرسة
• توقيت توقف المنافسة خدمنا كثيرا
• ما تعليقك على الكيفية، التي نجح فيها الاتحاد في تحقيق الصعود إلى وطني الهواة بعد دخوله في سلسلة من الحسابات المعقدة؟
يمكن القول إن هذا الإنجاز ولد من رحم المعاناة، التي عاشها الفريق على مدار موسم كامل، لأن المشاكل التي تخبط فيها خلال الصائفة الماضية، جعلت التشكيلة تدخل مباشرة أجواء المنافسة الرسمية دون القيام بأي تحضير، وعملية ضبط التعداد كانت بطريقة عشوائية، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على النتائج، وقد باشرت العمل على رأس العارضة الفنية بداية من الجولة السابعة، والمهمة كانت في غاية الصعوبة، لأن تدارك التحضيرات لم يكن ممكنا، سيما وأن المنافسة كانت متواصلة بانتظام، هذا فضلا عن إشكالية محدودية التعداد، لأن بعض العناصر لم تقدم الإضافة المرجوة، وعليه فقد وجدنا أنفسنا مجبرين على خيارات مضبوطة، بمراعاة معيار الخبرة، على اعتبار أن الفريق كان يضم بعض اللاعبين الذين سبق لهم التواجد في مستوى أعلى، وهذا العامل ساعدنا على الخروج من مرحلة الذهاب بأخف الأضرار، بالمقارنة مع الظروف العصيبة التي مر بها النادي، لأن حصد 22 نقطة في النصف الأول من الموسم فاق ما كنا نتوقعه، رغم أننا كنا قادرين على تحقيق نتائج أفضل، لولا الهزيمة المفاجئة داخل الديار أمام نجم تازوقاغت، وقد عمدنا إلى تدعيم التعداد في «الميركاتو» الشتوي بالثنائي غالمي وجبالي، الذي أعطى الإضافة المرجوة للقاطرة الأمامية.
• لكن ترسيم الصعود كان عبارة عن هدية من الفاف بعد تعديل نظام المنافسة؟
لقد حاولنا التعامل مع الظروف الاستثنائية التي عاشها الفريق، والأمور في مرحلة العودة من البطولة ازدادت صعوبة، سيما وأن كل الفرق ظلت تتمسك بحظوظها في تحقيق الصعود، بالتواجد ضمن الثمانية الأوائل في الترتيب النهائي، مما جعل كل اللقاءات تكتسي أهمية بالغة، ولا تختلف عن مواجهات الكأس، فضلا عن لجوء مسيري بعض النوادي، إلى استعمال أسلوب العنف بحثا عن النقاط الثلاث داخل القواعد، ولو أن قضية ملعب الحجار كانت من أكبر المشاكل الذي زادت في تعقيد وضعيتنا، لأن الأرضية تدهورت كلية، ولم تعد صالحة لممارسة النشاط الكروي، مما حال دون فرض أسلوب لعبنا المعتاد، وقد كانت الأرضية سببا في إهدارنا 4 نقاط في عقر الديار في مرحلة الإياب، بالتعادل مع جمعية عين كرشة وترجي قالمة، مع تضييعنا ضربة جزاء في كل لقاء، مقابل نجاحنا في حصد نقطة واحد من 4 تنقلات، وذلك بعد التعادل مع بومهرة، ولعب مباراتين متتاليتين في الحجار مكننا من بعث حظوظنا في الصعود، خاصة وأن الصدف شاءت أن تتوقف المنافسة اضطراريا مباشرة بعد الفوز الصعب الذي حققناه على حساب مولودية بريكة، بهدف سجلناه في منتصف الشوط الثاني، كان كافيا لمنحنا المركز التاسع بفضل حسابات فارق الأهداف مع فريق بريكة، ومهمتنا في تحقيق الصعود كانت صعبة للغاية، بالنظر إلى رزنامة الجولات الخمس المتبقية، لكن قرار المكتب الفيدرالي خدمنا، خاصة وأن الحسابات الأولية كانت تمنح الصعود لفريقين فقط من أصحاب الصف التاسع في أفواج الشمال، والحسابات أنصفتنا على مرتين، سواء في المواجهات المباشرة مع بريكة، أو عند الفصل في مصير التأشيرات الثلاث الأخيرة.
• وماذا عن مستقبلك مع الفريق بعد تحقيق هذا الإنجاز؟
الحديث عن هذا الجانب سابق لأوانه، لأن الرؤية تبقى غامضة على مستوى اتحاد الحجار، حتى بعد النجاح في تحقيق الصعود، سيما بعد تلويح الرئيس عبودي بالاستقالة، وطفو بعض الصراعات على السطح من جديد، ولو أن التفاف الجميع حول الفريق يبقى ضرورة حتمية، لأنه ومهما تكن الظروف فإن الاتحاد يبقى من خيرة المدارس على الصعيد الوطني، ويستحق التواجد في مستويات أعلى.