أبهرت قطر عشية أمس، العالم أجمع، بحفل افتتاح النسخة الثانية والعشرين من نهائيات كأس العالم، الذي اختير له عرض معنون ب»حالمون» امتد لنصف ساعة فقط، كانت كافية حتى تتحول قطر لمحور الكون ونقطة التقاء كل شعوب المعمورة، الذين تلقفوا سريعا رسالة المنظمين، بالقدوم إلى أرض «الإمارة «، التي أرسلت رسائل الحداثة والإبداع، المشكلة لمختلف ألوان هذا العرض الذي أقيم بملعب البيت، ذي التصميم المميز والمستلهم من الخيمة البدوية التقليدية، وهي رسائل أخرى أرادها القطريون للتعبير عن أصالتهم وتمسكهم بتاريخهم، مثلما حرصوا على استقبال ضيوف الإمارة على طريقتهم الخاصة صانعين أجواء عربية أصيلة.
و حوى حفل الافتتاح الذي ترأسه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى جانب رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم جياني انفانتينو ، وحضره الرئيس عبد المجيد تبون وقادة آخرون كالرئيس الفلسطيني محمود عباس والسنغالي وملك الأردن وولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والرئيس السنغالي ماكي سال والمصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان والرواندي بول كاغامي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، برنامجا مكونا من سبع فقرات، أحياها فنانون عالميون شكلت مزيجا بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية، وتمحورت كلها حول فكرة التقارب بين الشعوب ونبذ الاختلافات، تجسيدا للهدف الأساسي لكرة القدم، التي كانت دائما تقرب بين الجماهير في العالم.
واستمتع رواد ملعب «البيت» بأغنية الرسمية الجديدة للمونديال بأداء نجم البوب الكوري الجنوبي وعضو فرقة «بي تي إس» جونغكوك والمطرب القطري فهد الكبيسي، فيما ظهر الممثل الأمريكي مورغان فريمان خلال الحفل مع غانم المفتاح وهو شاب من ذوي الهمم، في حوار يرمز للتسامح والحوار بين الشعوب، أنهاه الشاب القطري بتلاوة آيات من القران الكريم، قبل أن يعطي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إشارة انطلاق هذا العرس الذي سيدوم 28 يوما ويتنافس فيه 32 منتخبا على تاج البطولة، التي أحرزت كأس نسختها الماضية تشكيلة منتخب فرنسا، عقب كلمة مقتضبة رحب فيها بالحضور، مستعرضا الجهد المبذول لإنجاح هذا المهرجان الكروي الكبير، المسخر للتواصل الإنساني والحضاري بين مختلف الناس على مختلف جنسياتهم وعقائدهم.
كريم - ك