عرف سوق الانتقالات الصيفية على الصعيد المحلي حركية غير مسبوقة، بعد إبرام غالبية الأندية عديد الصفقات، من خلال استقطاب بعض «النجوم» والعناصر الدولية، مثلما حدث مع المتوج بكأس الجمهورية شباب بلوزداد، عقب نجاح إدارة مهدي رابحي في انتداب الهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني، إلى جانب استعارة المهاجم أيمن محيوص، والحارس الدولي مصطفى زغبة، ناهيك عن استقدام صانع الألعاب الجنوب إفريقي مايو خانيسا، والحال كذلك بالنسبة لمولودية الجزائر، التي نجحت في الظفر بخدمات الدوليين زكرياء دراوي وطيب مزياني، دون أن ننسى اتحاد الجزائر صاحب أبرز التعاقدات، بعد انتداب ثنائي تيبي مازيمبي مانديكو وليكونزا، إلى جانب إقناع الثنائي شتي وقناوي بالعودة إلى البطولة المحلية، بعد تجارب خارج أرض الوطن، ناهيك عن استقدام أول لاعب من بوليفيا، ويتعلق الأمر بأداليد.
واللافت للانتباه خلال الميركاتو الصيفي، هو أن الانتدابات لم تقتصر على الأندية المعنية بالمنافسة القارية فقط، في صورة شباب بلوزداد ومولودية الجزائر واتحاد الجزائر الجزائر، والنادي الرياضي القسنطيني، بل تعدى الأمر إلى فرق وسط الترتيب، إلى جانب الأندية التي صارعت من أجل ضمان البقاء في المواسم الأخيرة، في صورة مولودية وهران وشبيبة القبائل واتحاد خنشلة، هذا الأخير يمكن القول إنه قام بميركاتو مقبول، مثلما علق عليه «سيسكاوة»،بعدما تمكن الرئيس بوكرومة من تشكيل فريق تنافسي، من خلال ضم كل من الدولي الكونغولي إيبارا ومدافع فيتا كلوب غليلي، دون أن ننسى اللاعبين المحليين في صورة بومشرة وبكير.
وفي السياق ذاته، فإن معدل التعاقدات قد تجاوز 6 لاعبين على الأقل بالنسبة لكل فريق، وذلك راجع بالدرجة الأولى، إلى رغبة كل الأندية على تقديم موسم مميز، بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة، في ظل الدعم الموجود لغالبية الفرق من طرف المؤسسات العمومية، في انتظار أن تشمل العملية بقية الأندية.
ويتوقع أهل الاختصاص ارتفاع مستوى البطولة المحلية في الموسم الجديد، بالنظر إلى التدعيمات التي عرفتها غالبية الفرق، ونوعية اللاعبين المتواجدين في النسخة الجديدة، ناهيك عن المنشآت الموجودة، بعد اعتماد ملعبي «علي لابوانت» بالنسبة لمولودية الجزائر و»حسين آيت أحمد» بالنسبة لشبيبة القبائل، مع عودة مولودية وهران للاستقبال بمركب ميلود هدفي، لتضاف إلى الملاعب الموجودة، في صورة حملاوي و5 جويلية ونيسلون مانديلا، وهو ما يساهم في تطوير وتحسين المستوى، ناهيك عن تسهيل عملية الإخراج التلفزيوني، ما يسمح بتسويق صورة جيدة عن البطولة خارجيا، دون أن ننسى عامل مهم، يتمثل في اعتماد تقنية الفيديو المساعد (الفار)، مثلما أكده أعضاء المكتب الفدرالي في الاجتماع الأخير.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن القيمة السوقية للبطولة، سيشهد ارتفاعا لا محال، وذلك بعد القيام بالإحصائيات اللازمة في الساعات القليلة القادمة، بعد ترسيم جميع الصفقات، وهو ما قد يعود بالفائدة على المنتخب الوطني، ويسمح للناخب الوطني بتوجيه الدعوة لعناصر جاهزة، عندما يقتضي الأمر، بحكم أنها لن تكون بحاجة إلى تلقي الدعوة قبل أسبوعين على الأقل، مثلما تنص عليه لوائح الاتحاد الدولي للعبة.
حمزة.س
