أهدرت مولودية قسنطينة فرصة الاطمئنان على مستقبلها، بعد اكتفائها بالتعادل السلبي عشية أمس، أمام الضيف نادي التلاغمة، في نتيجة ازدادت سلبيتها بعد فوز شباب برج منايل، الذي ضيق الخناق أكثر على المولودية، التي باتت كل لقاءاتها المتبقية بمثابة نهائيات كؤوس. قبل انطلاق المواجهة، وقف اللاعبون والأنصار دقيقة صمت ترحما على روح الدولي السابق والمدرب جمال مناد، في لفتة إنسانية تعكس وفاء الأسرة الرياضية لرموزها، ومع إطلاق الحكم صافرة البداية، بدا الحذر واضحا على الفريقين، حيث استهل اللاعبون المباراة بمرحلة جس نبض استمرت لأكثر من عشر دقائق، اتسمت بتبادل الكرة في وسط الميدان دون تهديد مباشر للمرمى. وجاءت أولى الفرص الخطيرة لمولودية قسنطينة عن طريق اللاعب خديش، الذي استلم الكرة بذكاء داخل منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية زاحفة نحو الزاوية البعيدة، غير أن الحارس حميدان تصدى لها ببراعة، منقذا مرماه من هدف محقق، ولم تمر سوى دقيقة حتى عاد لعلاوي لمحاولة التسجيل، لكنه تأخر في الوصول إلى الكرة، ما أضاع على الموك فرصة سانحة لافتتاح النتيجة. على الجهة المقابلة، لم يكتف نادي التلاغمة بالدفاع، بل استغل الكرات الثابتة لخلق بعض الخطورة، وكانت أبرز محاولاته في الدقيقة 14، حين نفذ رمية تماس طويلة بشكل توزيعة داخل منطقة الجزاء، كاد بن نوي أن يحولها إلى هدف، لولا يقظة الحارس بوذن الذي كان في المكان المناسب. ومع تماسك الخط الخلفي لنادي التلاغمة وتنظيمه المحكم، وجد لاعبو الموك صعوبة في بناء هجمات منظمة واختراق الدفاع، ما دفع زموج إلى تجربة حظه من تسديدة قوية من خارج منطقة العمليات، كادت تسكن الشباك لولا افتقادها للدقة المطلوبة. هذا العجز في خلق فرص واضحة للتسجيل زاد من توتر المدرب عاشوري من على خط التماس، حيث لم يتردد في توجيه انتقاداته للاعبيه، مطالبا إياهم بالمزيد من التركيز والسرعة في التنفيذ لكسر التكتل الدفاعي للمنافس. وبينما كانت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول توحي بإمكانية تسجيل هدف يغير موازين اللقاء، أتيحت فرصة ذهبية لزموج في الدقيقة 41، لكنه أهدرها بغرابة، بعدما مرت رأسيته غير مؤطرة رغم تمركزه المثالي داخل منطقة الجزاء، لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي يعكس الصراع التكتيكي القوي بين الفريقين. انطلاقة الشوط الثاني كانت مشابهة للأولى، مع تواصل تكتل لاعبي التلاغمة في الخلف، وغلق المنافذ، غير أن ذلك لم يمنع لاعبي الموك من صنع الخطر، حيث مرت رأسية لعلاوي في د52 جانبية بقليل، فيما تصدى حارس التلاغمة ببراعة ليسارية خديش في د54 ، قبل أن يحصل رفقاء لعلاوي دقيقة بعد ذلك على مخالفة من على خط منطقة العمليات، نفذت بطريقة جيدة من ذات اللاعب، غير أن ذلك لم يكن كافيا من أجل افتتاح باب التسجيل، ليضيع مهاجم نادي التلاغمة بوضياف في د65، عكس مجريات اللعب فرصة ضرب الموك في مقتل، بعد فشله في استغلال الانفراد بالحارس بوذن، حيث سدد بغرابة خارج الإطار، وسط ذهول من الأنصار الذين ازداد قلقهم بمرور الدقائق، حيث حاولوا الدفع بالتشكيلة للأمام، غير أن مدافع الضيوف دربال أسال لهم العرق البارد بتسديدة صاروخية في د73 كادت تخادع بوذن، ليرد عليه بريوط بصاروخية أيضا في د80، اضطرت الحارس حميدان لاستعمال كامل براعته لإبعادها للركنية ثم أضاع هضام فرصة أخرى في د87، بعد أن مرت رأسيته جانبية، ليجرب بعدها البديل الآخر الدوسن حظه بقذفة قوية ردها الحارس بقبضتي اليدين، لينتهي اللقاء بتعادل لا يخدم الموك، بينما مكنت هذه النقطة التلاغمة من التنفس.
سمير. ك
