خيمت أجواء الخيبة على الشارع الرياضي الجزائري، عقب إعلان «الغابون» قبلة لمونديال القارة السمراء المقبل، حيث عبرت الكثير من الجماهير عن حسرتها لضياع شرف التنظيم من الجزائر، وأبدت حزنها لإهدار هذه الفرصة الذهبية، خاصة في ظل غياب المنافسة القوية، إذا ما استثنينا «الغابون» بحكم أنها من استضافت «كان» 2012.
هذا في الوقت الذي يرى آخرون بأن النتيجة منطقية بالنظر للضعف «اللوجستيكي» للجزائر، بينما ركزت مجموعة أخرى على أّن العجوز الكامروني عيسى حياتو هو من طبخ الوجبة سيئة المذاق بإحكام، ما جعله يصيب الجزائريين في المقتل، سيما وأنه قدم العديد من الوعود الكاذبة، والأوهام التي تحولت إلى «كوابيس» لن يكون من السهل الاستيقاظ منها. وخلف قرار «الكاف» بمنح كان 2017 للغابون خيبة أمل مريرة لدى الجمهور الجزائري الذي كان يمني النفس في استضافة الطبعة 31، خاصة في ظل القناعات التي تشكلت لديه بعدم مقدرة لاعبي الخضر على التتويج بأدغال إفريقيا. وعاش الجزائريون حالة ترقب لمعرفة هوية البلد الذي سيفوز بشرف تنظيم الكان القادمة خلفا لليبيا التي انسحبت لدواعي أمنية، حيث كان المتتبعون متيقنين بمقدرة السلطات في البلاد على كسب الرهان، سيما في ظل الملف القوي الذي تم تقديمه لهيئة حياتو، التي أكدت مرة أخرى بأنها لا تولى أهمية بالغة لمثل هذه الأمور، كون هدفها الأول والأخير البحث عن المصالح الشخصية للعجوز الكاميروني ومن معه.وكانت الخيبة أقوى ما كان يتصوره الجزائريون، لأن «الكاف» حولت حلم جيل بأكمله إلى سراب، كون الغالبية الساحقة عاشت على الأوهام التي سوقت لها على مدار الأشهر القليلة الماضية، إلى درجة أن لا أحد كان يعتقد أن تكون الصدمة قوية من هيئة حياتو التي طعنت الجزائر في الظهر، وجعلت الجمهور في حالة استياء، سيما وأنه لن يكون بمقدوره متابعة العرس الكروي بالجزائر حتى 2025، لأن النسخ الثلاث القادمة قد تم تحديد مستضيفها (الكاميرون 2019 وكوت ديفوار 2021 وغينيا 2023).وعبرت الغالبية القصوى عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطها من «الكاف»، وقالت أن هذه الهيئة أضحت لا تتحكم فيها القوانين، وإنما الأهواء الشخصية، متسائلين عن المعايير التي تم على أساسها منح شرف تنظيم «الكان» لبلد مثل الغابون، والذي سبق له تنظيم هذه التظاهرة مناصفة مع غينيا الإستوائية قبل 3 سنوات، في وقت أن الجزائر لم تحتضن هذه المنافسة منذ 25 سنة. وتساءل الشارع الرياضي عن الإمكانات التي يملكها بلد مثل الغابون مقارنة بالجزائر التي قدمت ملفا قويا يعد الأحسن والأفضل من جميع البلدان الأخرى، خاصة من حيث المنشآت والملاعب التي تم تشييدها.
مروان. ب