ســـكـــــان المــشــــاتـي يـودعـــــون زمـن العـــزلـــة
بعد سنوات من العزلة الخانقة و معاناة طويلة و مآس إنسانية، بدأت أخيرا مشاريع بناء طرقات جديدة بسهل القمح الشهير الواقع جنوبي بلدية رأس العقبة بقالمة، طرقات معبدة ستعيد الأمل لمئات العائلات بمشاتي عين يخلف، بوحكيم و عين نعيجة و تدعم جهود المزارعين بواحدة من أخصب السهول الزراعية بالمنطقة.
و قد تم تعبيد الشطر الأول من الطريق الهام في وقت سابق، بينما يسابق المهندسون الزمن لبناء الشطر المتبقي إلى حدود بلدية وادي الزناتي، لربط كل المشاتي المتواجدة هناك و إنهاء تاريخ طويل من المعاناة و العزلة التي قهرت السكان و شردت الكثير منهم عبر المدن و القرى المجاورة، عندما نفد صبرهم و أصبحوا غير قادرين على الصمود و خاصة خلال فصل الشتاء، عندما توحل المسالك الترابية و تطبق الثلوج على الإقليم البارد و تحوله إلى جحيم.
و من المتوقع إنهاء المشروع الحلم منتصف السنة القادمة، فيما يأمل سكان المنطقة في وضع الطبقة الأولى من الحصى قبل حلول موسم الأمطار و الثلوج، لتمكين أهالي السهل الكبير من التنقل و مواصلة النشاط الزراعي و الرعوي، إلى غاية وضع الخرسانة السوداء الصيف القادم و إنهاء حقبة طويلة من العزلة التي كادت أن تحول السهل الخصيب إلى موطن أشباح.
و قالت مديرية الأشغال العمومية بقالمة، بأن مشروع فك العزلة عن المشاتي الواقعة جنوبي رأس العقبة، يمتد على مسافة 7 كلم و لم تبق منها إلا 2.5 كلم باتجاه مزرعة يخلف، أين تعيش عدة عائلات وسط ظروف صعبة بسبب المسالك الترابية التي تتوحل كل شتاء و تعزل بقايا السكان عن المدن و القرى المجاورة.
و يكتسي هذا المحور أهمية اقتصادية و اجتماعية كبيرة، فهو يربط بين رأس العقبة و وادي الزناتي و يخفف الضغط على الوطني 20، كما أنه يفك الخناق المضروب على التجمع السكاني مزرعة يخلف و مشاتي بوحكيم و عين نعيجة و مستثمرات فلاحية واسعة.
و يتوقع المهتمون بشؤون الزراعة و التنمية المحلية برأس العقبة، تعبيد مزيد من الطرقات الريفية الأخرى بالمنطقة لإنهاء العزلة و إنجاح برنامج التجديد الريفي و إعادة إعمار الأقاليم الريفية المهجورة منذ سنوات تبسبب ردي الوضع الأمني، الذي بقيت آثاره الاقتصادية و الاجتماعية إلى اليوم بسهل الجنوب الكبير، موطن القمح البليوني الشهير، فخر الأجيال المتعاقبة على المنطقة منذ أمد بعيد.
فريد.غ