يواصل وادي سيبوس الكبير بقالمة، جرف المزيد من الأراضي الزراعية الخصبة و حفر مسارات جديدة وسط حقول القمح و بساتين الأشجار المثمرة، ملحقا خسائر كبيرة بالممتلكات الواقعة على ضفافه من بلدية مجاز عمار غربا إلى وادي فراغة شمالا، مرورا بمحيط السقي الشهير قالمة بوشقوف.
و على مدى سنوات طويلة، جرفت المياه مساحات معتبرة من الأراضي الزراعية بعد ظهور مسارات جديدة ناتجة عن تشوه مجرى النهر، كما يحدث بالأرض الكحلة قرب مدينة قالمة و منطقة بوكموزة ببلدية وادي فراغة.
و لم يتوقف الفلاحون و المنتخبون المتعاقبون على المجلس الشعبي الولائي، عن مطالبة قطاع الري بالتدخل و إطلاق مشروع كبير لجهر مجرى النهر و تقويم مساره و حماية الأراضي الزراعية المعرضة للانجراف باستمرار.
و يبدأ نهر سيبوس الكبير أحد أهم الأنهار النشطة بشرق البلاد، من بلدية مجاز عمار غرب قالمة من موقع التقاء وادي بوحمدان مع وادي الشارف و يبلغ طول الجزء العابر لولاية قالمة، نحو 80 كلم تقريبا و مساره المتبقي يعبر أراضي ولايتي الطارف و عنابة و هناك أيضا تعرض مساره للتشوه و جرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية على مدى العقود الماضية.
و يعتبر نهر سيبوس عصب الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بولاية قالمة و رغم تعرضه لموجات جفاف مستمرة، فإنه مازال يجرف الأراضي و يحفر مسارات جديدة عندما يفيض خلال مواسم سقوط الأمطار و كلما توجهنا شرقا يزداد سيبوس قوة و اتساعا، مدعوما بروافد كثيرة تصب فيه و تزيد من نشاطه و قدرته على جرف كميات كبيرة من التربة الزراعية و فتح منافذ جديدة.
و لحد الآن، لم يتمكن قطاع الموارد المائية من إطلاق مشروع واعد لتقويم المسار المشوه و جهر المجرى القديم الذي يعاني من ترسبات سنوات طويلة من النشاط، حيث أصبحت بعض المقاطع مساحات غابية و بجانبها مجاري جديدة كانت أراضي زراعية خصبة، تنتج أجود أنواع الحبوب و الخضر و الفواكه.
و تظهر صور الأقمار الصناعية، تشوهات مقلقة لمجرى النهر الكبير و خاصة قرب قالمة، الفجوج، الناظور، موالكية، بوشقوف، بوكموزة و مومنة على حدود ولاية الطارف.
و يقدر عرض المسار الطبيعي غير المشوه لنهر سيبوس، بنحو 40 مترا، لكنه يتسع لأكثر من نصف كلم بالمقاطع المشوهة و كانت هذه المساحات المغمورة بالمياه أرضا زراعية خصبة تمد سكان المنطقة بالغذاء، قبل أن تتحول إلى رمال و غابات.
فريد.غ