قال مزارعون من سهل الجنوب الكبير و أقاليم أخرى منتجة لأجود أنواع القمح بقالمة بأن أزمة جمع المحصول ستتواصل هذه السنة، و ربما ستكون أشد من المواسم الماضية وسط توقعات متفائلة بمحصول جيد هذا الموسم.
و كانت صدمة المزارعين بقالمة كبيرة عشية انطلاق موسم الحصاد لسنة 2019 عندما تأكدوا بأن مخزن بلخير الجديد لن يكون جاهزا هذا الموسم بسبب تأخر عملية تركيب التجهيزات، حسب ما علم أمس الجمعة من مصدر مسؤول بالغرفة الفلاحية بقالمة.
و يعتقد منتجو القمح بالسهل الكبير بأن المخازن القديمة بكل من بلخير، وادي الزناتي، تاملوكة، عين رقادة، عين مخلوف، مجاز عمار و الركنية لن تكون قادرة على استيعاب الكميات المتوقعة من القمح بنوعيه اللين و الصلب.
و يتخوف المنتجون من عودة الطوابير الطويلة من جديد، و ارتفاع تكاليف النقل، و تجدد مظاهر الفوضى على بوابات المخازن الكبرى، و مواقع الجمع ذات القدرات المحدودة.
و مازال مشروع بناء بطاريات مخازن جديدة بتاملوكة متعثرا بسبب ما يعتقد أنها مشاكل عقار و تمويل حالت دون بنائه قرب مدينة تاملوكة، و تقرر تحويل المشروع إلى قرية عين تراب المجاورة، لكن عملية البناء لم تنطلق لحد الآن.
و لا يستبعد المشرفون على قطاع الزراعة بقالمة تحويل كميات كبيرة من محصول القمح بسهل الجنوب إلى مخازن الولايات المجاورة كأم البواقي، قسنطينة و سوق أهراس، بعد أن بات في حكم المؤكد بأن مخزن بلخير الجديد الذي تقدر طاقته بأكثر من 200 ألف قنطار لن يكون جاهزا هذا الموسم بسبب تعثر عملية تركيب التجهيزات الكهروميكانيكية.
و تشير توقعات المهتمين بإنتاج القمح بقالمة إلى إنتاج جيد هذا الموسم قد يتجاوز 2 مليون قنطار، رغم تضرر مساحات واسعة بأمراض فطرية بعدة أقاليم معروفة بجودة و كثافة المحصول الاستراتيجي، الذي تعول عليه الجزائر كثيرا لتحقيق الاكتفاء، و خفض عمليات الاستيراد المنهكة للخزينة العمومية.
و يطالب منتجو القمح بقالمة بتدخل والي الولاية لاتخاذ كل الإجراءات الميدانية اللازمة لمواجهة المتاعب الكبيرة التي تنتظر المزارعين، و ذالك بتمديد ساعات عمل المخازن القديمة كما حدث السنة الماضية، و تركيب منشآت مؤقتة لجمع المحصول، و تنشيط خطوط النقل و التحويل باتجاه الولايات المجاورة، و منشآت القطاع
الخاص.
فريد.غ