لازالت عشرات العائلات من سكان منطقة قابل بوجلال الريفية، التابعة إقليميا لبلدية العقلة المالحة جنوب ولاية تبسة ، تشكو من متاعب مستمرة في الحصول على المياه الصالحة للشرب و اهتراء الطريق.
السكان تحدثوا في اتصالهم بـ «النصر» ، عن معاناتهم من اقتناء مياه الصهاريج بسعر ألفي دينار للصهريج و أكثر، و يتنقلون على مسافة 5 كلم لتمكين مواشيهم من الماء، و أصبح غياب الماء من بين المشاكل التي تؤثر سلبا على حياتهم و مستثمراتهم الفلاحية ، وقال سكان أنهم أصبحوا يفكرون في الهجرة نحو المدن هروبا من هذا الواقع الذي وصفوه بالمر، خاصة و أن سكان المنطقة يعتمدون في معيشتهم على ممارسة الفلاحة، و تربية الماشية منذ عقود، و أكد السكان أنهم وجهوا عشرات الشكاوى إلى السلطات المحلية و الولائية ، و تلقوا الكثير من الوعود لتزويدهم بالماء، و لكن الوضع ظل على حاله و لم يتغير، لتستمر معاناتهم، و تتبخر أحلامهم بعد فشل السلطات في العثور على الماء على عمق 200 متر، و هو المشروع الذي خصصته مديرية الموارد المائية لسكان المنطقة قبل سنوات، و رصدت له غلافا ماليا معتبرا بناء على دراسة أعدها مكتب مختص بولاية سوق أهراس، و الذي أكد على أن المنطقة تحتوي على كميات هامة من الماء، و لكن الواقع أثبت أن الماء غير موجود، كما يطرح السكان مشكل وضعية الطريق، الذي لم يعد صالحا للاستعمال لاسيما أثناء تساقط الأمطار والثلوج، حيث يدخلون في عزلة تامة.
نائب رئيس بلدية العقلة المالحة أوضح بأن المنطقة استفادت من مشروع لحفر بئر ارتوازية تابعة لمديرية الموارد المائية، و أضاف أن هناك جهودا قائمة لاستغلال البئر الموجودة بمنطقة «العديلة «، و لم يخف ذات المسؤول ما يعانيه سكان المنطقة الريفية جراء انعدام الماء، و يأمل أن يتم تزويدهم من آبار بلدية الماء الأبيض التي تتوفر على مخزون مائي كبير بإمكانه تغطية احتياجات البلدية ككل، وأكد أن البلدية تقوم بتزويد سكان المنطقة من حين لآخر بكميات معتبرة من الماء الشروب، بعد استفادتها بشاحنة صهريج، تقدر طاقة استيعابها بـ12 ألف لتر من الماء، و قال السكان بأن حصولهم على الماء صار صعبا جدا، خاصة و أنهم يعتمدون على الصهاريج التي كلفتهم مصاريف ثقيلة، لا يقوى عليها الكثير منهم لوضعهم المادي المتهالك، حيث كشف لنا أحد السكان أنه يضطر لجلب الماء بسعر ألفي دينار جزائري بسبب وضعية المسالك المهترئة التي زادت الوضع تعقيدا، حيث يرفض أصحاب الصهاريج تزويد السكان بالماء في المنطقة خوفا على جراراتهم، و شاحناتهم من العطب، و يتأسفون للسرقات التي طالت أنبوب الماء القادم من بلدية الماء الأبيض، حيث يستغله بعض المواطنين في سقي محاصيلهم الفلاحية على مدى ساعات اليوم، بينما هم يكابدون العطش طوال أيام السنة، و يأملون من والي الولاية مولاتي عطاالله أن يلتفت إليهم، و يتكفل بانشغالهم القديم الجديد.
ع.نصيب