شواطئ دون مصبات للمياه القذرة و بحواجز عائمة لأول مرة في عنابة
فرضت وزارة الداخلية والجماعات المحلية على البلديات الساحلية، عن طريق اللجنة المشتركة لتحضير ومتابعة موسم الاصطياف، وضع الحواجز العائمة الفاصلة قُبالة الشواطئ المسموح بها السباحة، لمنع اقتراب زوارق النزهة لما تسببه من حوادث مميتة للمصطافين ، إلى جانب حمايتهم من تجاوز المسافة القانونية للسباحة.
و قال مصدر مسؤول للنصر، إن عنابة طبقت لأول مرة، تعليمة إلزامية لوضع الحواجز العائمة بجميع الشواطئ المحروسة وبدون استثناء، قامت بتوفيها البلديات الساحلية وتسهر على تطبيقها مختلف المصالح، على غرار الحماية المدنية والشرطة البحرية، مع فتح منافذ خاصة بدخول زوارق النزهة بمختلف الشواطئ، تكون مراقبة و مؤطرة من قبل حرس الشواطئ، للتأكد من حيازة أصحابها لرخصة الإبحار و وثائق تعريفية للوحدة العائمة. كما تم الترخيص لشاطئ « بونبيتش» التابع لمستثمر خاص، للسماح برسو قوارب النزهة بالرصيف العائم، عن طريق كراء أماكن الرسو، إلى جانب وجود موقع آخر للرسو بمنطقة «لكاروب» يتم استغلاله بطريقة غير قانونية.
من جهتها لجنة التفتيش الوزارية التابعة لوزارة الداخلية، حلت اليوميين الماضيين بعنابة، للوقوف على ظروف سير موسم الاصطياف، تضم ممثلين من مختلف القطاعات، تعمل على مراقبة مدى احترام التعليمات المتعلقة بمجانية الدخول إلى الشواطئ وكذلك معاينة توفر مختلف المرافق الضرورية لراحة المصطافين ووسائل النقل، كما تسعى للتأكد من مدى احترام النظافة على مستوى الشواطئ لتدارك النقائص و اتخاذ الإجراءات العملية الملائمة.
و بعد زيارة اللجنة مختلف الشواطئ الموزعة عبر بلديات عنابة، البوني، سرايدي، شطايبي، حسب ما وقفت عليه النصر بعين المكان، فقد سُجل تدوين ملاحظات إيجابية جدا حققت بها عنابة الاستثناء هذا الموسم من حيث الجاهزية، سواء من خلال النظافة على مستوى الشواطئ، حيث تبدأ المنظفات في عملهن على الساعة السادسة صباحا لرفع المخلفات التي يتركها المصطافون وتسوية الرمال، ليبقى الشاطئ في وضعية جميلة قبل بدأ توافد العائلات عليها، إلى جانب وضع حاويات قمامة صغيرة على الشاطئ، حيث تجد حاوية كل 10 أمتار، بالإضافة إلى حاويات كبيرة موجودة بمدخل الشواطئ، منها حاويات للفرز التلقائي مخصصة لرمي القارورات البلاستيكية . وتمت برمجت بداية من العام المقبل، انجاز أحواض صغيرة بمخارج الشاطئ، لتمكين المصطافين من غسل أرجلهم من الرمال و ترك الأرصفة المحاذية لها نظيفة.
و في ما يتعلق بسطوة أصحاب المضلات على مساحات من الشواطئ، فقد لمست اللجنة تراجعا كبيرا لهذه الظاهرة بعد تقنين العملية و الترخيص للشباب لكراء الشمسيات و الكراسي و غيرها من عتاد البحر، بمدخل الشاطئ، تحت أعين رجال الشرطة و الدرك الوطني، دون أي احتلال للاماكن الأمامية و في حال وجود مكان محجوز يمكن للمصطاف الذي جلب العتاد معه، لمطالبة الشباب أصحاب العتاد بإزالته و هو ما تم الاتفاق عليه في اللقاءات التحسيسية مع الشباب و رجال الشرطة و الدرك الوطني المكلفون بتأمين المصافين بالشواطئ.
كما اشتكى مواطنون للجنة، من ممارسات شباب آخرين يفرضون كراء الشمسيات والطاولات بحجز الأماكن الأمامية وكذا احتساب ركن المركبات ما بين 150 و 200 دج و بعد التأكد من المعلومات، تبين بأن الشواطئ التي توجد فيها التجاوزات المذكورة غير محروسة ولم يتم افتتاحها بشكل رسمي.
و لأول مرة، عرفت الشواطئ هذا الموسم بعنابة، عدم وجود مصبات للمياه القذرة، خاصة شاطئ «شابي» ببلدية عنابة، حيث قامت مصالح الموارد المائية و التطهير، تحت إشراف ميداني لوالي عنابة، بحل مشكل مصبات المياه القذرة في الشواطئ بشكل نهائي و ليس مؤقتا كما كان يحدث كل موسم، تم القيام بأشغال كبرى لتحويل المصبات بشكل نهائي.
و ذكر عضو بجنة التفتيش للنصر، أن مستوى الاستقبال بالشواطئ في السنوات الثلاث الأخيرة، بدأ يتحسن بشكل ملحوظ، نتيجة لسياسة المتابعة و التقييم التي تقوم بها مختلف المصالح المعنية بموسم الاصطياف، بالإضافة إلى اللقاء التقييمي الجهوي، الذي يُعقد بعد انتهاء موسم الاصطياف، الذي تتم خلاله مناقشة أهم النقاط السلبية المُسجلة عبر شواطئ الولايات الساحلية و الخروج بحلول عملية تُطبق العام المقبل.
حسين دريدح