أظهرت جولة قامت بها النصر في عدد من أسواق الماشية بولاية الوادي، انخفاضا نسبيا في الأسعار وصل إلى 6 آلاف دينار، لكن المواطنين لم يتمكنوا من شراء كبش العيد بأقل من 35 ألف دينار، ما دفع بالعديد منهم و خاصة فئة الموظفين، إلى اقتناء الأضحية بالتقسيط.
و تُعرض المواشي بولاية الوادي في الصباح الباكر وفي المساء قبيل آذان المغرب، حتى يتمكن العمال خاصة، من شرائها خارج وقت الدوام و تفادي درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة. و في سوق “الخبنة” ببلدية النخلة و السوق المركزي بعاصمة الولاية، تراوحت الأسعار بين 35 و 57 ألف دينار، مسجلة انخفاضا نسبيا مقارنة بالعام الماضي، أين كانت محصورة تقريبا بين 38 و 63 ألف دينار.
و قام عدد من أصحاب الإسطبلات الكبرى المخصصة لتسمين الماشية و التابعة للخواص، بفتح أبوابهم للمواطنين الذين يقصدونها بكثرة، بهدف شراء كبش العيد مباشرة من المربي، خاصة أن أغلبهم يضمن الإبقاء عليها داخل إسطبله إلى غاية ليلة العيد بسبب ضيق مساكن الزبائن.
ولاحظنا تخصيص بعض من الموالين ومربي الأغنام، لركن في إسطبلاتهم لوضع عدد من رؤوس الماشية، التي يتم اختيارها بعناية ويشترط فيها أن تكون أقل عرضة لمواد التسمين، حيث توجه لفئات معينة كالأطباء والمرضى الباحثين عن أضحية صحية شبه خالية من الشحوم.
وتعاقدت مصالح الخدمات الاجتماعية لعمال الوظيفة العمومية، في قطاعات كالتربية و الإدارة المحلية، مع عدد من مربي المواشي المعتمدين، من أجل البيع بالتقسيط حسب قدرة كل عامل ودخله الشهري، و ذلك وفق جدول زمني للتسديد يقتطع من رصيده، إلا أن عددا منهم فضلوا تجنب هذه الطريقة، بسبب احتساب أسعار تكون مرتفعة مقارنة بما هو معتمد في السوق.
و يلجأ العديد من ضعيفي الدخل إلى اقتناء أضحية من فئة ذكر الماعز، الذي يناسب سعره قدرتهم المالية ويعتبر صحيا، حيث يتراوح بين 15 و 23 ألف دينار، حسب الوزن و النوع، بينما يفضل البعض أنثى الغنم الصغيرة “النعجة”، و التي لم يسبق لها ان ولدت، لوفرة اللحم فيها و ثمنها الذي لا يتعدى 3 ملايين سنتيم، كما يقتنيها حتى بعض المضحين بالكبش و يذبحونها يوما قبل العيد.
و ذكرت منظمة حماية المستهلك بمكتبها الولائي بالوادي، أن تحديد نقاط بيع الأضاحي عبر إقليم الولاية و التي وصل عددها إلى 25، ساعد على شراء الكباش بأسعار تتناسب و قدرة المستهلك، بعيدا عن المضاربين و السماسرة، خاصة لتزامن العيد مع الدخول الاجتماعي و العطلة الصيفية، ناهيك عن المصاريف المنزلية من ماء وكهرباء وربما حتى الكراء، داعية إلى عدم استنزاف جيب المواطن من خلال المبالغ المرتفعة لنقاط البيع بالتقسيط.
و أكد الطبيب البيطري خليفة حميم للنصر، على أهمية تقديم الكلأ الجاف للكبش و ربطه في مكان آمن بعيدا عن المخاطر، فيما يجب ألا يقدم له أي غذاء أو ماء قبل نحو 12 ساعة عن موعد الذبح، داعيا إلى عدم التردد في إطلاع البيطري المناوب عن أي خلل يكتشف في الجزرة، مع الالتزام بحفظها في مكان بارد.
البشير منصر