تعرف ولاية الطارف في الآونة الأخيرة، تذبذبا كبيرا في التزود بمادة “سيرغاز” عبر مختلف محطات الخدمات، وصل حد الندرة، ما تسبب في تشكل طوابير طويلة للمركبات لساعات، في انتظار وصول شاحنات نفطال للتزود بهذه المادة الطاقوية، وهو ما أثار حالة من الاستياء في أوساط مستعملي السيارات، خاصة في هذا الوقت حيث تبقى الولاية قبلة سياحية ومنطقة عبور للقاصدين للبلد المجاور.
وذكر بعض المواطنين أن كميات “سيرغاز” التي تصل محطات الخدمات، سرعان ما تنفد في دقائق بسبب الطوابير وتزايد الطلب، دون تدخل المصالح المعنية لدعم حاجيات الولاية بالحصص الكافية من هذه المادة للتخفيف من حدة المشكلة، التي تبقى في اتساع من يوم لآخر، مشيرين إلى أن الاضطرابات المسجلة في توزيع “سيرغاز” ألقت بظلالها على نشاطهم، خصوصا أصحاب سيارات الأجرة الذين يستعملون هذه المادة للتقليص من أعباء الوقود، ما اضطر البعض منهم إلى تعليق نشاطهم إلى حين انفراج الأزمة.
بالمقابل، لجأ آخرون إلى التنقل من محطة لأخرى بحثا عن هذه المادة، وما زاد في حدة الأزمة هو نقص محطات “سيرغاز” بولاية الطارف، حيث لا يتعدى عددها 7 محطات، بعضها عاطلة على مدار الأيام، رغم كبر حظيرة المركبات التي تستعمل هذا النوع من المحروقات، بعد غلاء أسعار أنواع الوقود الأخرى.
وأشار بعض المواطنين، إلى أن أكثر المتضررين من الأزمة هم المصطافون الوافدون من مختلف مناطق الوطن والقاصدون للبلد المجاور لقضاء عطلتهم، حيث لم يخفوا امتعاضهم للنقص الحاد لمادة “سيرغاز” وبقائهم في طوابير طويلة لساعات تحت أشعة الشمس الحارة، و ذلك في ظروف مناخية صعبة رفقهم ذويهم، في انتظار وصول شاحنات “نفطال” من أجل التموين، وهو ما أفسد عليهم عطلتهم.
من جهتهم، ألقى مسيرو محطات الخدمات بالمسؤولية على مصالح نفطال في الوقوف وراء التذبذب والاضطرابات التي تعرفها الولاية في التزود بمادة سرغاز، و أرجعوا ذلك إلى عدم التموين بالحصص المطلوبة بصفة منتظمة، تجنبا لمتاعب المواطنين و للمظاهر المشينة للطوابير.
و قالت مصادر مسؤولة بمديرية الطاقة للنصر، إن الاضطرابات المسجلة في التزود بـ “سيرغاز” عبر محطات الولاية، تعود إلى عدم تحكم مصالح “نفطال” في مشكلة التوزيع بسبب نقص الشاحنات لتلبية حاجيات المحطات من هذه المادة انطلاقا من محطة نفطال ببرحال، مضيفة أن إجراءات اتخذت مع المصالح المعنية لتدارك المشكلة و تعزيز إمكانيات التوزيع، بما يسمح بتوفير مادة “سيرغاز”، موازاة والشروع في دراسة ملفات الخواص الراغبين في إنشاء محطات لتوزيعها، قصد تلبية حاجيات الولاية بأكبر الكميات وتجاوز العجز المسجل في هذا المجال.
نوري.ح
