بدأت شركات الأشغال العمومية بقالمة، في فتح وإصلاح مسالك ريفية نحو مشاتي معزولة ببلدية الركنية، بينها عين الحمراء الواقعة على حدود ولاية سكيكدة و مشتة البريمة.
وقالت مصادر من بلدية الركنية، بأن الأشغال بالمشروعين المذكورين تتقدم بسرعة و أن السكان سيودعون العزلة الخانقة الأشهر القليلة القادمة.
كما انطلق مشروع آخر ببلدية الركنية، لتوسيع الطريق الولائي 122 المؤدي إلى ولاية سكيكدة و خاصة بالمنعرجات الخطيرة التي ظلت عائقا كبيرا أمام حركة المرور.
و تعد بلدية الركنية الواقعة شمال قالمة، الأكثر تضررا من العزلة بالإقليم الغربي و الإقليم الشمالي، حيث تتركز كثافة سكانية معتبرة بالمناطق الريفية، لكنها ظلت تعاني من صعوبة الحياة بسبب العزلة و نقص مرافق الخدمات و الكهرباء و المياه.
و يعتمد سكان الركنية على زراعة القمح و حقول الزيتون و تربية المواشي لتأمين مصادر العيش، لكن الأوضاع الأمنية الصعبة التي مرت بها المنطقة منتصف التسعينات، غيرت الوضع و تسببت في موجة نزوح كبيرة نحو المدن و القرى الآمنة و تحولت مشاتي كثيرة إلى فضاءات أشباح.
و تحاول ولاية قالمة تغيير الوضع و إطلاق برنامج إعادة الإعمار لمساعدة النازحين على العودة و تعد مشاريع الطرقات و الكهرباء و المياه والغاز، من أهم العمليات التي شجعت السكان على العودة في السنوات الأخيرة، لكن مشاتي كثيرة مازالت تنتظر دورها لتودع حياة البؤس والشقاء التي عمرت لسنوات طويلة، كما هو حال مشاتي الركنية النائية.
فريد.غ