شقيقــــان يقتـــــلان جـارهما و يحــاولان «الحــــــرقة» إلــى إيطاليــــا
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، نهاية الأسبوع، بتسليط عقوبة المؤبد في حق شقيقين قتلا جارهما بـ 11 طعنة خنجر بحي الريم ، بسبب خلاف قديم معهما ، واختفيا بمنزل صديقهما بحي بوزعرورة في البوني، محاولين الفرار إلى خارج الوطن في رحلات الهجرة السرية، كما عوقب صديقهما بـ 5 سنوات سجنا عن تهمة التستر على الجريمة.
فيما التمست النيابة العامة في حقهما، عقوبة الإعدام عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد.
تفاصيل القضية تعود إلى تاريخ 24 مارس سنة 2017، عندما تلقت مصلحة الأمن الحضري الثالث بلاغا في حدود الساعة التاسعة ليلا، مفاده تواجد شخص ملقى على الأرض بمنطقة القرعة المطلة على الطريق الوطني رقم 44 بحي الريم، فتنقل عناصر الشرطة إلى عين المكان، حيث عثروا على جثة في الظلام بطريق فرعي غير معبد و لدى الاقتراب منه، لوحظت بركة من الدماء، حيث تم التعرف على هويته و يتعلق الأمر بالمسمى (ض.ن 27 سنة).
و بينت المعاينة الأولية، حسب ما جاء في ملف القضية، بأنه تعرض إلى اعتداء بواسطة سلاح أبيض و أصيب بـ 11 طعنة غائرة على مستوى الرأس، الفخذ و البطن، كما عثر على أداة الجريمة، و هي عبارة عن خنجر من الحجم الكبير، عليه أثار دم، مرميا على بعد 25 مترا من الجثة.
و أفضت التحريات الأولية للضبطية القضائية، حسب ما جاء في قرار الإحالة، إلى أن الضحية تعرض لاعتداء من طرف شقيقين (ر.ع)، (ر.م.أ)، لديهما عداوة سابقة معه، و تم الاستناد إلى شهود وهم حُراس موقف السيارات بمنطقة القرعة، صرحوا بأنهم كانوا بموقع الحادثة على بعد حوالي 60 مترا، أين سمعوا شخصا يصرخ بأعلى صوته، كما شاهدا شخصين يعتديان عليه، و لم يستطيعوا الاقتراب بحكم أنهما كانا يحملان أسلحة بيضاء، مضيفين بأنهم رأوا المشتبه فيهما يمران بجانبهما و يحملان أسلحة بيضاء، ليتلفظ أحدهما بقوله لشقيقه «واقيلا مات» ، فأخبره شقيقه الآخر بعبارة «خلي يموت».
على إثرها كثفت مصالح الشرطة تحرياتها، حيث تم بعد يومين من وقوع الجريمة، تحديد مكان تواجد الفاعلين اللذين كانا مختبئين بمسكن المسمى (م.ح) بحي بوزعرورة و الذي تربطه علاقة متينة بالمتهم (ر.م.أ)، فتمت مداهمة الشقة و توقيف المتهمين و صاحب الشقة، الذي صرح بأنه وافق على إيوائهما و علم بارتكابهما لجريمة قتل، بعد أن طلبا منه مساعدتهما للفرار و مغادرة التراب الوطني عبر البحر بطريقة غير شرعية.
و صرح المتهم الرئيسي (ر.ع) أمام هيئة المحكمة، بأنه يوجد خلاف قديم بين الضحية وشقيقه، و بعد خروج الضحية من السجن، أصبح يحضر يوميا بالقرب من المنزل و يقوم باستفزازهم و يترصد أخيه و ينتظر أي فرصة للانتقام و يوم الوقائع، أكد على أن شقيقه الثاني كان في المنزل و قام الضحية بتحطيم زجاج النافذة من الخارج، فعلم بالأمر، ليلحق بالضحية إلى منطقة القرعة و شاهده يحمل سكينا، فأخذه منه و قام بالاعتداء عليه، مؤكدا على أنه لم يكن ينوي قتله.
حسين دريدح