مخاوف من انهيار بنايات قديمة بمدينة القالة
ناشد قاطنو البنايات القديمة بمدينة القالة الساحلية في ولاية الطارف، وزارة السكن و والي الولاية، لإيجاد حل لوضعياتهم السكنية الصعبة في ظل تجدد هاجس الانهيارات مع اقتراب حلول فصل الشتاء، في حين أكدت مصادر بلدية أن بنايات تم إخلاؤها أعيد احتلالها رغم خطورتها على قاطنيها. مشيرين إلى أنهم يعيشون مأساة حقيقة و حالة من الذعر، خصوصا خلال تساقط الأمطار، بسبب تسربات المياه و اتساع رقعة التصدعات في العمق و تسجيل انهيارات جزئية في كل مرة، بالشكل الذي حول حياتهم إلى كابوس على حد تعبيرهم.
و قال ممثلون عن السكان في شكوى موجهة للجهات المعنية، تلقت «النصر» نسخة منها، بأن عددا من البنايات المتواجدة بأحياء واجهة البحر و بقلب المدينة العتيقة القديمة، باتت عرضة للانهيار، خاصة في أحياء الحاج مرجان، نهج غاندي، نهج إيفيان، نهج باجي مختار و طريق الصحراء، و هو ما تؤكده نتائج الخبرة التقنية التي صنفت هذه الأحياء في الخانة الحمراء، لما تشكله من أخطار على حياة قاطنيها، بعد أن باتت مهددة بالسقوط في كل لحظة، بسبب تصدعها و وقوع انهيارات جزئية بالجدران و السلالم و الأسقف، ما يؤدي بالسكان خلال تساقط الأمطار، إلى مغادرة بيوتهم.
و أضاف سكان، بأن أحياء المدينة العتيقة، تبقى تفتقر لأدنى شروط الحياة بها، أمام تدهور حالة شبكات الصرف الصحي و المياه، ما أثار مخاوف من مغبة وقوع كارثة وبائية، علاوة على أخطار الزواحف و الجرذان. و عبر المعنيون عن استيائهم من إقصاء العشرات منهم من عملية إعادة الإسكان، في إطار برنامج القضاء على السكن غير اللائق، رغم معاينة لجان محلية و ولائية لوضعياتهم عن كثب و الظروف السكنية التي يقبعون فيها، مستعجلين الترحيل قبل حلول الشتاء، نحو الأحياء السكنية الجاهزة بحي جيلاص و حي القمم، فضلا عن مطالبتهم وزارة السكن برفع التجميد عن مشروع ترميم أحياء المدينة القديمة المصنفة كمعالم تاريخية يعود بناؤها للقرن 15 عشر و التي من شأنها أن تكون عاملا مشجعا في تطوير السياحة المحلية.
في حين أشارت مصادر مسؤولة ببلدية القالة، إلى أنه تم إدراج أغلب العائلات القاطنة بأحياء واجهة البحر و باقي أحياء المدينة القديمة، للاستفادة من السكن ضمن البرامج الموزعة بأنماطها الاجتماعي العمومي الإيجاري و الموجهة للقضاء على البناءات الهشة، غير أن الأحياء القديمة، سرعان ما تم اقتحامها من قبل غرباء و من أٌقارب مرحلين بتواطؤ منهم، بما فيها البنايات المهددة بالانهيار، التي تم تشميعها، و وضع الخانة الحمراء عليها من قبل الوكالة الوطنية للمراقبة التقنية، في مسعى لاستغلال هذه البناءات كورقة ضغط على السلطات، للظفر بسكن بطرق غير شرعية.
و أكد المصدر، على أن قاطني أحياء المدينة القديمة سوف تدرس وضعياتهم حالة بحالة، من خلال التكفل بترحيل المتخلفين و تطهير هذه الأحياء من شاغليها بطرق غير قانونية، لطي هذا الملف الذي وصف بالشائك نهائيا.
و أشارت مصادر من مديرية السكن، إلى أن هناك جهودا تبذل من قبل السلطات المحلية، من خلال تدخلها لدى الجهات المركزية، لرفع التجميد عن مشروع ترميم المدينة القديمة، الذي رصد له في وقت سابق 150مليار سنتيم لترميم حوالي 350بناية، قبل أن يطال المشروع التجميد بسبب سياسة التقشف، فيما كشف رئيس المجلس الشعبي الولائي، الحاج لخضر بوحارة، عن مساعي يقوم بها نواب الولاية في البرلمان بغرفتيه، للإسراع في رفع التجميد عن العملية لإعادة الاعتبار للمدينة العريقة القديمة للقالة و إعطائها الوجه السياحي العصري اللائق بها، مع الحفاظ على خصوصياتها و نمطها الهندسي المعماري المميز.
نوري.ح