مطالـــب بتــــدخل الـــوزارة لإصــــــلاح «تيليفيريك» سيــــرايدي بعنــــــابة
يطالب سكان سرايدي بولاية عنابة، في مراسلات موجهة إلى وزارة النقل، بالتدخل العاجل لإصلاح المصعد الهوائي الرابط بين عنابة و بلدية سيرايدي، المتوقف منذ 24 جانفي الماضي، باعتباره وسيلة نقل حيوية و منفذا هاما خاصة خلال الاضطرابات الجوية، بالإضافة إلى سرعته و قلة تكلفته مقارنة بوسائل النقل شبه الحضرية.
و وجهت جمعيات ناشطة بسيرايدي، رسائل تدخل للسلطات المحلية و الولائية، بهدف تسريع عملية إصلاح المصعد الهوائي المتوقف منذ نحو السنة، بسبب سقوط عمود و عربة، نتيجة لانزلاق التربة بطريق الإيذوغ، عقب الفيضانات و الاضطراب الجوي القوي الذي ضرب عنابة بالتاريخ المذكور، غير أن التيليفريك بقي متوفقا، دون وجود أي تقدم في الموضوع و هو ما جعل ممثلي السكان يتصلون بالنائب البرلماني عبد الوهاب دايرة، الذي وجه، نهاية الأسبوع، رسالة تدخل للأمين العام لوزارة النقل، لإبلاغه بانشغالات سكان سرايدي، على اعتبار أن المصعد يعد المنفذ الوحيد عند غلق الطريق جراء التساقط الكثيف للثلوج، كما يُعد مقصدا للعائلات للنزهة والسياحة في سيرايدي أيام العطل المدرسية و نهاية الأسبوع ومنشطا للحركية التجارية بسيرايدي.
من جهته مدير وحدة عنابة بمؤسسة النقل الجزائرية عن طريق الكوابل ، رشيد بن زعيم، أكد في تصريح للنصر، على أن مصالح مؤسسة النقل عبر الكوابل، أنهت الدراسة التقنية و قدمت تقريرا دقيقا حول خط الكوابل و الأضرار التي لحقت به و تم تحديد النقائص الموجودة و وضعية الأعمدة، من أجل إعادة النظر في عملية التجديد و الإصلاح بشكل كلي، بهدف تحديد القيمة الحقيقية للأضرار و الغلاف المالي للانطلاق في الأشغال.
و أضاف المتحدث، بأنه لا يوجد تاريخ معين لعودة التليفيريك إلى النشاط، إلى غاية الحصول على الغلاف المالي المخصص لعملية الإصلاح، قائلا بأن السبب الرئيسي وراء توقف التيليفريك، يعود إلى انزلاق عبر طريق الإيذوغ، بينت المعاينة التقنية انشطار الجبل إلى نصفين، محدثا فجوة بعرض 10 أمتار و بطول تجاوز 1000 متر.
و كان تليفيريك عنابة، قد سجل أول مرة حركية و نشاطا لم يعرفه منذ سنوات، خلال الشتاء الماضي مع تساقط الثلوج، حيث استقبل 5000 راكب في نصف يوم فقط، من العائلات الراغبة في النزهة و قضاء أجواء مميزة بمرتفعات جبال الإيذوغ و و صل إلى حد تدخل الشرطة و الدرك الوطني، لتنظيم تدافع الركاب بمحطتي الانطلاق و العودة.
و أشار مدير الوحدة، إلى أن المصعد يوفر 50 عربة لنقل الركاب على مسافة 4 كلم إلى سرايدي، فيما تستغرق الرحلة على متنها 15 دقيقة و تقدر تسعيرة الخدمة بـ 60 دج، تم رفعها خلال 2017، بهدف تغطية تكاليف الصيانة و العمال، على اعتبار أن خط التيليفيريك بعنابة، ليس حضريا و يدخل نشاطه في إطار السياحة الجبلية.
كما يُفضل المواطنون استخدام التيليفيريك بدلا من الحافلات، لأنه أقل سعرا و يختصر المسافة، و هو بديل لوسائل النقل الجماعي، التي تجد صعوبة في السير عبر مسار الطريق الجبلي الصعب على مسافة 17 كلم.
و قبل توقف المصعد، استفادت محطة عنابة من مشروع عصرنة وفق المعايير الدولية للأمن و تجديد العربات و التجهيزات الكهربائية و الالكترونية، قصد تقديم خدمة فعالة للمواطنين، فيما كانت مؤسسة النقل الحضري سابقا، عاجزة عن تمويل عملية صيانة التيليفيريك، بسبب المشاكل المالية التي تتخبط فيها، على اعتبار أن المداخيل السنوية للتيليفيريك، لا تغطي نفقات الصيانة و أجور العمال. و نظرا للمشاكل المالية التي تعاني منها مختلف المصاعد عبر الوطن، أعادت وزارة النقل النظر في طريقة تسيير محطات التيليفيريك، بسحب الإشراف عليه من طرف مؤسسة النقل الحضري و إسناده لشركة النقل عبر الكوابل مباشرة، هذه الأخيرة استحدثت بالشراكة مع الفرنسيين، لتصبح مسيرة من قبل مؤسسة «إيتاك»، بسبب ارتفاع تكاليف الصيانة و ضعف النشاط.
حسين دريدح