يشتكي أغلب السكان بمدينة برج بوعريريج، من عدم وصول فواتير الهاتف و تأخر استلام الرسائل و الحوالات البريدية لأصحابها، بما فيها الاستدعاءات الخاصة بمختلف مسابقات التوظيف، ما يضطرهم للتنقل إلى مراكز البريد من أجل الاستفسار عنها و هو ما ترجعه المصالح المعنية إلى النقص في التغطية بسعاة البريد من جهة والتوسع العمراني الذي تشهده المدينة خلال السنوات الأخيرة و زيادة الكثافة السكانية، في ظل انتشار الأحياء السكنية الجديدة و مناطق التوسع العمراني بضواحي المدينة .
و يبقى هذا الإشكال مطروحا، رغم وعود السلطات بتغطية العجز، لكن ما تزال شكاوى المواطنين و زبائن بريد الجزائر، متواصلة من حرمانهم في الكثير من المرات من الحصول على رسائلهم في الوقت المناسب أو عدم وصولها بالكامل، مثلما يحدث مع فواتير الهاتف التي لا تصل ببعض الأحياء السكنية على الاطلاق إلى أصحابها، في وقت لا يزال انعدام التنسيق في هذا الجانب بين مديريتين تحت غطاء قطاع واحد، سيدا للموقف، الأمر الذي أرهق المواطنين الذين عادة ما يصطدمون بقطع الاتصال بالهاتف و خدمات الانترنيت، لعدم تسديد الفاتورة و تأكيد الأعوان العاملين بشبابيك مصالح اتصالات الجزائر في ردودهم على استفسارات المواطنين، عن عدم تحمل إدارتهم لمسؤولية تأخر أو عدم وصول الفواتير، لأن عملية توزيعها تقع على عاتق بريد الجزائر، قبل أن تلجأ مؤخرا إلى طريقة تبليغ الزبائن بموعد و مبلغ الفواتير باستعمال تقنيات الرقمنة و الرسائل القصيرة عبر الهاتف، التي قللت حسب مصدر، من مديرية اتصالات الجزائر من التبعية لقطاع البريد في تبليغ الفواتير، في حين يبقى المشكل مطروحا بالنسبة للزبائن الذين لم يقوموا بتحيين ملفاتهم و إضافة أرقام هواتفهم لمراسلتهم مباشرة و كذا لمن يجهلون استعمال تقنيات و خدمات الهواتف النقالة و القراءة.
زيادة على هذا، يطرح مشكل التأخر في وصول الحوالات البريدية و الرسائل، خاصة خلال فترات مسابقات التوظيف، أين يجد عشرات المترشحين أنفسهم مجبرين على التنقل للاستفسار عن موعد استلام الاستدعاءات على مستوى مراكز البريد، خوفا من تأخر وصولها إلى ما بعد تاريخ إجراء المسابقة و الامتحانات، كما جرت عليه العادة في مناسبات سابقة، أين بلغت بعض القضايا أروقة العدالة.
و بخصوص هذه الانشغالات، أكدت مصادر من مديرية البريد، على أن مصالح المديرية، تعمل على تدارك مثل هذه النقائص، خاصة بعد توظيف حوالي 20 ساعي بريد مؤخرا، مشيرة إلى أن عملية التوظيف لسد العجز، تتم عبر مخطط التشغيل الذي تتم دراسته على مستوى المديرية العامة، مضيفة بأن جزءا من المسؤولية يقع على عاتق المواطنين من أصحاب الحوالات و الرسائل، لانعدام الصناديق البريدية بمقراتهم و سكناتهم و بالخصوص على مستوى العمارات و تغييرهم لعناوين إقاماتهم دون التبليغ بالعناوين الجديدة على مستوى المصالح المعنية. وينتظر من المديرية الوصية والمديرية العامة لبريد الجزائر، تدعيم حصة الولاية وبالخصوص مدينة البرج عاصمة الولاية، بالعدد الكافي من سعاة البريد، لتلبية احتياجات مختلف مراكز البريد التي تعاني من عجز أو نقص في العمال المكلفين بإيصال الرسائل و الحوالات البريدية إلى أصحابها و لتغطية الأحياء السكنية الجديدة التي يسجل فيها عجز في المراكز البريدية، على غرار حي بن عمران و عوين الزريقة و الوادي المالح .
ع/ بوعبدالله